أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – يتم الحديث عن قرب عقد هدنة إنسانية في قطاع غزة بعد أكثر من شهر من الحرب بين إسرائيل وحركة حماس التي تسببت بمقتل وإصابة عشرات الآلاف من الطرفين ودمار كبير في القطاع، وسط تحذيرات أممية من “وضع كارثي” لسكان غزة نتيجة استمرار الهجمات الإسرائيلية ونقص الوقود والمواد الأساسية.
وتواصل القوات الإسرائيلية عملياتها العسكرية سواءً من الجو والبر وعبر التوغل ضمن قطاع غزة، في وقت يقول محللون سياسيون أن الهجوم الوحشي للجيش الإسرائيلي على القطاع يأتي “لتبييض صورته” التي اهتزت مع بداية “عملية طوفان الأقصى” التي قامت بها حركة حماس في صبيحة الـ7 من تشرين الأول/أكتوبر الجاري، والتي أسفرت عن مقتل 1400 إسرائيلي وأسر 200 آخرين، وكانت السبب في اندلاع الحرب القائمة في غزة الآن.
وتؤكد أوساط سياسية أن إسرائيل تكبدت خسائر كبيرة جراء الحرب مع حماس وهجومها على غزة، ولم تستبعد احتمال أن تفتح جبهات جديدة على إسرائيل في حال استمرارها بالحرب أو تنفيذ تهديداتها الأخيرة بشن ضربة نووية على القطاع، فيما لفتت إلى أن الأسلحة والترسانة العسكرية الغربية التي وصلت للمنطقة لاتعني بالضرورة إن هناك حرب إقليمية شاملة، بل إنها مجرد رسائل للدعم منقطع النظير لإسرائيل “بالدفاع عن نفسها”.
وفي حوار لشبكة “أوغاريت بوست” الإخبارية مع الباحث المصري في العلاقات الدولية، محمد ربيع، حول إمكانية أن تفتح جبهات جديدة على إسرائيل، وهل يمكن لسوريا الدخول بشكل مباشر لهذه الحرب، وماذا عن الدور العربي والمصري في إخماد نيران هذا الصراع القائم.
وفيما يلي النص الكامل للحوار الذي أجرته “أوغاريت بوست” مع الباحث المصري في العلاقات الدولية محمد ربيع:
– هل تعتقدون أن أي عملية برية للجيش الإسرائيلي في قطاع غزة يمكن أن تفتح جبهات أخرى على تل أبيب، من سوريا مثلاً ؟
المؤكد أن العمليات البرية أو أي عملية برية يقوم بها الجيش الإسرائيلي تجاه قطاع غزة هي محاولة لتبيض جيش الاحتلال، خاصة أنه كان ومازال يتكبد خسائر كبيرة.. هذه الخسائر تمثلت في انهيار سعر الليرة وارتفاع معدل التضخم وفي وجود خسائر تقدر بـ10 مليار دولار وتزيد عن ذلك بخسائر بشرية أخرى، منذ عملية طوفان الأقصى.
الحكومة الإسرائيلية تكبدت خسائر سياسية واقتصادية، وتمثلت أيضاً بخروج تظاهرات تندد بالعمل الوحشي الذي يقومون به في غزة، وتظاهرات تندد بحكومة نتنياهو وبالدول التي تقوم بدعم حكومة نتنياهو بالأفعال المتطرفة وتحمل هذه الحكومة المسؤولية.
الجبهات الأخرى التي يمكن أن تفتح على تل أبيب، هي خارجة عن إرادة المجتمع الدولي الذي يمارس ضغوطات كبيرة جداً تجاه إسرائيل، نظراً لبشاعة المواقف والتعامل اللاإنساني مع سكان قطاع غزة وتدمير البنى التحتية والمستشفيات وتدميرها واستهداف الأطفال والنساء.
من وجهة نظري لن تدخل سوريا بصورة مباشرة على خط الأزمة ولن تتدخل في هذه العملية، حتى مع وجود العملية البرية لهذه اللحظة في غزة، وذلك لأن هناك جهود دولية تبذل لمنع نشوب حرب أو توسع دائرة الحرب في القطاع.
– توسيع دائرة الصراع والحرب برأيكم هل ستؤدي لحرب شاملة في منطقة الشرق الأوسط ؟
إذا توسعت الأمور ودائرة الصراع من المؤكد إنها ستتحول إلى حرب شاملة في المنطقة، وذلك لأن القصف والهجمات ستكون بكل اتجاه تجاه إسرائيل، من حزب الله وسوريا وأطراف أخرى بهدف كبح جماح الدولة الإسرائيلية، إلا أنه حتى الآن يوجد أصوات عاقلة في المنطقة العربية تحاول منع نشوب حرب إقليمية مع وجود دور دولي من دول أخرى بعيداً عن الولايات المتحدة، تمارس ضغوطاً واتصالات من أجل عدم وصول الحرب إلى حرب شاملة في منطقة الشرق الأوسط.
– نرى بأن جميع الأطراف الآن يجهزون أنفسهم للحرب، خاصة الغرب عبر إرسال الأسلحة والجنود، هل يمكن اعتبار ذلك دليل لوقوع الحرب الشاملة ؟
إرسال الأطراف الغربية الأسلحة إلى المنطقة لا يعتبر دليل على الحرب الشاملة، الأمور هي مجرد رسائل، بأن هذه الدول تساند دولة الاحتلال الإسرائيلية، ولكن المواقف العربية وخاصة الموقف المصري كانت صادمة لهذه الدول وكانت واضحة، وجعل هناك تراجع في موقفهم وهذا ما صرحت عنه الإدارة الأمريكية بأن الدعم مستمر لإسرائيل في ظل هذه الانتهاكات، وايضاً ما أكده السفراء في واشنطن وغيرها من دول العالم التي نددت بهذه الانتهاكات، وأكدت على أن دولة الاحتلال يجب أن تتوقف عليها ووضعت حكومات الدول الغربية في موقف محرج للغاية.
– مصر تقود مساعي لتهدئة الأمور وإدخال المساعدات لغزة، هل برأيكم ستستطيع القاهرة إطفاء نار الحرب هذه المرة ؟
نعم القاهرة لديها ما يمكن من الامكانيات لإطفاء هذه النيران وإطفاء نيران هذه الحرب، وهذا برز من خلال موقف القاهرة وحشد مواقف الدول العربية وداخل الأمم المتحدة، وتصويت 120 دولة من المجتمع الدولي على قرار بضرورة هدنة إنسانية ووقف إطلاق النار والعدوان الإسرائيلي على غزة لتقديم مساعدات إنسانية وإنقاذ أرواح آلاف المدنيين في القطاع.
نعم هناك جهود مصرية ومازالت هذه الجهود مستمرة وهناك اتصالات من القاهرة إلى كافة دول العالم، هذه الاتصالات هدفها الرئيسي إطفاء النيران ووقف هذه الحرب في قطاع غزة.
– كان هناك تهديد إسرائيلي بضرب غزة بقنبلة نووية، ماذا يمكن للدول العربية فعله لمنع وقوع هذه الإبادة الجماعية ؟
التهديدات الإسرائيلية بالضربة النووية، هذه الأفعال غير مقبولة، والمجتمع الدولي لن يقبل بهذه الأمور، وهذا يدل على حجم التطرف الذي وصل داخل دولة الاحتلال الإسرائيلي ولكن فكرة أن تضرب غزة بقنبلة نووية، فإن الخسائر ستكون كبيرة وستكون كبيرة حتى على دولة الاحتلال، وستكون هناك خسائر كبيرة للغاية، حتى وإن كان هذا الأمر محدودة المنطقة.
كذلك ستكون ردود الأفعال الأممية والدولية شديدة للغاية، وهذا الأمر ما قد يطور الأمور لحرب شاملة في المنطقة، والجهود الدولية والمصرية بعدم وقوع أي شي.
هذه التصريحات هي تصريحات غير متزنة ومسؤولية بالمرة لفكرة أن يتم إبادة شعب أو أن يتم ضرب قنابل نووية وهذا يؤكد على حجم ومدى التطرف الذي وصلت إليه هذه الحكومة المتطرفة داخل دولة الاحتلال.
حوار: ربى نجار