دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

التصعيد العسكري في الشمال السوري يدخل مرحلة جديدة .. والعين على قمة بوتين وأردوغان

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – بدأ التصعيد العسكري في المناطق الشمالية السورية يدخل مرحلة جديدة، مع شن سلاح الجو الروسي غارات جوية على مناطق ما تسمى “بغصن الزيتون” الخاضعة لسيطرة القوات التركية و فصائل المعارضة المسلحة، وهو ما يشير إلى إمكانية أن تمتد المعركة لمناطق أخرى بعيدة عن إدلب و “خفض التصعيد”.

وخلال سنوات الحرب والصراع على السلطة في سوريا، تكاد المرات التي قصفت فيها الطائرات الحربية الروسية قرى وبلدات في ريف عفرين أو مناطق ما تسمى “بغصن الزيتون” معدودة على الأصابع، لكن خلال الأيام الماضية، كثفت الطائرات الحربية الروسية من غاراتها على تلك المناطق، لتدخل المعركة في الشمال السوري مرحلة جديدة.

غارات روسية طالت محيط قاعدة عسكرية تركية بريف عفرين

وخلال ساعات مساء السبت، قصفت طائرات حربية روسية بغارات جوية محيط القاعدة العسكرية التركية في قرية باصلحايا “باصوفا” بريف عفرين، إضافة لغارة جوية طالت منطقة حرش جليل وأخرى استهدفت جنوب مدينة عفرين. دون ورود معلومات عن خسائر بشرية أو أضرار مادية، جراء القصف الذي يشير إلى تفاقم الخلافات الروسية التركية حول سوريا، خاصة مع قرب عقد لقاء القمة بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين و التركي رجب طيب أردوغان في مدينة سوتشي الروسية في الـ29 من الشهر الجاري، والذي قال عنه أردوغان أنه سيبحث فيه مع بوتن الملف الإدلبي و سيتخذون قرارات مهمة، ومناقشة الانجازات و ما سيفعلونه في المرحلة المقبلة.

وفي السياق ذاته، أفادت مصادر محلية خاصة لشبكة “أوغاريت بوست” الإخبارية، أن القوات التركية والفصائل المعارضة الموالية لها رفعت الجاهزية القتالية في مناطق ماتسمى “بغصن الزيتون” بعد الغارات الروسية، وسط استنفار كبير، خوفاً من تصعيد عسكري ليس في الحسبان.

لافروف: إدلب هي بؤرة الإرهاب الوحيدة في سوريا

الغارات الجوية الروسية على مناطق ماتعرف “بغصن الزيتون” جاءت بعد ساعات قليلة من تصريحات وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، بأن “بؤرة الإرهاب الوحيدة القائمة في سوريا هي إدلب”، مشدداً على تمسك موسكو بمحاربته والقضاء عليه. وذلك خلال مؤتمر صحفي له على هامش اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.

سياسيون: صبر روسيا بدأ ينفذ من عدم التزام تركيا بتعهداتها

وترى أوساط متابعة بأن الغارات الجوية الروسية التي تأتي في منطقة “غصن الزيتون” وأيضاً مناطق “خفض التصعيد” تعتبر بمثابة رسالة تحذيرية لتركيا، بأن صبر روسيا بدأ ينفذ من تجاهل تركيا لالتزاماتها. حيث سبق وأن صرح وزير الخارجية الروسي لافروف في وقت سابق، أن تركيا لم تلتزم بتعهداتها في إدلب، ولم تقوم بفصل “المعارضة المعتدلة عن المتطرفة”.

وأشارت إلى أن التصعيد العسكري لروسيا يأتي أيضاً كورقة ضغط سيستغلها بوتن عند لقاءه أردوغان لفتح الطريق الدولي إم -4 وإبعاد الفصائل المعارضة عنه، كما كان من المفترض أن يحصل بحسب اتفاق وقف إطلاق النار السابق بين موسكو وأنقرة العام الماضي.

تركيا ترد على التصعيد الروسي بتكثيف الهجمات على شمال شرق سوريا

وتقابل تركيا العنف في منطقة “خفض التصعيد” و مناطق ما تعرف “بغصن الزيتون”، بتصعيد عسكري في مناطق تتواجد فيها القوات الروسية وقواعدها العسكرية في ريف الحسكة والرقة وحلب، ضمن مناطق نفوذ قوات سوريا الديمقراطية والتشكيلات العسكرية التابعة لها. وسط هجمات برية سبق أن تعرضت لها ناحية عين عيسى خلال الأيام الماضية و قرية الدردارة بريف تل تمر، لكن دون أي تغيير في خريطة السيطرة العسكرية.

سياسيون: بوتين لن يسمح لأردوغان بتوسيع رقعة سيطرته في سوريا

واستبعدت أوساط سياسية أن تقوم روسيا بعقد صفقات أو مقايضات جديدة مع تركيا في الشمال السوري، في إشارة منهم إلى تبادل مناطق السيطرة العسكرية، كون موسكو لم تعد ترغب بسيطرة تركية على مناطق سورية أخرى، خاصة مع سيطرتها على 7 مدن سورية بتوافقات معها ومع أمريكا أيضاً.

ولفتت تلك الأوساط إلى أن موسكو تعتبر أن التفاهم ممكن مع قوات سوريا الديمقراطية في عودة مؤسسات الدولة إلى مناطق سيطرتها، التي لاتزال تعمل حتى مع السيطرة الكاملة لقسد على المناطق الشمالية الشرقية، بيد أن ذلك غير ممكن مع القوات التركية وفصائل المعارضة، وبالتالي فإن الحل هنا سيكون عمليات عسكرية لاستعادة السيطرة. لذلك فمن المستبعد أن يحصل الرئيس التركي على ضوء أخضر روسي للتوغل أكثر في الأراضي السورية خلال اللقاء المقبل.

إعداد: ربى نجار