أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – امتنعت المعارضة المدعومة من تركيا عن استقبال النازحين من المناطق التي تسيطر عليها الحكومة السورية وفتحت النار على المتظاهرين، حيث وصلت 3 حافلات تقل نازحين من بلدة أم باطنة بريف القنيطرة يوم 22 أيار / مايو الماضي إلى معبر الغزاوية بين عفرين وريف إدلب، قبل التوجه إلى منطقة دير حسن شمال إدلب الخاضعة لسيطرة “هيئة تحرير الشام – جبهة النصرة”.
جاء ذلك بعد يومين من قيام الفيلق الثاني التابع للجيش الوطني السوري بمنع الرتل من دخول مناطق سيطرة المعارضة المدعومة من تركيا شرقي حلب، فور وصوله إلى معبر أبو الزندين غربي مدينة الباب في 20 ايار / مايو الماضي، وذلك لزعم عدم وجود تنسيق بين تركيا وروسيا لرعاية هذا النزوح، ورافق القافلة الهلال الأحمر التابع للحكومة السورية والقوات الروسية، بعد رحلة استغرقت قرابة 12 ساعة من القنيطرة.
وفي 21 أيار / مايو الفائت، اعتدت فرقة السلطان مراد التابعة للجيش الوطني السوري على متظاهرين عند معبر أبو الزندين كانوا يطالبون بدخول النازحين ريف حلب الشرقي.
في غضون ذلك، انتقد ناشطون عدم قدرة قوات المعارضة على إدخال النازحين إلى مناطق سيطرتها دون موافقة تركية.
وقال مالك أبو عبيدة، مراسل قناة “حلب اليوم” في مدينة الباب، لـ “المونيتور”: “أشار المسؤولون في معبر أبو الزندين إلى رفض تركيا دخول النازحين، لعدم وجود تنسيق مسبق بين تركيا وروسيا، إضافة إلى عدم التنسيق بين النازحين والمسؤولين في شمال سوريا، لكن هذا الأمر غير صحيح، وكان هناك تنسيق قبل 48 ساعة من توجه القافلة شمالا”. واضاف أبو عبيدة: ” تلقى النازحون وعوداً من القائمين على المعبر بإدخالهم، إلا أن الوضع تطور إلى عصيان مدني عند المعبر وسط وعود كاذبة وتأخيرات، ففتح الفصيل المتمركز عند المعبر النار على المدنيين وهاجم عددًا من النشطاء بمن فيهم أنا”.
ولفت أبو عبيدة إلى أن القائمين على المعبر أعلنوا بعد ذلك الموافقة على دخول القافلة وبدء إجراءات العبور، مثل أخذ البيانات الشخصية لكل فرد وإخضاعهم لاختبارات PCR””، ثم توجه النازحون إلى معبر الغزاوية الفاصل بين مناطق سيطرة فصائل المعارضة الموالية لتركيا وتلك التي تسيطر عليها “هيئة تحرير الشام – جبهة النصرة” برفقة آليات عسكرية تركية.
وأضاف أبو عبيدة، أن “وجهة القافلة لم تكن محافظة إدلب، بل كان النازحون سيتجهون إلى منطقة اليزيدية قرب مدينة الباب، الأمر الذي دفع الأهالي إلى تهيئة أماكن لإيوائهم، لكن قبل دقائق من موعد دخول القافلة، علمنا أن السلطات التركية قررت توجيه الحافلات إلى إدلب، وقد أصيب الجميع بالصدمة لسماع إعلان حكومة الإنقاذ التابعة لـ “هيئة تحرير الشام – جبهة النصرة” على الفور استعدادها لاستقبال النازحين، ما يشير إلى وجود تنسيق مسبق بين تركيا و”هيئة تحرير الشام”.
في غضون ذلك، قال أحد النازحين من القافلة لـ “المونيتور”، فضل عدم الكشف عن هويته “علمنا أن عبد المجيد الفارس، رئيس مجلس محافظة القنيطرة ومقره أعزاز، أبلغ الحكومة المؤقتة ومحافظ حلب قبل 3 أيام من انطلاق قافلتنا، وأبلغنا الجانب الروسي أن الدخول سيكون عبر معبر أبو الزندين واتصل بالمجلس المحلي في الباب الذي أبدى استعداده لتقديم المساعدة وتجهيز المساكن واللوجستيات اللازمة، وهذا دليل على أن جميع الأطراف كانت على علم بوصولنا وكان هناك بالفعل تنسيق مسبق”.
وهذه هي المرة الأولى التي يمنع فيها الجيش الوطني السوري والقوات التركية النازحين من دخول مناطق سيطرتهم، ففي أيار / مايو عام 2018، منعت حافلات تقل نازحين من ريف حمص الشمالي وجنوب دمشق من دخول ريف حلب الشمالي، للسبب نفسه، وعادت قافلة النازحين وقتها إلى ريف إدلب.
المصدر: المونيتور الأمريكي
ترجمة: أوغاريت بوست