دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

الاتفاق الروسي مع تركيا يوقف الهجوم على شمال سوريا، فماذا سيكون الثمن ؟؟

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – انتهت هدنة الـ5 أيام بين قوات سوريا الديمقراطية والقوات التركية وفصائل المعارضة الموالية لها بوساطة أمريكية، لتدخل هدنة جديدة حيز التنفيذ وهذه المرة بوساطة روسية لمدة 150 ساعة، وذلك بناءً على اتفاق بين روسيا وتركيا ينص على انسحاب قوات سوريا الديمقراطية من الحدود مع تركيا لعمق 30 كم مع سحب سلاحهم الثقيل، مع إبقاء الأحوال على ماهي عليه في منطقتي رأس العين وتل أبيض.

وأعلنت الدفاع التركية بعد منتصف ليل الثلاثاء – الأربعاء، أنه لم يعد هناك حاجة لاستئناف المعارك في شمال سوريا، الامر الذي ينهي “العدوان” مؤقتاً حسب مراقبين، حتى تنفيذ البنود الروسية التركية، وانتظار موقف الإدارة الذاتية وقوات سوريا الديمقراطية من هذا الاتفاق، الذين أعلنوا انهم بصدد مناقشة ودراسة البنود وسيعلنون عن موقفهم لاحقاً.

 هدنة الـ150 ساعة.. والقوات العسكرية الروسية ستسحب قوات قسد من الحدود

ونص الاتفاق الروسي التركي، على بدء تسيير دوريات للشرطة العسكرية الروسية والقوات الحكومية منذ ظهر 23 من تشرين الأول/أكتوبر، على الجانب السوري من الحدود، على أن تكون مهمتها الأساسية سحب قوات سوريا الديمقراطية والأسلحة من المنطقة المحاذية للعمليات التركية، خلال فترة 150 ساعة، وتبدأ بعدها موسكو وأنقرة في تسيير دوريات مشتركة للمحافظة على الوضع في المنطقة الحدودية.

وإلى ذلك، نص الاتفاق “التزام الجانبين بوحدة سوريا وسيادتها”، مع تلبية “متطلبات الأمن الوطني التركي”. وأكدت أهمية اتفاق أضنة، وأن تكون موسكو الضامن الأساسي لتطبيقه.

وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أكد خلال مشاركتهم بالمؤتمر الصحفي لبوتين وأردوغان، أن روسيا وتركيا ستسيران دوريات مشتركة في شمال شرقي سوريا بعد نزع سلاح المقاتلين الأكراد في المنطقة، وقال لافروف، إن موسكو وأنقرة اتفقتا على انسحاب “مقاتلي وحدات حماية الشعب” إلى مسافة 30 كيلومتراً من الحدود السورية في اتفاق وصفه بأنه “سينهي إراقة الدماء في المنطقة”.

كما أوضح أنه سيتم نشر الشرطة العسكرية الروسية وقوات حرس الحدود التابعة للقوات الحكومية السورية على الجانب السوري من الحدود مع تركيا ابتداء من ظهر اليوم الاربعاء، خارج منطقة العمليات العسكرية التركية.

 انسحاب قسد من “المنطقة الآمنة”

وانتهت في الساعة الـ10 من مساء أمس الثلاثاء، هدنة الـ “120 ساعة”، والتي سبقتها قوات سوريا الديمقراطية بإعلان أنهم انسحبوا بالكامل من المناطق الحدودية مع تركيا، وكشف مسؤول أميركي، “أن المقاتلين الأكراد السوريين أبلغوا الولايات المتحدة، أنهم انسحبوا بالكامل من المنطقة الآمنة التي تريد تركيا إقامتها في شمال سوريا، قبل انتهاء العمل بوقف إطلاق النار الذي تم الاتفاق عليه بين أنقرة وواشنطن”.

واشنطن تتهم تركيا “بجرائم حرب” في سوريا

وفي خطوة رآها الكثيرون لعرقلة التفاهمات الروسية التركية حول مناطق شمال وشرق سوريا، قال وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر، إن القوات التركية قد تكون مسؤولة عن ارتكاب “جرائم حرب” في شمالي شرقي سوريا، مشيراً إلى انهم اطلعوا على تقارير، ويحاولون مراقبة الوضع عن كثب، مشدداً على أنه اذا كانت هذه التقارير دقيقة “واعتقد أنها كذلك” ستعتبر جرائم حرب، ويجب محاسبة المسؤولين في كثير من الأحيان فأن الحكومة التركية تتحمل المسؤولية.

وحول إمكانية استخدام السلاح المحرم دولياً في سوريا، قال أسبر، “أن التحقيقات جارية من قبل الأمم المتحدة حول احتمال استخدام تركيا للفوسفور الأبيض ضد المدنيين في سوريا”.

ويقول مراقبون، ان هذه الاتهامات هي بالفعل أوراق ضغط من قبل الولايات المتحدة على تركيا، لعدم المضي في الاتفاق الروسي التركي، وعدم استفراد روسيا والحكومة السورية وكذلك إيران، بحل مسألة التدخل التركي في شمال سوريا، لإن ذلك بالنسبة للولايات المتحدة يعني تواجد إيران في تلك المناطق وتمددها أكثر فأكثر في سوريا.

فهل ستقبل واشنطن بسريان الاتفاق الروسي التركي في أغنى مناطق سوريا، ومنح كل شيء لروسيا وتركيا على طبق من ذهب، وتدمير كل المكتسبات التي تحققت طيلة السنوات السابقة في الحرب ضد داعش، وتضييق الخناق على إيران، أم أن هذا الاتفاق سيكون واحداً من سلسلة من الاتفاقات التي لن تطبق إلا بالتوافق مع الأطراف المتدخلة في الشأن السوري كاملاً ومن بينهم واشنطن.

إعداد: علي ابراهيم