من المقرر عقد اجتماع افتراضي بين الجماعات المدعومة من طهران يوم الأربعاء بعد الغارة الإسرائيلية على مجمع السفارة في دمشق
تستعد إيران لدفن القادة والعناصر الذين قتلوا في غارة إسرائيلية على مجمع سفارتها في دمشق وسط تصاعد التوترات الإقليمية، مما دفع الولايات المتحدة إلى توضيح أنه ليس لها دور في الهجوم.
أدت الغارة التي دمرت مقر إقامة السفير الإيراني، والذي يستخدم أيضًا كقنصلية والمتاخم لمبنى السفارة الرئيسي، إلى مقتل ما لا يقل عن 14 شخصًا – من بينهم سبعة من الحرس الثوري الإسلامي، بما في ذلك قائد قوة القدس في لبنان وسوريا محمد رضا زاهدي.
وذكرت وسائل الإعلام الرسمية الإيرانية أن الجنازات ستقام في طهران يوم الجمعة وأصفهان يوم السبت.
من المقرر عقد اجتماع افتراضي بين المسؤولين الإيرانيين وقادة حزب الله والجهاد الإسلامي وحماس والحوثيين والفصائل العراقية يوم الأربعاء، وفقًا لوكالة أنباء إيرنا.
وتعهد المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي والرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي بالانتقام ومعاقبة إسرائيل.
ومن المقرر أيضًا أن يلتقي خامنئي بكبار المسؤولين في البلاد لمناقشة الأحداث الجارية في إيران والمنطقة.
وكانت ضربة يوم الاثنين واحدة من عدة هجمات إسرائيلية على سوريا منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وغزة في 7 تشرين الأول، وجاءت بعد أيام من مقتل العشرات من جنود النظام والمقاتلين المدعومين من إيران بالقرب من حلب.
ومع ذلك، فهي الضربة الأكثر أهمية على هدف إيراني منذ اندلاع حرب غزة وتخاطر بجر إيران إلى مواجهة مباشرة مع إسرائيل.
وقالت مصادر قريبة من الجماعات المدعومة من إيران في المنطقة لصحيفة ذا ناشيونال إن الرد سيأتي على الأرجح من خلال تلك الجماعات المسلحة في لبنان والعراق واليمن، لكن لا ينبغي تجاهل “الرد المباشر”.
ونقلت وسائل إعلام رسمية عن متحدث باسم الحرس الثوري الإيراني قوله يوم الأربعاء “سنشهد قريبا المزيد من الضربات القاتلة ضد إسرائيل، وجبهة المقاومة ستقوم بواجبها”.
وفي حين أن إسرائيل لم تعترف رسميا بمسؤوليتها عن الهجوم في دمشق، إلا أن متحدث باسم الجيش قال إن مجمع السفارة، في منطقة المزة وسط المدينة، كان موقعا عسكريا “متخفيا” كموقع دبلوماسي.
وشدد وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت على أن بلاده “ستعمل في كل مكان وفي كل يوم لمنع حشد قوات أعدائنا”، مضيفا أن إسرائيل توضح “لكل من يعمل ضدنا، في جميع أنحاء الشرق الأوسط، أن ثمن العمل ضد إسرائيل سيكون ثمناً باهظاً”.
وسارع المسؤولون الأميركيون إلى توضيح أن واشنطن لم تلعب أي دور بعد أن قال وزير الخارجية الإيراني إنه يجب محاسبة أميركا بسبب دعمها لإسرائيل.
وقال جون كيربي المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض للصحفيين “لم نشارك بأي شكل من الأشكال. إن تصريحات وزير الخارجية الإيراني بأننا سنحاسب بطريقة أو بأخرى أو أننا نتحمل المسؤولية هي مجرد هراء”.
وقالت المتحدثة باسم البنتاغون سابرينا سينغ إن الولايات المتحدة أبلغت إيران عبر “قنوات خاصة” بأنها ليست مسؤولة عن الضربة.
وقال مصدر مقرب من حلفاء إيران في المنطقة إن الولايات المتحدة “تعرف خطورة ما فعلته إسرائيل وعليها أن تتوقع أن تقوم إيران بتنفيذ نوع من الرد”. وتخشى واشنطن بالفعل من احتمال انهيار الهدنة العراقية السارية منذ شباط الماضي.
والشهر الماضي، أوقفت الميليشيات العراقية المدعومة من إيران هجماتها ضد القوات الأمريكية في المنطقة في إطار “هدنة غير معلنة”، وآخر هجوم مباشر على القوات الأمريكية في العراق وسوريا كان في 4 شباط الماضي.
وحاولت المحادثات غير المباشرة بين الولايات المتحدة وإيران في الأسابيع الأخيرة البناء على تلك الهدنة في العراق لتوسيعها عبر المناطق المتضررة من الصراع في الشرق الأوسط.
بعد ساعات فقط من ضرب إسرائيل مجمع السفارة الإيرانية في دمشق، أسقطت القوات الأمريكية طائرة بدون طيار هجومية أثناء تحليقها بالقرب من قاعدة أمريكية في سوريا.
وقال البنتاغون إن الطائرة بدون طيار لم تكن تستهدف بشكل مباشر القوات الأمريكية المتمركزة في التنف بالقرب من الحدود الأردنية والعراقية.
المصدر: صحيفة ذا ناشيونال الإماراتية
ترجمة: أوغاريت بوست