دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

“الاقتراب يعني الموت”.. السوريون الفارين من الحرب في مرمى نيران حرس الحدود التركية “الجندرما”

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – عندما بدأت الأزمة السورية فتحت تركيا حدودها على مصراعيه للمهاجرين السوريين الذين وصل أعدادهم بعد سنوات من استمرار الصراع على السلطة إلى أكثر من 3 ملايين ونصف (بحسب إحصائيات أنقرة)، إلا أن تركيا أمرت قوات حرس حدودها في السنوات الماضية بإطلاق النار على أي شخص يقترب من الحدود أو يحاول عبورها.

كل من يقترب من الحدود “هدف مشروع”

وليس في 2023 فقط سقط ضحايا من المواطنين السوريين برصاص قوات حرس الحدود التركية “الجندرما” بل خلال سنوات الأزمة قتل واصيب الآلاف، ولم تفرق الرصاصات التركية بين طفل وامرأة مسن ورجل، بل كل من يقترب من الجدار هو “هدف مشروع” سواءً كان اقترابه كونه يريد اجتياز الحدود أو أن لديه أرض زراعية يعمل بها قريبة من الجدار الفاصل.

يقتلون السوريين ويكرمون

وفي وقت تم تكريم قائد “الجندرما” عارف جتين من قبل “غرفة الصناعة والتجار في مدينة الراعي بحلب” التابعة لفصائل المعارضة برفقة الوفد العسكري له، كشف المرصد السوري لحقوق الإنسان عن حصيلة السوريين الذين قتلوا برصاص “الجندرما” في 2023، حيث بلغت 11 مواطناً بينهم نساء وأطفال.

وتوزع ضحايا رصاص “الجندرما” كالتالي:

– 3 كانون الثاني، مواطن من أبناء بلدة التبني بريف دير الزور الغربي، حيث تكفل فصيل “الفرقة 20” التابعة لأحرار الشرقية بإيصاله قرب بلدة رأس العين بريف الحسكة.

– 3 كانون الثاني، مواطن من منطقة رأس العين، أثناء محاولته الدخول إلى الأرضي التركية.

– 9 كانون الثاني، شاب من أبناء قرية شهرناز في ريف حماة الغربي أثناء محاولة اجتياز الحدود عبر طرق “التهريب” بالقرب من بلدة عزمارين شمالي إدلب.

– 10 كانون الثاني، اعتدى عناصر ”الجندرما”، على مواطنين سوريين بالضرب باستخدام البنادق والعصي عقب عبورهم الحدود عند قرية عراضة بريف أبو راسين شمالي الحسكة، قبل رميهم ملطخين بالدما.

– 13 كانون الثاني، شاب مجهول الهوية، أثناء اجتيازه الحدود من منطقة الراعي بريف حلب الشمالي.

– 23 كانون الثاني، فقدان شاب لحياته وإصابة سيدتين بجروح برصاص “الجندرما” مع الاعتداء على مواطنين بالضرب غربي رأس العين أثناء محاولتهما العبور عند قرية العزيز.

– 28 كانون الثاني، شاب من أبناء بلدة بقرص تحتاني شرق دير الزور، أثناء محاولة اجتياز الحدود من جهة مدينة رأس العين.

– 11 شباط، شاب من أبناء العزيزية في الحسكة بالقرب من قرية مختلة غربي رأس العين، نتيجة خلاف ومشادّة كلامية بين الطرفين.

– 13 شباط، اعتدى عناصر من الجندرمة بالقضبان الحديدية والركل على مواطنين اثنين أحدهما من مدينة دارة عزة بريف حلب الغربي بتاريخ 11 شباط الجاري، وذلك في أثناء محاولتهما الدخول إلى الأراضي التركية بالقرب من قرية دير صوان بناحية شران بريف عفرين.

– 14 شباط، استشهد شاب من ريف حلب الجنوبي، جراء ضربه وتعذيبه بطريقة وحشية من قبل “الجندرما” على الحدود أثناء عبوره من جهة بلدة الراع.

– 16 شباط، أصيب طفل بجروح متفاوتة، أثناء تواجده بين الأشجار في قرية بوبان غرب مدينة عين العرب (كوباني.

– 17 شباط، تعرض 7 شبان للاعتداء والتعذيب بشكل وحشي من قبل “الجندرما”، أثناء عبورهم الجدار الفاصل بريف إدلب الغربي.

– 12 آذار، اعتدى عناصر “الجندرما” التركية، بالضرب المبرح مجموعة شبان سوريين.

– 12 آذار، ألقت الجندرما جثة شاب سوري كان يحاول الدخول إلى تركيا من جهة حارم،  قرب الشريط الحدودي.

– 14 آذار، استشهد مواطن 66 عاماً من خربة الجوز غرب إدلب متأثراً بإصابته جراء استهدافه من قبل “الجندرما” أثناء حراثة أرضه قرب الحدود مع لواء اسكندرون شمال غربي إدلب.

من بين المستهدفين نساء وأطفال

وقال المرصد أن عدد المدنيين الذين استشهدوا برصاص “الجندرما” وصل إلى 11 مدنيا، وذلك منذ مطلع 2023، ضمن مناطق سورية متفرقة، مع إصابة 20 طفل و سيدتين، وأشار إلى أن الضحايا المدنيين توزعوا على الشكل التالي:

5 رجال بريف الحسكة ضمن مناطق نفوذ فصائل المعارضة في “نبع السلام”.

4 رجال بريف إدلب ضمن مناطق نفوذ “هيئة تحرير الشام/جبهة النصرة” والفصائل السورية المعارضة.

رجلين اثنين بريف حلب الشمالي ضمن منطقة “درع الفرات”.

التدخلات الخارجية واستمرار الحرب.. والسوريون الضحية

وأجبرت الحرب والصراع على السلطة في سوريا بين “الحكومة والمعارضة” الملايين من السوريين على الهجرة من البلاد بحثاً عن الأمن والأمان والاستقرار الذي فقد في البلاد منذ ما يقارب 12 عاماً، وكانت الحدود التركية مقصداً للأغلبية للفرار من هذه الحرب، إلا أن حرس الحدود التركية “الجندرما” باتوا يطلقون النار على كل من يعبر الحدود أو حتى يقترب من الجدار الحدودي التي بنته أنقرة على طول الحدود السورية لمنع تدفق المهاجرين.

وكانت لتركيا اليد الطولة في تأزيم ومفاقمة الأزمة السورية واستمرار الصراع على السلطة من خلال الدعم اللامحدود للمعارضة التي كادت أن تطيح بالنظام الحاكم لولا التدخل الإيراني والروسي العسكري لجانب دمشق، التي أجبرت المعارضة على التراجع وخسارة المناطق، إضافة للدور السياسي الكبير الذي قلص مناطق سيطرة المعارضة لحساب الحكومة في إطار “مسار آستانا” والذي كانت تركيا تقوم بمقايضات للأراضي السورية (منطقة مقابل منطقة)، وهذه السياسة أيضاً أدت لاستمرار الصراع وشن حروب جديدة على الشمال ما أدى لأزمة نزوح وهجرة جديدة.

إعداد: علي إبراهيم