أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – للمرة الثالثة خلال أقل من 10 أيام، جددت إسرائيل ضرباتها على مطاري حلب ودمشق الدوليين، وذلك في تصاعد للهجمات الإسرائيلية على أهداف سورية تتمركز فيها إيران، بالتزامن مع احتدام الصراع بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة، والتأكد من وجود عملية عسكرية برية إسرائيلية في القطاع قد تكلف منطقة الشرق الأوسط حرباً إقليمية.
استهداف مطاري دمشق وحلب.. تمهيد للعمل البري في غزة أم رسائل لطهران ؟
ويعتقد متابعون أن استمرار استهداف إسرائيل لمطاري دمشق وحلب الدوليين له دلالات تشير إلى قرب بدأ العملية البرية أو الاجتياح البري الإسرائيلي لقطاع غزة، مشيرين إلى أن خروج المطارين عن الخدمة يعني عرقلة وصول الأسلحة الإيرانية إلى سوريا ونقلها إلى الجنوب المحاذي للحدود الشمالية لإسرائيل.
فيما قال آخرون أن استهداف المطارين بشكل متكرر للمرة الثالثة خلال أقل من أسبوعين، هو رسالة إسرائيلية مباشرة لكل من طهران ودمشق، بعدم تصعيد الحرب ودخولهما فيها.
وجددت إسرائيل استهدافها لمطاري دمشق وحلب الدوليين بعد فجر يوم الاحد، وطالت الغارات مهابط المطارين، الأمر الذي أدى لخروجهما عن الخدمة، بالإضافة لمقتل شخص وإصابة آخر من العاملين في مطار دمشق. وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وأكدت المصادر، بأن القصف الإسرائيلي لم يستهدف أي أسلحة في المطارين، ولم يصل للمطارين شحنات من الأسلحة تابعة للقوات الإيرانية والمجموعات الموالية لها إطلاقاً كما كان الأمر عليه في المرات السابقة التي استهدفت خلالها إسرائيل المطارين خلال 10 أيام.
ويعتبر هذا الاستهداف الإسرائيلي على المطارين الدوليين هو الثالث خلال أقل من 10 أيام، وذلك بالتزامن مع احتدام الصراع بين إسرائيل وفلسطين.
اتهامات لطهران بدعم حماس بالحرب ضد إسرائيل
وتؤكد أوساط سياسية ومتابعة أن لطهران دور رئيسي ومباشر لهجوم حركة حماس على إسرائيل، عبر دعمها بالأسلحة والمعلومات الاستخباراتية وغيرها، وتشدد هذه الأوساط على أن أي حرب إقليمية من الممكن أن تندلع في المنطقة سيكون بقرار إيراني، الذي بدوره سيدفع حلفاءه كل من “حزب الله” و “الحكومة السورية” لفتح جبهات جديدة ضد إسرائيل في جنوب سوريا ولبنان.
وبدأت المخاوف بالتصاعد بشكل جدي من حرب شاملة في منطقة الشرق الأوسط، خاصة مع استمرار الحرب، وتهديد تل أبيب باجتياح بري لقطاع غزة، وإرسال الدول الغربية على رأسها الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانية حاملات طائرات وقطع عسكرية وجنود للمنطقة تحسباً لأي طارئ، بالإضافة إلى الهجمات التي يشنها حزب الله اللبناني بين الحين والآخر ضد أهداف إسرائيلية في جنوب لبنان، وسابقاً من جنوب سوريا على الجولان، وهو ما يمكن أن يحول هاتين المنطقتين لساحات حرب أخرى.
تل أبيب وواشنطن تحذران من اتساع رقعة الحرب
وفي هذا السياق، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو في تحذير مباشر لحزب الله، بأنه إذا قرر حزب الله الذهاب إلى الحرب فإنه سيجلب دماراً لا يمكن تصوره عليه وعلى لبنان.
كما قال وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، أن هناك احتمال كبير للتصعيد العسكري في منطقة الشرق الأوسط ضد القوات الأمريكية، مشيراً إلى أنه في حال اتساع رقعة الحرب فإن بلاده ستتدخل عسكرياً.
هجمات على قواعد أمريكية في العراق وسوريا.. وتدريبات عسكرية تحسباً لأي طارئ
وخلال الأيام الماضية، تعرضت قواعد عسكرية للتحالف الدولي ضد تنظيم داعش الإرهابي في سوريا والعراق، لاستهداف من قبل جماعات مسلحة منها موالية لإيران وحزب الله وأخرى عراقية، فيما أكدت الولايات المتحدة الأمريكية التي تقود التحالف، أن مستوى التهديد عالي وأن تدابير تم اتخاذها لحماية قوات التحالف في هذه المناطق.
ومنذ أيام تجري قوات التحالف الدولي وسوريا الديمقراطية “قسد” تدريبات عسكرية مشتركة باستخدام الذخيرة الحية في حقلي العمل النفطي وكونيكو للغاز بريف دير الزور، إضافة للقاعدة العسكرية في الشدادي، وذلك لرفع الجاهزية القتالية وتحسباً لأي هجوم من قبل فصائل موالية لإيران.
الإعلام الأمريكي يحذر من انجرار واشنطن لحرب شاملة بالمنطقة
وفي السياق، بدأ الإعلام الأمريكي بالحديث عن امكانية أن تُجر واشنطن إلى حرب إقليمية في الشرق الأوسط، حيث نشرت شبكة “سي إن إن” تقريراً يحذر فيه من قرب وقوع حرب شاملة في المنطقة، وذلك بسبب استمرار الصراع بين إسرائيل وحماس، ودور إيران فيه، وأضافت أن واشنطن نشرت مجموعتين من حاملات الطائرات في شرق البحر المتوسط لردع إيران وحلفائها سوريا وحزب الله من فتح جبهات جديدة ضد إسرائيل، مع وجود ألفين من عناصر المشاة البحرية الأمريكية على أهبة الاستعداد للانتشار في المنطقة.
وفي الوقت نفسه، تقوم الولايات المتحدة بنقل كميات هائلة من الذخيرة والمعدات جواً لمساعدة المجهود الحربي الإسرائيلي.
وتضيف الشبكة، أن كل ذلك يؤدي إلى ما يلي: “تقترب الولايات المتحدة من الاحتمال الحقيقي للغاية للتورط المباشر في حرب إقليمية في الشرق الأوسط. وهذه ليست حملة عام 1991 لطرد جيش صدّام حسين من الكويت، أو غزو العراق عام 2003، وكلاهما سبقته أشهر من التخطيط والإعداد. ثم قامت الولايات المتحدة وحلفاؤها بتحديد الزمان والمكان وحجم الهجوم”، والآن، في أفضل الأحوال، تسعى الولايات المتحدة جاهدة للرد على أحداث خارجة عن سيطرتها إلى حد كبير”.
إعداد: ربى نجار