أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – تحدثت وسائل إعلام عن احتمال اتفاق كل من أنقرة وموسكو على إنشاء منطقة عازلة في إدلب بعمق 30 كم حتى الطريقين السريعين M4 وM5 الواصلين بين حلب ودمشق واللاذقية.
بعد آخر لقاء جمع بين الرئيسين التركي “رجب طيب أردوغان” والروسي “فلاديمير بوتين” في موسكو منذ ثلاثة أيام، نشر “المركز الروسي للشؤون الدولية” تقريراً عن زيارة الرئيس التركي في أعقاب التصعيد الأخير ضد إدلب وعن اللقاء الذي جمعه مع نظيره الروسي.
وقال التقرير بأن الرئيس التركي حاول خلال لقائه مع بوتين تحقيق هدفين: أولًا ترتيب الإجلاء الآمن لجيشه من نقطة المراقبة في مورك، وثانياً إقناع الرئيس الروسي بوقف تقدم جيش النظام والتوصل إلى اتفاقية هدنة أخرى تحل محل صفقة سوتشي التي ثبت فشلها تماماً.
وأضاف بأنه من المرجح أن يجد الطرفان حلًا دون أي صعوبة للمسألة الأولى، بالنظر إلى أن الجيشين التركي والروسي لديهما بالفعل خبرة في التنسيق العسكري ضمن سوريا، وحتى خلال المواجهات الأخيرة في خان شيخون، أجرى الجيشان دوريات مشتركة في المنطقة المنزوعة السلاح.أما فيما يتعلق بالهدنة، فإن موسكو حريصة في أعقاب سيطرة النظام السوري على خان شيخون، على منح ميزة لحليفها التركي، لكن التقرير استدرك بأنه حتى لو نجح الجانبان في التوصل إلى اتفاق هدنة، فسيكون هذا مجرد تأخير آخر للمواجهة الجديدة في إدلب لا أكثر ولا أقل، كما حدث في كل الهدن الماضية.
وقال التقرير بأن السبب الذي سيعيد المواجهات من جديد هو وجود عناصر “هيئة تحرير الشام” في المحافظة المنكوبة، وبناءً على ذلك فإن تجميد الصراع لن يكون مثمرًا من منظور طويل الأجل، وسيندلع بعد ذلك إن عاجلاً أو آجلاً ، “بحسب التقرير”
وأشار التقرير إلى أن موسكو قد تقبل اقتراحاً تركياً بإنشاء منطقة آمنة بطول 30 كم حتى الطرق السريعة M4 وM5، وتغطي مدينة إدلب، على غرار منطقة شرق الفرات المزع عقدها مع الأمريكيين، بحيث تكون خالية من عناصر هيئة تحرير الشام وتمكن تركيا من ضمان وضع اللاجئين.
وإذا تمكنت تركيا من إنشاء منطقة آمنة مع الولايات المتحدة شمال شرقي سوريا، فإن أنقرة التي تسيطر على بلدتي عفرين والباب، ستسيطر على حزام رفيع بطول 800 كيلومتر من الحدود السورية التركية من أقصاها إلى أقصاها.
وأشار التقرير إلى أن الحكومة السورية لن توافق على مثل هذه الخطوة، لأنه يعتبر كلاً من فصائل الثورة وهيئة تحرير الشام جماعات إرهابية، ولكن موسكو قد تؤيد هذه الخطة، لأنها ترى أن المشكلة الرئيسية في إدلب هي الهيئة وليست الفصائل، كما أنها حريصة على إيجاد حل وسط مع حليفها التركي الذي بدأ يتملل من تردي الأوضاع في الآونة الأخيرة.