دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

الأمم المتحدة تنضم للأطراف الرافضة للعملية العسكرية التركية في شمال سوريا.. فهل سيردع ذلك أنقرة ؟

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – بعيداً عن الأطراف الدولية الرئيسية المنخرطة في الأزمة السورية، والتي أبدت مواقفها الرافضة من العملية العسكرية التركية المحتملة شمال شرق البلاد ضد قوات سوريا الديمقراطية، حثت مؤسسة الأمم المتحدة على الالتزام بضبط النفس وتجنب التصعيد العسكري في سوريا، وذلك في موقف ثانٍ للمؤسسة الأممية حيال التهديدات التركية.

وكان المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنتونيو غوتيريش، ستيفان دوجاريك، قال أن الأمم المتحدة ترفض أي عمليات عسكرية جديدة في سوريا، وأن البلاد بحاجة للأمن والاستقرار والمساعدات الإنسانية وليس لعمليات عسكرية، وذلك في أول ردة فعل أممية حيال التهديدات التركية.

الأمم المتحدة تدعو لضبط النفس والالتزام بالهدنة

مساء الخميس، ومع تكرار أنقرة لتهديداتها وإعلانها عن أن أهداف عمليتها العسكرية ستطال بلدة تل رفعت ومنبج الآهلتين بالسكان، حث دوجاريك، جميع الأطراف في سوريا إلى “ضبط النفس”، وقال إنه “من الضروري احترام الهدنة”. في إشارة لاتفاق وقف إطلاق النار المبرم بين الولايات المتحدة وروسيا مع تركيا في تشرين الأول/أكتوبر 2019.

وأضاف المسؤول الأممي “ندعو إلى ضبط النفس من قبل جميع الجهات”، وأعرب دوجاريك عن اهتمامهم باتفاق الهدنة الموقعة.

قسد تتهم تركيا بخرق اتفاق الهدنة منذ إبرامها في 2019

وتتهم قوات سوريا الديمقراطية والإدارة الذاتية، تركيا، بخرق اتفاقية وقف إطلاق النار منذ إبرامها في 2019، وأن القوات التركية منذ ذاك الحين لم تنفك عن استهداف المناطق المدنية والآهلة بالسكان، منددة في الوقت ذاته بصمت “ضامنيّ وقف إطلاق النار” وتجاهلهم لما تصفه “بخرق” تركيا للهدنة.

من تركيا.. مسؤولة أممية تعبر عن رفض بلادها للعملية التركية

واشنطن موسكو جددتا مرة أخرى رفضهما للعملية العسكرية التركية في شمال سوريا، حيث وخلال تواجدها في ولاية هاتاي الحدودية التركية، جددت ليندا توماس جرينفيلد، السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة، رفض بلادها لأي عمل عسكري في سوريا.

ونقلت وكالة “رويترز” عن جرينفليد، أن إدارة بلادها تواصلت مع أنقرة وأكدت أنهم يرفضون أي عمل عسكري شمال سوريا، وأنه لا ينبغي فعل أي شيء يمثل خرقاً لخطوط وقف إطلاق النار القائمة بالفعل.

وحذرت المسؤولة الأمريكية إن مثل هذه العمليات ستؤدي لزيادة المعاناة وأعداد النازحين بما في ذلك محاولات البعض عبور الحدود إلى تركيا”.

كما نشرت بعض وسائل الإعلام بأن البيت الأبيض أخبر أنقرة، بأن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن جهزت قائمة بعقوبات قاسية ستفرضها في حال غامرت تركيا بشن عمل عسكري في شمال سوريا.

وتخشى الولايات المتحدة الأمريكية من أن تجبر العملية العسكرية التركية، قوات سوريا الديمقراطية، من الانسحاب من محاربة تنظيم داعش الإرهابي، وأن يستغل التنظيم الفلتان الأمني والفراغ ليعود من جديد، وهذا ما حذرت منه مراراً عبر بيانات لها.

روسيا تدعو تركيا بالامتناع عن تدهور الأوضاع في سوريا

روسيا أيضاً طالبت أنقرة بالامتناع عن تدهور الأوضاع في سوريا، حيث قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، مساء الخميس، أن موسكو تطالب أنقرة بالامتناع عن تدهور الأوضاع في سوريا، مشيرة إلى أن أمن الحدود لا يمكن ضمانه إلا بنشر القوات الحكومية السورية.

وعبرت المسؤولة الروسية عن مخاوف موسكو من “المخططات التركية” واصفة إياها بأنها “مثيرة للمخاوف”، وقالت “نأمل بأن تمتنع أنقرة عن الأعمال التي قد تؤدي إلى تدهور خطير للأوضاع الصعبة أصلا في سورية”.

واتفقت قوات سوريا الديمقراطية مع قوات الحكومة السورية برعاية روسية إبان العملية العسكرية التركية في 2019، بنشر وحدات عسكرية للجيش السوري على الحدود مع تركيا، وذلك في محاولة لمنع توسيع الأتراك من عملياتهم العسكرية حينها، وشمل الاتفاق أغلب المناطق الحدودية مع تركيا، خاصة عين عيسى ومنبج وتل رفعت.

قسد ترى بأن المواقف الدولية والأممية غير كافية لردع تركيا

وعلى الرغم من المواقف الدولية والأممية الرافضة، إلا أن القيادة العامة لقوات سوريا الديمقراطية رأت بأنها غير كافية لردع تركيا وإيقاف هجماتها على المنطقة، وأبدت قلقها من أن هذه التهديدات تشكل خطراً على الشمال وأن أي هجوم سيؤدي لإنقسام سوريا وتشريد السكان وسيؤثر سلباً على الحرب ضد داعش.

فهل ستكون ردود الأفعال الدولية والأممية الرافضة لهذه العملية العسكرية كافية لردع تركيا عن القيام بها، أم أن أنقرة ستمضي في خططها وتغامر مرة أخرى، خاصة وأن إجراءات المجتمع الدولي في عملياتها العسكرية السابقة كانت ضعيفة وتكاد لا تذكر.

إعداد: ربى نجار