أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – يبدو أن العرب أدركوا “الخطر التركي” بخصوص تدخلاتها في دول عربية قريبة منها وأخرى بعيدة عنها جغرافياً، وبحسب مصادر دبلوماسية عربية فإن “التهديد التركي لوحدة الدول العربية” سيكون الملف الأبرز الحاضر على طاولة مناقشات جامعة الدول العربية قريباً.
مواجهة “الزحف التركي”
وقالت مصادر دبلوماسية عربية، بأن التدخلات التركية في سوريا والعراق وليبيا واليمن، أصبحت تقلق القيادات العربية من وصول التدخلات التركية إلى دولهم، بعد التحذيرات الكثيرة من قبل سياسيي تلك الدول التي تدخلت فيها تركيا عسكرياً، وأشارت تلك المصادر بأن الجامعة العربية ستحاول توحيد الجهود لمواجهة “الزحف التركي” نحو البلدان العربية.
وأبدت المصادر خشيتها، من لجوء تركيا لأبناء العرب للقتال لصالحها في الدول العربية، وذلك في إشارة منهم للمعارضة السورية الموالية لتركيا التي “ارتهنت” – حسب وصفهم – لأنقرة، وقاتلت لصالحه في سوريا، وسيطرت على مساحات واسعة من الشمال السوري، وبدأ هؤلاء بالتمدد نحو ليبيا وأصبحوا فيها يقاتلون لصالح الأجندات التركية ووفقاً لمصالحها.
14 ألف مقاتل موالٍ لتركيا في ليبيا
وبحسب إحصائية للمرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن تركيا جندت أكثر من 14 ألف سوري من المناطق التي تسيطر عليها في شمال غرب سوريا، واصبحوا في تركيا، إضافة إلى أكثر من 3 آلاف مقاتل آخر يتجهزون للرحيل إلى ليبيا لقتال الجيش الليبي.
بينما أشار المركز الليبي لحقوق الإنسان، إلى أن تركيا تقوم بتجنيد الأطفال (من دور الأيتام) ممن هم دون سن الـ 18 عاماً، لا سيما في مصراته الخاضعة لسيطرة حكومة الوفاق الليبية، حيث يتم إغراء القصَّر واستدراجهم للقتال مقابل رواتب أسبوعية تصل حتى 1000 دينار ليبي أي ما يعادل 200 دولار أمريكي.
تدخلات عسكرية في العراق
كذلك في العراق، فقد أطلقت تركيا عملتين عسكريتين أحداها جوية، والأخرى برية (لاتزال قيد التنفيذ) على الأراضي العراقية، وذلك بحجة ملاحقة عناصر “حزب العمال الكردستاني”، حيث أفادت مصادر عراقية، أن تركيا تحولت من حرب “العمال الكردستاني” إلى زيادة وإنشاء قواعد عسكرية جديدة على الأراضي العراقية، مشيرين إلى أن الادعاءات التركية واضحة للجميع والهدف من تدخلها العسكري في إقليم كردستان العراق بهدف “زيادة قواعدها ونقاطها الاحتلالية” حتى دون موافقة الحكومة العراقية.
تحركات نحو اليمن
وخلال الأسبوع الماضي، أشارت تقارير إعلامية، بأن تركيا تجهز مجموعة من الفصائل السورية الموالية لها لإرسالهم إلى اليمن، وذلك لإيجاد موطأ قدم عسكري لها على السواحل الجنوبية من البلاد. وهذا ما زاد قلق العرب من تدخلات تركية أخرى في شؤونهم الداخلية مستقبلاً، بحجة أمنها القومي أو تلبية مطالب المساعدة من جهات مرتهنة لها في تلك البلدان.
وقالت مصادر دبلوماسية مقربة من الجامعة العربية، بأن التدخلات التركية في الدول العربية، ستتم مناقشتها في اجتماع لوزراء خارجية الدول العربية، مشيراً إلى أن الدول العربية متفقة على أن التدخلات التركية أصبحت تشكل خطراً على الأمن القومي العربي.
إدانات عربية للتدخلات التركية
وأعلنت جامعة الدول العربية، الجمعة، عقد اجتماع طارئ على مستوى وزراء الخارجية لبحث تطورات الأوضاع في ليبيا، والتدخلات التركية الأخرى في سوريا والعراق، عبر تقنية الفيديو بعد أن تلقت طلبا من وفد مصر لديها بهذا الشأن.
وسبق أن دانت جامعة الدول العربية التدخلات التركية في سوريا والعراق واليمن وليبيا، ووصف بيان صدر عن الجامعة، بأن هذه التدخلات والعمليات العسكرية التركية محل تنديد وشجب من قبل الدول العربية.
وأشارت محللون سياسيون إلى أن التدخلات التركية لم تزداد إلا بعد الصمت العربي حيال تدخلها في المنطقة منذ البداية، حيث أن أنقرة استغلت هذا الصمت ووسعت من دائرة البلدان المستهدفة، لافتين إلى أن هناك صعوبة في تشكيل موقف عربي حازم اتجاه تركيا وتدخلاتها في المنطقة.
إعداد: ربى نجار