دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

اتفاق روسيا وتركيا حول إدلب.. نعمة أم نقمة؟

أوغاريت بوست (مركز الاخبار) – لم تمر ساعات قليلة على الهدنة المتفق عليها بين روسيا وتركيا في محافظة إدلب، حتى بدأ الحديث عن خروقات من قبل القوات الحكومية والروسية لها، من قبل صفحات ووسائل تابعة للمعارضة السورية.

حيث اتهم ناشطون وصفحات تواصل اجتماعي تابعة للمعارضة قوات الحكومة السورية وروسيا بخرق الهدنة في إدلب.

خروقات للهدنة خلال ساعاتها الأولى

وتزامناً مع دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في إدلب، أشار المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى أن الهدوء الحذر يسود قطاعات “خفض التصعيد” بالتزامن مع قصف مدفعي بين الحين والآخر من قبل القوات الحكومية السورية.

وأسفرت قمة الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب إردوغان عن اتفاق جديد في إدلب يشمل خطوات تبدأ بوقف النار، الذي يراه مراقبون صعباً بعض الشيء، وأشار محللون إلى أنه حتى ولو غابت الطائرات عن القصف فإن المناوشات حتماً ستبقى إلى حين إقدام الفصائل على عمل عسكري تعتبره روسيا “كبيراً” لتعود من جديد وتعلن عن استئناف العملية العسكرية في إدلب.

إضافة إلى وقف إطلاق النار، أعلن الطرفان الاتفاق على إنشاء ممر آمن بطول 6 كيلومترات على جانبي الطريق الدولي حلب – اللاذقية، المعروف M-4، إضافة إلى تسيير دوريات مشتركة على الطريق، بدءاً من 15 الجاري.

نـقـاط خـلافـيـة

ورغم ذلك إلا أن الرئيس الروسي كشف عن نقاط خلافية عدة بين روسيا وتركيا بخصوص المسألة السورية.

ويقول متابعون للشأن السوري أن المحادثات التي جرت لم تخرج عن سياق محاولة روسيا احتواء جموح سياسة أردوغان في سوريا، والتي تطورت هذه المرة على شن عملية عسكرية ضد القوات الحكومية السورية في إدلب، وذلك في مسعى للحفاظ على ماتبقى من “خفض التصعيد”، التي ترى فيها أنقرة أنها الورقة الأكبر في المشاركة بالعملية السياسية في سوريا وتحقيق مكاسب لها.

مشكلة كبيرة

أوساط معارضة تركية وصفت الاتفاق الروسي التركي “بالمشكلة الكبيرة”، مشيرين إلى أن هذا الاتفاق يسمح للروس والحكومة السورية بتحقيق أهداف أخرى عملوا عليها خلال الفترة الماضية.

وأوضحت تلك الأوساط أن الاتفاق الروسي التركي في إدلب يسمح للروس بالوصول لاتستراد حلب- اللاذقية الدولي وتأمينه، وهو أحد الأهداف الرئيسية للعملية العسكرية الروسية الحكومية في إدلب، وأشاروا إلى انه يسمح أيضاً للروس بالاحتفاظ بالمناطق التي تقدمت إليها، وعلى المعارضة والسوريين أن يسنوا مناطقهم التي “باعها” الاتفاق الجديد لروسيا.

وأضافوا أن هذا الاتفاق تجاهل مئات الآلاف من المهجرين من بيوتهم، حيث لم يتم ايجاد حل للمهجرين من المناطق التي تقدمت عليها القوات الحكومية السورية.

واعتبروا أن الاتفاق الجديد سيكون بمثابة التقاط روسيا والحكومة السورية والقوات الموالية لها لأنفاسهم، والعمل على دعم صفوفهم والتحضير لعملية عسكرية أخرى في إدلب ستكون النهائية للسيطرة على كامل المحافظة، بعد ان تتذرع روسيا بعدم التزام الفصائل بها، وذلك عبر هجمات مفتعلة ستتم على نقاط عسكرية روسية أو حكومية.

من الخاسر ؟

وقالوا، أن الخاسر الوحيد من هذا الاتفاق هو “الشعب السوري” في ما وصفوها “بالمناطق المحررة”، مشيرين إلى أنه لا ضمانات في الاتفاق، بعدم إقدام القوات الحكومية على التقدم أكثر على جبهات القتال، وخصوصاً على المنطقة التي سموها “بالآمنة”.

منوهين إلى أن إخلاء هذه المنطقة من الفصائل يعني تسليمها للحكومة السورية دون معارك، وشددوا على أن تلال منطقة الكبانة لايمكن أن تكون ضمن “المنطقة الآمنة” وهي الآن باتت تحت الخطر.

وخلصت تلك الأطراف إلى نتيجة مفادها، أن الاتفاق هو “فوز لروسيا والنظام” وتعتبر بمثابة استراحة والتقاط أنفاس لهم، بعدها سيتم إيجاد ذرائع (والتي تملك روسيا الكثير منها) لاستئناف الهجوم، وهكذا فإن الطريق M-4 سيكون مهدداً بعمل عسكري من قبل روسيا، كونه الآن بات ضمن “المنطقة الآمنة”.

وقالوا أيضاً، أن هدف روسيا من هذا الاتفاق هو مصالحة بين الحكومة السورية وتركيا، وإعادة تفعيل اتفاقية أضنة، وهذا ما أشار إليه الرئيس السوري بشار الأسد عندما أوضح، انه جاهز للمصالحة مع أردوغان شريطة وقف دعمه عن “التنظيمات الإرهابية”.

إعداد: ربى نجار