أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – لاتزال تداعيات جريمة اغتيال المسؤول في حزب “القوات اللبنانية” مستمرة على اللاجئين السوريين في لبنان، في وقت خرجت دعوات جديدة لترحيل السوريين إلى بلادهم، واعتبار أن تواجدهم يشكل خطراً كبيراً على الدولة اللبنانية، وفق ما رأت تلك الأطراف، فيما نددت دمشق في بيان للسفارة السورية في بيروت بجريمة مقتل مواطن لبناني واعتداء طال مواطن سوري.
أوضاع صعبة يعيشها السوريون في لبنان
ومع مرور عيد الفطر، عاش اللاجئون السوريون في لبنان ظروفاً صعبة أكثر من أي وقت مضى، خاصة مع تصاعد الخطاب العنصري والتحريضي من قبل بعض الأطراف، التي استغلت جريمة اغتيال المنسق في حزب “القوات اللبنانية” الذي قتل على يد عصابة سورية خلال محاولتهم اختطافه وسرقة سيارته، وفق بيان للجيش اللبناني.
حيث اختطف سليمان، الأحد الماضي، على يد أفراد عصابة سرقة أغلبهم من الجنسية السورية، ونقلت جثته إلى سوريا عبر الحدود، بحسب ما كشفت الأجهزة الأمنية اللبنانية.
تزايد في حملات العنصرية وخطاب الكراهية وتهديدات مباشرة
الجريمة التي وقعت بحق المسؤول في “حزب القوات اللبنانية” أدت لتزايد السلوكيات العنصرية والانتقامية بحق السوريين في مناطق لبنانية عدة، وهو ما نغص على السوريين فرحة العيد وممارسة تقاليده، مع دعوات من قبل السلطات اللبنانية بالتزامهم بمنازلهم خشية تعرضهم لأي اعتداء من قبل عنصريين لبنايين.
وشهدت مناطق مثل برج حمود وسد البوشرية والجديدة وبشري وجبيل وجونية وذوق مصبح وذوق مكايل وطبرجا وغيرها، خلال الأيام الماضية، سلسلة اعتداءات طالت عمالا ولاجئين سوريين وأفرادا من بينهم نساء، مع دعوات لإغلاق محال السوريين في “برج حمود” خاصة من قبل بعض العنصريين وتركهم لمنازلهم ورحيلهم من المنطقة ولبنان بشكل عام.
ومع انتشار دعوات تحريضية على مواقع التواصل الاجتماعي ضد السوريين، جرى تحطيم سيارات تحمل لوحات سورية، والهجوم على مساكن يقطنها سوريون، تزامن ذلك مع منشورات تحض على العنصرية والكراهية ضد السوريين والدعوة لترحيلهم.
البطريرك الماروني: السوريين يشكلون خطراً على اللبنانيين
وفي هذا السياق، قال البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي إن النازحين السوريين باتوا يشكّلون خطراً على اللبنانيين في عقر دارهم، مشيراً إلى أنه أصبح من الملحّ إيجاد حلّ نهائي لضبط وجودهم مع الجهات الدولية والمحلية بعيداً عن الصدامات والتعديات التي لا تحمد عقباها.
حديث الراعي جاء خلال جنازة مسؤول حزب “القوات اللبنانية” باسكال سليمان، والتي أقيمت ظهر اليوم الجمعة في كنيسة مار جرجس في مدينة جبيل شمال بيروت.
وأضاف الراعي خلالها أنه “من واجب السلطات المعنية مواجهة مسألة النّزوح الخطيرة بالطرق القانونية والإجرائية”، مشدداً على أن لبنان الرازح تحت أزماته لا يتحمّل إضافة أعباء نصف سكانه وهذا ما تعجز عنه كبريات الدول.
دمشق تصدر بيان إدانة لمقتل لبناني وتعلن متابعتها للأوضاع
بدورها أصدرت السفارة السورية في لبنان بياناً شددت فيه “حرصها على العلاقة الأخوية بين البلدين الشقيقين”، وأعربت عن أسفها وإدانتها للجريمة التي ارتكبت بحق أحد المواطنين اللبنانيين وبعض ردود الأفعال عليها التي أدت لاعتداءات مستنكرة طالت بعض المواطنين السوريين.
وجاء في بيان السفارة، أنها تتابع أمور المواطنين السوريين في لبنان بالتنسيق مع الجهات المعنية بما يصون العلاقة بين البلدين، وأكدت أن موقف دمشق من ملف النزوح وأن سوريا كانت ولا تزال مع عودة أبنائها إلى بلادهم.
“تحميل مسؤولية ملف النزوح السوري للغرب”
واعتبرت السفارة في بيانها أن ما يعيق عودة السوريين هو “تسييس” ملف النزوح من قبل الدول المانحة وبعض المنظمات الدولية المعنية، و”الإجراءات القسرية الأحادية المفروضة على الشعب السوري والتي تشمل آثارها السلبية المواطن السوري واللبناني”.
وثمنت السفارة تعاون الحكومة والجهات الرسمية اللبنانية والمواقف الوطنية اللبنانية التي دعت وتدعو إلى نبذ التحريض ضد المواطنين السوريين، مؤكدة حرص سورية على أمن لبنان واستقراره وعلى التعاون مع أجهزته المختصة لتسليم المطلوبين من الجانبين بما يحقق مصلحة البلدين الشقيقين.
هل تتكرر أحداث 2005 ؟
وفي الأيام الماضية، اتخذت بلديات لبنانية كثيرة إجراءات مشددة قيدت من تحركات السوريين وزادت بعضها من التحريض ضدهم، وفرضت عليهم حظر تجول شامل غير محدد في توقيته، فيما سجل توزيع مناشير مطبوعة تدعو السوريين للمغادرة تتهمهم بتهديد الأمن والسلامة العامة في لبنان.
وتخشى جهات سورية ولبنانية عدة ترفض ما يمارس بحق اللاجئين السوريين المتواجدين في لبنان منذ 2011، وحتى قبل اندلاع الأزمة في سوريا، من انزلاق الأمور إلى التصعيد والعنف كما حصل إبان جريمة اغتيال رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق رفيق الحريري، بعد ادعاءات بمسؤولية و شراكة سوريا في عملية اغتياله في 14 شباط/فبراير 2005، حيث استغل هذه الجريمة حينها العديد من الشخصيات المناهضة للتواجد السوري في لبنان للتحريض ضدهم وطردهم من البلاد.
إعداد: علي إبراهيم