دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

التهديدات التركية لشمال سوريا، هل تفتح قنوات الاتصال بين الإدارة الذاتية والحكومة السورية ؟

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – خيمت حالة من الترقب في مناطق شمال وشرق سوريا، بالتزامن مع حديث أنقرة عن سعيها لشن عملية عسكرية ضد قوات سوريا الديمقراطية، إذا لم تتوصل لاتفاق مع واشنطن بخصوص المنطقة الآمنة، بينما صرح مسؤول في شمال سوريا بأنه على الحكومة السورية أن “تقف وقفة حقيقة بوجه أي اعتداء على أي شبر من الأراضي السورية”.

تريد تركيا منطقة آمنة بعمق 20 إلى 30 كم في الأراضي السورية، وأن تكون تحت سيطرتها وان تشرف عليها، بالتعاون مع قوات المعارضة المسلحة، وهذا ما ترفضه الولايات المتحدة والإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا وقواتها العسكرية قسد، وأبدوا استعدادهم لإنشاء منطقة آمنة بحدود 5 كم لا تشمل المدن وتكون تحت إشراف التحالف الدولي.

تركيا تهدد: إما منطقة آمنة أو نجتاح شرق الفرات !

وبعد هدوءً دام عدة أشهر، وغياب هذا الموضوع عن الإعلام وأروقة السياسة العالمية، أعادت تركيا الحديث عن المنطقة الآمنة في سوريا، وذلك بعد يومٍ واحد من استلامها لأول شحنة صواريخ إس – 400، وأكدت وزارة الخارجية التركية، انه إذا لم تنشأ المنطقة في القريب العاجل “فسوف نجتاح مناطق شرق الفرات”.

وأعلنت الخارجية التركية الأربعاء، ان المقترحات الأميركية الجديدة بشأن المنطقة الآمنة بسوريا لا ترضيهم، وذلك بعد محادثات استمرت يومين في أنقرة مع المبعوث الأمريكي إلى سوريا جيمس جيفري، بشأن إنشاء المنطقة الآمنة.

منطقة آمنة تحت رعاية التحالف الدولي

ويتخوف أهالي شمال وشرق سوريا من ارتكاب “مجازر” بحقهم على غرار ما جرى في عفرين، عندما دخلتها القوات التركية والمعارضة السورية، آذار/مارس عام 2018، لذا يبدو أن إقامة منطقة في شمال سوريا تحت رعاية قوات التحالف الدولي يبدو أنها تناسبهم أيضاً وقد تضع حداً للأطماع التركية.

وحول هذا الموضوع أدلى رئيس حزب سوريا المستقبل إبراهيم القفطان بتصريحات لقناة روسيا اليوم، قال فيها أن “التهديدات التركية مستمرة وهي تحاول اجتياح المنطقة، باستخدام الفصائل في إدلب وتغير ديمغرافية المنطقة كما حصل في عفرين وباقي المناطق المحتلة من تركيا بذريعة أمنها القومي”.

وأشار القفطان إلى أن تركيا “تتذرع بالوجود الكردي في سوريا ولم تتذرع سابقاً بوجود داعش وجبهة النصرة وغيرها من الفصائل الجهادية المؤمنة بفكر القاعدة على حدودها”.

ويرى أنها حالياً “تلعب بالضغط على أمريكا والتحالف الدولي والناتو وأوروبا بسبب شرائها لمنظومة “إس -400″ وتحاول الكسب بالضغط على الملف السوري”.

مطالبات للحكومة بالوقوف بوجه أي اعتداء على الأراضي السورية

ووجه القفطان نداء للمجتمع الدولي أن يوقف “المد التركي”، وقال أنه “على الحكومة السورية أن تقف وقفة حقيقة بوجه أي اعتداء على أي شبر من الأراضي السورية”. مؤكداً أنه “في حال نفذت تركيا احتلالها للمناطق سيكون خيار أبناء المنطقة الدفاع عن أرضهم”.

وقبل أيام حذر القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي، من أن أي هجوم للجيش التركي على أي مناطق شمال وشرق سوريا، سيحول المنطقة الحدودية لساحة حرب، وأكد أن “ما حصل في عفرين لن يتكرر في شرق الفرات”، رغم إشارته إلى أن “قسد” لا تريد الانخراط في حرب مع تركيا.

ويرى مراقبون بأن التهديدات التركية مجدداً ضد مناطق شمال وشرق سوريا، قد تعيد فتح قنوات الاتصال بين الحكومة السورية والإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، باعتبار أن الأراضي التي تتعرض للتهديد هي بالنهاية أراضٍ سورية، وتقع على عاتق الحكومة مهمة المشاركة في الدفاع عنها، وهو ما قد تشجعه روسيا أيضاً.

إعداد: ربى نجار