أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – بعدما دخل اتفاق وقف إطلاق النار في درعا يومه الثالث، واستمرار تطبيق بنوده، أعلنت اللجان المركزية وبشكل مفاجئ “فشل الاتفاق”، وذلك لوضع الحكومة السورية شروطاً لم تكن متواجدة في الاتفاق الأخير مع القوات الروسية، وسط اتهامات متبادلة بالوقوف وراء “فشل الاتفاق”.
اتفاق لم يصمد .. والمفاوضات وصلت “لطريق مسدود”
وتوصلت اللجان المركزية في حوران، الثلاثاء الماضي، إلى اتفاق جديد لوقف إطلاق النار في درعا البلد وفك الحصار عن الآلاف من المدنيين فيها، حيث تم تطبيق بعض بنود الاتفاق على مدى 3 أيام، إلى حين الإعلان عن فشله بسبب “مطالب تقدمت بها الحكومة” رفضتها اللجان المركزية.
المتحدث باسم اللجان المركزية في درعا، عدنان المسالمة، أكد أن المفاوضات بين اللجان والقوات الروسية وصلت “لطريق مسدود”، وأضاف “طلبنا بالخروج الآمن إلى الأردن أو تركيا لمن يرغب”، ولفت إلى أن الطرف المفاوض وضع العراقيل أمام تنفيذ مطالب أهل درعا.
وقال مسالمة إن الألاف من أهالي الأحياء المحاصرة في مدينة درعا يتجهزون للتهجير الجماعي يوم غد السبت نحو الأردن أو تركيا. جاء ذلك في وقت أكدت مصادر محلية لشبكة “اوغاريت بوست” الإخبارية، أن ” الوفد الروسي وافق على طلب وجهاء درعا تهجير كافة أهالي درعا البلد إلى الشمال السوري”.
ويضيف الناطق باسم اللجان في حوران عن أسباب فشل المفاوضات، “هناك اختلاف بالتفاصيل حول عدد الحواجز التي يريد النظام تثبيتها داخل درعا البلد ونوعيتها وتسليحها”، وأشار إلى أنه في كل بند يتم تنفيذه من قبل اللجان فإن الحكومة تضيف بند آخر. وهذا ما أدى باللجان لوقف المفاوضات مرة أخرى.
ما هي العراقيل أمام تنفيذ اتفاق التهدئة ؟
وتم الاتفاق بين اللجان المركزية في درعا و القوات الروسية، على تثبيت نقاط عسكرية داخل درعا البلد، على أن تكون مشتركة بين الشرطة العسكرية الروسية وقوات “اللواء الثامن”، وهو أحد أولية “الفيلق الخامس” المشكل من أبناء درعا والتابع لروسيا، إضافة إلى شرط انسحاب “الفرقة الرابعة والمجموعات الأجنبية” في إشارة للقوات الإيرانية، من محيط درعا البلد وأن لا يكون لها أي دور أمني أو عسكري في المنطقة مستقبلاً. والبند الأخير بحسب اللجان لم يتم تطبيقه مع محاولات من قبل قوات الحكومة التقدم وتفتيش منازل المدنيين، وهذا أيضاً غير موجود في بنود الاتفاق.
وطلبت الحكومة السورية حديثاً، نشر 6 حواجز عسكرية لها تتقاسمها “فرع الأمن العسكري وقوات الفرقة الرابعة” وهي بنود لم تكن موجودة في الاتفاق السابق، وهو أحد العراقيل التي أدت لوقف المفاوضات وفشلها، فيما أكد الناطق باسم اللجان في حوران أنه “لا ضامن بأن يلتزم الروس والنظام بالاتفاقات .. هم يتحكمون كما يريدون”.
شروط روسية .. والمقابل “لا شيء يطلب من أهالي درعا”
وكشفت مصادر مقربة من اللجان المركزية في تصريحات إعلامية، بأن القوات الروسية اشترطت على اللجان “الاعتراف بالرئيس السوري بشار الأسد رئيساً شرعياً و أن الجيش السوري هو الضامن لأمن البلاد والمخول الوحيد لحمل السلاح” والمقابل فإن كل الأمور في درعا ستعود على ما كانت عليه، ولن يطلبوا (الروس) من اللجان أي شيء، إلا أن اللجان رفضت ذلك.
الحكومة تلوم اللجان المركزية .. ومخاوف من عودة التصعيد
إعلام الحكومة بدروها، ألقت باللوم على اللجان المركزية ومن وصفتهم “بالإرهابيين” لعرقلة المفاوضات، وقالت أن “عملية التسوية قد توقفت، واللجان المركزية عرقلت تنفيذ الاتفاق”، من خلال مطالبتها بالإفراج عن المعتقلين قبل نشر النقاط العسكرية لقوات الحكومة داخل المدينة.
فيما قالت مصادر مقربة من اللجان، بأن ما يخص المعتقلين لم يتم نقاشه مع القوات الروسية، وأن ملف المعتقلين كانت اللجان ستناقشه بعد نجاح هذه المفاوضات والاتفاق الذي وضع لتهدئة الأوضاع في درعا.
وعلى الرغم من فشل الاتفاق، فإن جبهات القتال في درعا البلد لا تزال تشهد هدوءً حتى فترة ما بعد منتصف ليل الجمعة – السبت، وسط مخاوف محلية من تجدد العنف والتصعيد العسكري، الذي أدى لتهجير الآلاف من بيوتهم، وأزمة إنسانية خانقة عانتها الأحياء المحاصرة جراء منع قوات الحكومة دخول المساعدات الإنسانية والغذاء والدواء إليها، إضافة لقطع المياه والكهرباء. فهل ستكون هناك جولة مفاوضات جديدة .. أم أن الحكم سيكون في الميدان مرة أخرى ؟
إعداد: رشا إسماعيل