دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

الاستثمار الخارجي يُبشر بولادة جديدة لـ “داعش” في سوريا

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – ثقب أسود يبتلع كل شيء وصف يبدو انه يتحدث بشكل دقيق عن الحالة التي تعيشها البادية السورية في ظل نشاط تنظيم داعش الارهابي بهذه المنطقة على الرغم من هزيمته والاعلان عن نهاية حقبة تواجده في سوريا بشكل نهائي عام 2019 على يد قوات سوريا الديموقراطية بدعم من التحالف الدولي، ولكن مازال التنظيم يشكل أرقاً مستمراً لكافة القوى السورية وغيرها صاحبة النفوذ، لتتحول البادية السورية إلى ميدان مواجهات واسع بين خلايا تنظيم “داعش” النشطة وبين القوات الحكومية والإيرانية التي تتكبد خسائر تُوصف بـ”الفادحة” على يد التنظيم، الذي استعاد كما يبدو القدرة على شن هجمات ونصب كمائن في مساحة مترامية الأطراف، حيث باتت القوات الحكومية هدفاً مباشراً وسهلاً لعناصر “داعش” المنتشرين على شكل مجموعات صغيرة إلى جانب قيامهم بعمليات تفجير واستهداف لعناصر قوات سوريا الديمقراطية وموظفين يعملون لدى الادارة الذاتية بريف دير الزور خاصة.

روسيا تطيل أمد الأزمة في البادية

كل هذه المعلومات التي تحدثنا بها مع بداية التقرير تبدو للكثيرين مكررة ولا تأتي بشيء جديد مع استمرار عمليات داعش في البادية السورية خلال السنوات الماضية بشكل مستمر ولكن الأمر بالغ الأهمية والخطير يتمثل في حديث عدد من التقارير الإعلامية الدولية والمحلية عن دعم مقدم من قبل أطراف فاعلة في سوريا لتنظيم داعش الإرهابي لضمان استمراره وعدم سقوطه بغية تحقيق مصالحها وأهدافها.. حيث كشفت مصادر قيادية في “اللواء الثامن”، التابع لـ ”الفيلق الخامس” المدعوم روسيًا، بمدينة بصرى الشام شرقي درعا، منذ أيام قليلة، عن موقف “اللواء” من قتال تنظيم داعش الارهابي في البادية بطلب روسي، مؤكداً لموقع إخباري محلي قال بأن القيادي، فضل عدم الكشف عن اسمه، إن روسيا تماطل لإطالة أمد الأزمة في البادية، كما أوضح أن القوات الروسية طالبت قيادة اللواء المشاركة في قتال التنظيم بالبادية السورية لكن اللواء رفض القتال بسبب إشراك عناصر إيرانيين وأفغان في المعارك هناك.

داعش والانبعاث الجديد

الأمر الآخر والذي لا يقل أهمية عن الموقف الروسي، أن هناك معلومات مؤكدة توضح كيفية حصول “داعش” على السلاح والذخيرة والمواد الغذائية، من خلال استغلال فساد قوات الحكومة السورية وبالتالي إبرام التنظيم صفقات كبيرة تزوده بما يحتاج بالإضافة لوجود كتلة مالية هائلة لدى قياديين في تنظيم داعش الإرهابي تمكنهم من امتلاك كل شيء تقريباً، حيث ان الأمثلة على ذلك كثيرة أبرزها ابرام قوات الحكومة أكثر من صفقة مع التنظيم خلال السنوات الماضية سمحت للأخير بنقل عناصره من جنوب العاصمة دمشق وحوض اليرموك في ريف درعا الغربي جنوبي سوريا إلى البادية، إذ يُعتقد أن المجموعات التي خرجت من جنوب سوريا بترتيب من القوات الحكومية هي التي هاجمت قرى في ريف السويداء الشرقي على تخوم البادية، في 25 تموز / يوليو عام 2018 وقتلت أكثر من 200 مدني وخطفت آخرين أفرج عنهم “داعش” لاحقاً بصفقة أخرى مع الحكومة، كل ذلك مازال مستمرا إلى يومنا هذا عبر النشاط المتواصل والمستمر لتنظيم داعش الإرهابي.

ويرى مراقبون، أن هناك العديد من التساؤلات التي يمكن أن تُحدث سيناريوهات متوقعة خلال الفترة القادمة فيما يتعلق بوجود تنظيم داعش على الأراضي السورية من خلال انبعاث جديد يبدأ من البادية السورية عن طريق استغلال الخلافات التي تعصف بين الدول الكبرى والفاعلة في المشهد السوري عبر استغلال ورقة التنظيم للضغط على الطرف الآخر، مستعيناً بعامل التأثير والاستثمار الخارجي باعتباره الأكبر والأوفر حظاً في عملية ولادة قد تكون قادمة إن لم تتم معالجة الأسباب على توليد هذه الظاهرة وهو ما سيساعد بالتأكيد على استمرارية معاناة الشعب السوري في الداخل واستبعاد أي حل سياسي مرتقب للأزمة السورية على المدى المنظور وربما البعيد أيضاً.

 

إعداد: يعقوب سليمان