أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – تواجه القوات الحكومية السورية والروسية، شبح حرب عصابات في مناطق الجنوب السوري، أثر ازدياد الهجمات ضد الجيش السوري خصوصاً في محافظة درعا.
حيث قتل 6 عناصر من الجيش السوري، الأربعاء، في تفجير عبوة ناسفة استهدفت حافلة كانت تقلهم في محافظة درعا، ويأتي الهجوم بعد أيام قليلة من استهداف دورية للشرطة العسكرية الروسية، شرقي المحافظة.
ولم تتبنى أي جهة حتى الآن العمليات التي تنفذ ضد القوات الروسية والسورية في تلك المناطق.
استهداف الجيش وعناصر التسويات والمصالحات
ليس الجنود فقط من يتعرضون للهجوم بل كل من شارك في التسويات والمصالحات مع الحكومة وروسيا، تطالهم عمليات الاغتيال، في حين تزامن ذلك مع ظهور عبارات مناوئة للحكومة على بعض الجدران في درعا تقول “لمن باع ضميره وكرامته ودينه، نحن نراكم والقادم أدهى وأمر.. ثورة حتى النصر”.
مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان قال لوسائل إعلامية، أن “مقاتلين معارضين سابقين يطلقون على أنفسهم اسم المقاومة الشعبية يشنون عادة تلك الهجمات”.
والجدير ذكره أن تواجد الجيش السوري والقوات الروسية لا يشمل كل المناطق في درعا التي طالتها التسويات والمصالحات، ألا أن مؤسسات الدولة موجودة في كل المناطق، ما يسهل على تلك المجموعات العمل والتنقل بحرية. حسب مراقبين.
رد فعل انتقامي.. وإيران تريد التقرب من حدود إسرائيل
أوساط سياسية وشعبية في درعا أوضحت لأوغاريت بوست، أن الهجمات تأتي “لعدم التزام الحكومة وروسيا بالاتفاق المبرم مع الفصائل التي بقيت في المدينة، حيث يقومون باعتقال الشبان تحت تهم تتعلق بالقتال إلى جانب المعارضة وقتل الجنود السوريين بالعمد، وسوق آخرين إلى الخدمة الإلزامية، ووضعهم في الخطوط الأمامية للمعارك في شمال غرب سوريا”. لهذا السبب لعل بعض تلك الفصائل أو المجموعات التي تسمي نفسها المقاومة الشعبية تلجأ إلى هذه العمليات كرد فعل انتقامي منهم على ما يفعله جنود الجيش في المحافظة.
وتضيف الأوساط، ان هناك فرضية أخرى، أن إيران تلجأ إلى هذه العمليات لتثبيت قدم لها في تلك المناطق القريبة من الحدود الإسرائيلية، لكي يسعها استهداف اسرائيل في حال قامت الأخيرة بمهاجمة قواعدها العسكرية في شرق ووسط سوريا، وأن هذه الجمات تأتي لتستهدف الجنود الروس لإجبارها على الانسحاب من درعا وترك الساحة لها وللجيش السوري (الفرق العسكرية الموالية لإيران).
إسرائيل تتخوف من موطئ قدم إيراني في الجنوب السوري
والجدير ذكره أن هناك مخاوف إسرائيلية بشأن مساعي إيران لتكريس موطئ قدم لها بالقرب من الجولان المحتل لخلق جبهة جديدة متقدمة ضدها، ولا تبدو تل أبيب واثقة كثيراً من قدرة موسكو فعلياً على ردعها، وهذا ما أكدته وسائل إعلام إسرائيلية.
حيث كشفت وسائل إعلام إسرائيلية الاثنين الماضي، عن تقدم إسرائيل بطلب إلى روسيا بالعمل أكثر على إبعاد “حزب الله اللبناني عن الجولان السوري المحتل”. وأفادت هيئة البث الإسرائيلية، بأن تل أبيب طلبت من موسكو تطبيق خطوات اتخذتها سابقاً، لمنع تموضع القوات الإيرانية في المنطقة.
وأضافت أن معلومات استخبارية كشفت، قبل 4 أشهر، عن تموضع قوات لحزب الله في الجزء السوري من الهضبة، بهدف “إقامة بنية إرهابية”.
إيران المستفيد الأكبر مما يحصل في الجنوب السوري
سياسيون من درعا لا يمكن كشف اسمائهم لاسباب أمنية، قالوا لأوغاريت بوست، “إن إسرائيل قد تكون خلف ما يشهده الجنوب من عمليات، بيد أنه لا يمكن تلافي فرضية تورط إيران، لأن ما يحصل في الواقع يصب في صالحها أكثر من غيرها
وأوضحوا أن خلق حالة من الفوضى في الجنوب يخدم بالدرجة الأولى طهران التي تحاول جاهدة فرض حضورها في تلك الجبهة القريبة من إسرائيل في سياق عملية لي الذراع بينها والولايات المتحدة.
إعداد: ربى نجار