دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

الاحتجاجات في السويداء تقترب من الشهر الرابع.. والمطالب “بإسقاط النظام” و “اللامركزية” مستمرة

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – لم تمنع الأوضاع الراهنة وما يجري في منطقة الشرق الأوسط، أهالي محافظة السويداء من الاستمرار في احتجاجاتهم الشعبية السلمية والتي تجاوزت الـ100 يوم، مع الاستمرار على مطالب “إسقاط النظام” و “الحل السياسي للأزمة السورية” و “تطبيق القرار 2254″، مع التركيز في الآونة الأخيرة على “الإدارة الذاتية” و “اللامركزية” كشكل جديد للحكم في البلاد.

مطالب المحتجين السلميين في السويداء مستمرة

وفي اليوم الـ110 للاحتجاجات الشعبية، تجمع العشرات في ساحة الكرامة، التي تحولت لرمز الاحتجاجات الشعبية في المحافظة، وذلك في مظاهرة سلمية تأكيداً على مواصلة الانتفاضة، ومطالب “إسقاط وتنحي النظام عن الحكم” و “الانتقال السياسي للسلطة في البلاد”، مع رفع لافتات تؤكد استمرار التظاهرات على تحقيق المطالب “المحقة” للمتظاهرين.

ولاقت احتجاجات السويداء دعماً وانتباهاً واهتماماً محلياً وإقليمياً ودولياً كبيراً، مع التشديد على الحكومة السورية بضرورة تنفيذ مطالب المحتجين، والانخراط بالحلول السياسية لوقف الحرب في البلاد والانتقال السياسي.

وعبرت جهات دولية عدة من بينها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، خلال اتصالات مع الشيخ حكمت الهجري رئيس الطائفة الدرزية في المحافظة، عن دعمها للاحتجاجات الشعبية السلمية في السويداء، ومطالب شعبها المحقة.

“تسلم للأبنية الحكومية”.. والأمور ذاهبة باتجاه “الإدارة الذاتية”

يتزامن ذلك مع استمرار تسلم أبناء المحافظة للمؤسسات الحكومية وإفراغها من الموظفين الحكوميين وذلك لتسيير شؤون المحافظة ذاتياً، وحول ذلك أشار المرصد السوري لحقوق الإنسان، أنه في الأول من كانون الأول/ديسمبر الجاري، تجمع العشرات من المحتجين من أبناء السويداء ودخلوا مقر شعبة “حزب البعث” في مدينة شهبا ومزقوا صور الرئيس السوري بشار الأسد، بالتزامن مع انتهاء المهلة التي أعطاها الأهالي لقيادة الشعبة من أجل تسليم البناء لأصحابه ومغادرته.

وأكد المرصد السوري أن المحتجين وجهوا رسالة للحكومة السورية و”حزب البعث” مضمونها أن الاستبداد مآله إلى الزوال والفعل الذي قاموا به، ماهو إلا غيض من فيض واسترجاع الجزء اليسير من أموال الشعب المغتصبة التي استولى عليها الحزب بسطوته على بيوت المدنيين بموجب عقود إيجار وفق القوانين القديمة وحان الوقت أن تعود لأصحابها.

ومنذ فترة يتم الحديث عن تشكيل “إدارة لامركزية” أو “إدارة ذاتية” في محافظة السويداء، وذلك على غرار ما حصل في الشمال الشرقي من البلاد، التي فيها الآن “إدارة ذاتية” لديها مؤسسات وقوانين خاصة وقوات أمنية وعسكرية وتمثيل في دول عربية وأجنبية.

“الحل في السويداء والجنوب”

وانتشر مقطع مصور قبل أيام على مواقع التواصل الاجتماعي لأحد المشاركين في التظاهرات في ساحة الكرامة وسط مدينة السويداء، وهو يؤكد على الاستمرار بالتظاهرات، مع الحديث عن أن الحل الإسعافي الوحيد للسويداء والجنوب السوري هو البدء باللامركزية والإدارة الذاتية، وذلك ريثما تتعافى المحافظات وبعد ذلك يتم العمل على ماهية هذه اللامركزية والإدارة الذاتية، وسط التأكيد عن أنه لا بديل عن “الإدارة الذاتية” في الجنوب السوري ومحافظة السويداء.

وسبق أن كشفت معلومات عن وجود دعم أمريكي عربي مباشر لمساعي تشكيل جسد إداري في الجنوب السوري وجعله مشابهاً للإدارة الذاتية في الشمال الشرقي، بين محافظتي السويداء ودرعا، وسط التأكيد على أن الجو العام في السويداء بات مهيأ تماماً للقيام بهذه الخطوة، حيث أن الحكومة السورية همشت وأهملت هذه المناطق لسنوات عدة، وأنه لا أهمية لوجود مؤسسات الدولة فيها والأمن والشرطة والجيش في عدم القدرة على تلبية احتياجات المجتمع والمحافظة على الأمن والاستقرار وإنهاء حالة الفلتان الأمني والفوضى.

واشنطن والعرب راضين “بالإدارة الذاتية” في الجنوب

وأكدت أن هذه الخطوة تصب في مصلحة العرب قبل الولايات المتحدة الأمريكية، وذلك لاستقرار الأوضاع في الجنوب السوري، وحصر مناطق السلطة الحاكمة في دمشق، ووقف انتشار والتغلغل الإيراني، وإخراج المجموعات المسلحة الموالية لها من هذه المناطق، إضافة إلى الحد من انتشار المخدرات وتهريبها إلى الأردن ودول الخليج.

وكانت تقارير إعلامية أكدت بوجود مساعي أمريكية بهدف تشكيل “إدارة ذاتية أو جسم يشبه منطقة حكم ذاتي في الجنوب السوري”، بعد ذلك يتم إيصال بالشمال الشرقي عبر منطقة التنف، وجعلها منطقة حكم ذاتي واحدة، وحصر مناطق السلطة الحاكمة في حمص ودمشق والساحل وأجزاء من ريف إدلب وحلب.

ووفق المعلومات فإن هناك اعتقاد بأن هذه الخطوة قد تجبر دمشق وحلفائها “روسيا وإيران” على الانخراط في الحوار السياسي وفق المقررات الأممية ذات الصلة، وبالتالي حل الأزمة السورية والحفاظ على مؤسسات الدولة ووحدة أراضيها.

 

إعداد: ربى نجار