دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

إقصاء نصر الحريري من هيئة التفاوض.. لماذا وكيف حدث ذلك؟

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – تكهنات وروايات متعددة ترافقت مع قرار الائتلاف السوري المعارض عزل نصر الحريري من مهامه في هيئة التفاوض وخاصة مع عدم الإشارة في نص القرار الصادر عن رئيس الائتلاف سالم المسلط إلى الأسباب الموجبة لاتخاذه، فيما قالت مصادر من داخل الائتلاف إن مجموعة دوافع تقف خلف هذه الخطوة التي كانت متوقعة منذ عدة أشهر، وفي ذات الوقت حاولت شخصيات معارضة أخرى تبرير الأمر على أنه يأتي ضمن السياق الطبيعي لعمل الائتلاف الذي كان الحريري يرأس فيه هيئة التفاوض وبقي مستمراً في رئاستها حتى بعد انتهاء عمله كرئيس للائتلاف، ولكن كما يرى كثيرون أن المسألة لها عدة أسباب أفضت لإقالة الحريري وربما سيصدر قرار فصله أو يُدفع لإعلان انفكاكه عن الائتلاف قريباً.

مصادر مطلعة قالت أن الأسباب التي دفعت لإقالة نصر الحريري تتعلق بتواصله مع الحكومة الروسية في مراحل سابقة بخصوص عمل اللجنة الدستورية، ومسائل تتعلق باحتمال دعمه لتشكيل تيار سياسي مستقل عن الائتلاف يُدعى إليه شخصيات معارضة مهمشة، وأخرى هُمّشت بعد أن كانت حاضرةً في الواجهة، الأمر الذي اعتبرته قيادة الائتلاف والدول الداعمة لها نوعاً من محاولة اختراق المعارضة وتشتيتها، وهو ما استدعى إبعاد الحريري عن منصبه بشكل عاجل.

أما السبب الثاني قد يعود إلى رغبة الحريري نفسه بالانضمام إلى التيار الذي يعمل رياض حجاب رئيس الوزراء السوري المنشق على تأسيسه بدعم من أنقرة والدوحة لإعادة إنتاج المعارضة بشكل يتناسب وتطورات المرحلة الحالية، ولاحتمال استثمار حجاب لتأثير الحريري على أعضاء من الائتلاف تم إبعادهم بقرار من سالم المسلط دون الرجوع لـ “الهيئة السياسية” للائتلاف مستغلاً ثغرة في النظام الداخلي تمنحه الحق بكونه رئيساً للائتلاف بتكليف من يريد من الأعضاء بما يخدم المصلحة العامة لهذه المؤسسة المعارضة.

كما تأتي إقالة الحريري كانعكاس أو تبعات طبيعية لوصول سالم المسلط لرئاسة الائتلاف، وهو شخص تربطه علاقة قوية مع السعودية أسفرت عن وصوله لهذا المنصب، وبالتالي فإن القرار الأخير بحق الحريري جاء تنفيذا للقانون عبر منح النظام الداخلي للهيئة رئيس الائتلاف حق العضوية فيها بشكل أتوماتيكي، على شرط عدم تجاوز العدد المحدد لممثلي الائتلاف فيها، الأمر الذي كان يجعل الائتلاف ينهي تمثيل أحد أعضائه في الهيئة في كل مرة يتم اختيار رئيس جديد له”.

يضاف إلى ذلك وجود عامل سياسي ساهم في اتخاذ القرار بهذا التوقيت، يتمثل في طلب سعودي من تركيا إقالة نصر الحريري من هيئة التفاوض على طريق التقارب بين البلدين فيما يخص الملف السوري، إلى جانب موقف الرياض شديد السلبية تجاه الحريري بسبب مواجهته رغبة المملكة استبدال الاعضاء المستقلين في الهيئة عام 2019، ونقله الجدل حول هذه النقطة إلى العلن بشكل استعراضي، من خلال نشره رسالة وجهها كرئيس للهيئة وقتها إلى القيادة السعودية بهذا الخصوص.

كل هذه الاحتمالات والتحليلات وربما التكهنات تأتي لتؤكد بالنهاية أن القرار الأخير الصادر ضد نصر الحريري  يعتبر حلقة جديدة في سلسلة تصفيات الحسابات بين كتل الائتلاف وشخصياته النافذة، وأن الحريري يدفع اليوم ثمن عدم تمكنه من بناء كتلة صلبة تدعمه داخل المؤسسة التي تعاني صراعات وانقسامات كبيرة متواصلة.

 

إعداد: يعقوب سليمان