أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – لطالما اعتبرت أوساط سياسية سورية إن الإحداثيات الدقيقة للمواقع والنقاط العسكرية الإيرانية المتواجدة في البلاد تأتي لتل أبيب على طبق من ذهب، وذلك عبر جهات مطلعة على المواقع الإيرانية في سوريا وبمساندة من روسيا، التي تقول أن أنظمتها الصاروخية تتصدى للهجمات الإسرائيلية وتسقط أغلبها، ولكن بعدما تحقق تل أبيب غاياتها.
خلال عام 2021.. كثفت إسرائيل من هجماتها على القواعد والنقاط الإيرانية في سوريا بشكل كبير، ومنها هجومي مرفأ اللاذقية، واللذان حدثا لأول مرة منذ بداية الصراع الإسرائيلي الإيراني على الأراضي السورية.
“الاحتفاظ بحق الرد” .. والمعلومات جاءت من “العملاء”
وتكتفي الحكومة السورية وإيران بالتعبير عن إدانتها لهذه الهجمات، و “الاحتفاظ بحق الرد” المتواصل منذ احتلال إسرائيل للجولان السوري، ليس ذلك فحسب بل كشف باحث إسرائيلي في حديث له مع قناة “روسيا اليوم” أن الحكومة السورية لا تجرؤ على الرد على الهجمات التي تستهدف الإيرانيين في سوريا.
وكشف إيدي كوهين الباحث في مركز “بيغن السادات” للأبحاث الاستراتيجية، بأن الطائرات الإسرائيلية استهدفت شحنة أسلحة وصلت حديثاُ من إيران إلى مرفأ اللاذقية بعد أن أبلغ من وصفهم “عملاء إسرائيل” داخل سوريا وفي إيران عن هذه الشحنة.
وبحسب ما نشرته “روسيا اليوم” فإن كوهين أضاف، إن مسؤولين إسرائيليين أكدوا خلال اتصاله بهم أن عملاء داخل سوريا وإيران أبلغوا إسرائيل بوصول شحنة أسلحة لمرفأ اللاذقية، ما أدى إلى شن غارة أدت إلى تدمير الأسلحة عن بكرة أبيها.
وقبل 3 أسابيع قصفت الطائرات الإسرائيلية مرفأ اللاذقية وطال القصف بحسب “هيئة البث الإسرائيلي”، شحنات أسلحة متطورة إيرانية، ولمحت لإمكانية أن تكون دمشق غير مدركة لوجودها، واعتبرت أوساط سياسية ومتابعة حينها أن إسرائيل حصلت على الإحداثيات والمعلومات الدقيقة من روسيا، التي تتمركز قواتها بالقرب من المرفأ، ومنعت أنظمتها الصاروخية من التصدي لتلك الهجمات.
اتفاق بين الرئيس الراحل ومسؤول أمريكي لضمان أمن إسرائيل
وبالعودة لحديث الباحث في مركز “بيغن السادات” للأبحاث، كوهين، أضاف أن الحكومة السورية لا تجرؤ على الرد على الغارات الإسرائيلية نظرا لالتزامها بتعهد أعطاه الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد لوزير الخارجية الأمريكي السابق هنري كيسنجر منذ العام 1974 بحماية حدود إسرائيل الشمالية، مشيراً إلى أن إسرائيل تقصف في سوريا منذ العام 2007 دون أن يكون هناك أي رد.
وما يمكن اعتباره أنه يدعم أقول كوهين، التقرير الذي نشرته صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية، التي قالت أنه في السنوات الثلاث الماضية، هاجم الجيش الإسرائيلي عشرات الأهداف التابعة لحزب الله في سوريا، وذلك نقلاً عن مصدر أمني رفيع (لم تسمه)، وأشارت الصحيفة الى هذا الأمر مثير للدهشة؛ لأن الهجمات أعاقت بشدة جهود حزب الله اللوجستية والعملياتية لإنشاء بؤر استيطانية ونقل أسلحة وذخائر في محاولة لترسيخ وجودها في جنوب هضبة الجولان والمثلث الحدودي مع الأردن.
وليس من المستغرب بحسب محللين سياسيين ومتابعين، أن تكون هناك اتفاقات سرية بين دمشق وتل أبيب، تنص على عدم تعريض الأمن القومي لإسرائيل للخطر، وبالتالي يمكن تفسير كثرة “الاحتفاظ بالرد” على الهجمات الإسرائيلية في سوريا، و احتلال الجولان وعدم فعل أي شيء في محاولة لاستعادة الأراضي السورية المحتلة، والاكتفاء بالتهديد والوعيد والمقاومة عبر الإعلام فقط.
“الأسد ونصر الله أوقفا قاسم سليماني عن شن هجوم على إسرائيل”
يشار إلى أن وكالة أنباء “فارس” الإيرانية نشرت تسجيلاً لدبلوماسي ومستشار سابق للرئيس الإيراني محمد خاتمي، تحدث فيه عن بعض الخفايا حول القائد السابق لفيلق القدس، قاسم سليماني، وقال أن اتصال هاتفي بين الرئيس السوري بشار الأسد والأمين العام لحزب الله حسن نصر الله مع سليماني، أوقف هجوماً إيرانياً على إسرائيل رداً على هجوم طال قواعد عسكرية لها في سوريا، دون تحديد التاريخ.
ولفتت الوكالة أن سليماني انتقد الحكومة السورية، وقال أن “الإسرائيليين فعلوا ما بوسعهم خلال السنوات الماضية، احتلوا مرتفعات الجولان ولم تفعل سوريا شيئًا في عهد حافظ الأسد وبشار الأسد”.
إعداد: ربى نجار