أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – كشفت صحيفة “الشرق الأوسط” عن مصادرها الخاصة بحدوث اجتماعات سياسية وعسكرية بين مسؤولين روس وأمريكيين رفيعي المستوى بعيداً عن الأضواء بشأن الملف السوري، مشيرة إلى أن الجانبين ناقشا العديد من المسائل الهامة بالنسبة للوضع القائم في سوريا وإمكانية التوصل إلى حل هناك.
وأضافت الصحيفة، أن الاجتماع الأول عقد بين مسؤول الشرق الأوسـط في مجلس الأمن القومي الأمريكي “بريت ماكغورك”، ونائب وزير الخارجية الروسي “سيرغي فرشينين” والمبعوث الرئاسي ألكسندر لافريينيف، بجنيف في 15 من الشهر الجاري.
وأوضحت المصادر أن الاجتماع بين “ماكغورك” و”فرشينين” تضمن اختراقاً باستئناف الحوار الروسي- الأمريكي، واستمراراً للحوار حول ملف المساعدات الإنسانية.
وأضافت الصحيفة، نقلاً عن تقـرير دبلوماسي حول الاجتماع، أن الجانب الروسي “عاتب” الجانب الأمريكي على أمور محددة.
وأشارت إلى أن تلك الأمور تتعلق بعدم تقـديم إعفاءات من عقـوبات قانون قيصر، وعدم تخفـيف الضغـوطات على الرئيس السوري “بشار الأسد”، وعدم استعجال منح موافقة للبنك الدولي لتمـويل إصلاح خط الغاز العربي في الأراضي السـورية.
وبحسب المصادر، فإن الوفد الروسي عبر لنظيره الأمريكي في جنيف عن الانـزعـاج من بطء إيصال المساعدات وقـوافل برنامج الغذاء العالمي عبر خطوط التماس”،
كما لمّح الجانب الروسي إلى أنه في حال عدم حـصول تقدم في ذلك، فإن موسـكو لن تمـدد القـرار الدولي بعد انتهاء مهلة الـ6 أشهر في بداية العام القادم.
من جهته، علق دبلوماسي غربي، طلب عدم الكشف عن هويته، أن ما حصل في “جنيف” بين الوفد الروسي والأمريكي يعد تراجعاً عن التزام شفـوي قدمه “فرشينين”، لـ”ماكغورك” في اجتماع بداية شهر تموز/ يوليو الفائت.
أما بالنسبة للطلبات التي تقدم بها الجانب الأمريكي خلال الاجتماع، فأشارت الصحيفة إلى أن “ماكغورك” طالب بتسهيل وصول المساعدات الـدولية إلى جميع السـوريين وتحـريك العملية السياسية واللجنة الدستورية السورية ووقـف شامل لإطلاق النار في البلاد وتجميد العمـليات العسكـرية.
وبينّ الدبلوماسي الغربي أن بعـض الأمـريكيين شعروا بخيبة من نتائج الاجتماع، لأن البعض كان يعتقد أن الجانب الروسي سيـجلب شيئاً إلى طاولة المفاوضات، لكن هذا لم يحصل.
ولفت الدبلوماسي إلى وجود “شعـور بأن الاجتـماع فرصة ضائعة لتحـريك الملف السوري، وهناك أيضاً شعـور بأن الروس لو أرادوا التحرك لكانوا تحـركوا منذ سنوات، لذلك يزداد تراجع اهتمام الأمريكيين بالملف السوري.
أما الاجتماع الآخر الذي كشفت عنه المصادر، فعقد قرب “هلسنكي”، الأربعاء الماضي، بين رئيسي هيئة الأركان الروسي “فاليري غيراسيموف”، والأمريكي “مارك ميلي”.
ووفقاً للمصادر، فقد تضمن الاجتماع تأكيد الطرفين على الالتـزام باتفاق “منع الصـدام” بين جـيشـيهما في سوريا، واستمـرار تبادل المعلومات خلال عملياتهما ضد “الإرهاب”، بالإضافة إلى تسيير دوريات للجيشين بعضها قرب بعض شرق الفرات.
كما جددت واشنطن قرارها البـقاء عسكرياً في المنطقة الشمالية الشرقية من سوريا، وفي قاعدة “التنف” قرب الحدود السورية مع الأردن.
وختم الدبلوماسي الغربي حديثه للصحيفة بالتأكيد على أن الطرفين قدما مقترحاً لعقد لقاء جديد “روسي- أمريكي- إسرائيلي” خلال الفترة المقبلة يتـضمن تبادلاً للمعلومات.