دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

إسرائيل تستمر بضرب الإيرانيين في سوريا بمساعدة موسكو .. وطهران تنتقم بقصف مواقع أمريكية

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – لا يمكن التفكير في أن الطائرات الحربية والمسيرة الإسرائيلية أو للتحالف، تتجول في السماء السورية دون أن تكون روسيا وأنظمتها الدفاعية الجوية على علم بها مسبقاً.. تلك الأنظمة التي تعمل في سوريا الآن هي أصلاً مبرمجة على استهداف أي قطعة عسكرية مصنوعة من قبل الولايات المتحدة أو حلف شمال الأطلسي، إلا أن هذه القاعدة لا تطبق عندما يكون الهدف إيراني.

قصف جوي مجهول يطال قواعد إيرانية شرق دير الزور

وبعد أن شنت طائرات حربية إسرائيلية ليلة الأربعاء الماضي، غارات على أهداف عسكرية تابعة “لفيلق القدس” الإيراني وقوات الحكومة السورية، وتم استهداف مخازن ومقرات قيادة ومجمعات عسكرية بالإضافة إلى بطاريات أرض- جو، أسفرت عن قتلى وجرحى، عاودت طائرات مسيرة مجهولة (تباينت الآراء أنها تابعة لإسرائيل أو للتحالف) قصف مقرات عسكرية إيرانية بأطراف مدينة البوكمال.

ومنذ بداية العام الجاري، دخل الصراع الإسرائيلي الإيراني على الأراضي السورية مرحلة تصعيد عسكري كبير، حيث تقوم إسرائيل عبر الطائرات الحربية والصواريخ باستهداف نقاط وقواعد عسكرية إيرانية في أغلب الجغرافيا السورية، دون أن تحرك أنظمة الدفاع الروسية ساكناً، كذلك ترد القوات الإيرانية على تلك الهجمات، باستهداف القواعد العسكرية للتحالف والتي كان آخرها قاعدة التنف وسط البلاد.

وكشف المرصد السوري لحقوق الإنسان، يوم الجمعة، بسماع لأصوات انفجارات قوية في منطقة الكتف على أطراف مدينة البو كمال في ريف دير الزور الشرقي، والتي تحوي مقرات ومستودعات ذخيرة تابعة للمجموعات الموالية لإيران، وأشار المرصد إلى أنه شوهدت أعمدة الدخان في المنطقة بالتزامن مع تحليق طيران مسيّر مجهول الهوية، دون ذكر تفاصيل حول خسائر بشرية أو مادية نتيجة القصف.

طائرات مسيرة مجهولة .. قد تكون للتحالف أو لإسرائيل

تقارير إعلامية رجحت أن تلك الطائرات المسيرة تتبع للتحالف الدولي، معتبرين أن ذلك رداً من قبل الولايات المتحدة على استهداف إيراني طال قاعدة التنف وسط سوريا، والتي تتخذها الولايات المتحدة كقاعدة عسكرية استراتيجية على المثلث الحدود بين سوريا والعراق والأردن، لمراقبة التحركات الإيرانية وكبح جماحها في مشروعها “الهلال الشيعي” الذي يربط طهران ببيروت عبر دمشق.

فيما رجح البعض الآخر أن تلك الطائرات المسيرة هي لإسرائيل، مشيرين إلى أن هذه الهجمات تأتي في سياق استمرار الحرب الإسرائيلية ضد التواجد الإيراني في سوريا، معتبرين أن روسيا لها دور في هذه الهجمات كون تلك الطائرات (لو صح أنها إسرائيلية) لا يمكنها العبور من حدود إسرائيل الشمالية دون أن تراها أنظمة الدفاع الروسية، التي لم يسبق وأن تدخلت في صد أي هجوم على نقاط وقواعد عسكرية إيرانية في سوريا.

موسكو تعمل مع واشنطن للحفاظ على الأمن القومي لتل أبيب

ولا يختلف اثنان على أن هناك تفاهمات روسية أمريكية إسرائيلية، بتحييد النشاط الإيراني وتواجدها العسكري على الأراضي السورية، وأن الأطراف الثلاث متفقون تماماً على أن طهران لا يجب أن يكون لها موطئ قدم في سوريا عسكرياً ولا سياسياً، حيث أنهم يعتبرون تواجد إيران في سوريا ولبنان خطراً على الأمن القومي الإسرائيلي.

الهجوم الأخير على مواقع إيرانية في أطراف مدينة البوكمال، يأتي بعد هجوم آخر استهدف قاعدة التنف وسط سوريا، تتهم واشنطن وإسرائيل أنه من فعل مجموعات مسلحة موالية لإيران.

هل تدخلت روسيا بإخبار واشنطن بالضربة الإيرانية على التنف ؟

ونقلت صحيفة “نيويورك تايمز” عن مسؤولين أمريكيين وإسرائيليين، أن إيران هاجمت التنف رداً على الغارات الإسرائيلية على قواعدها في سوريا.

ونقلت الصحيفة عن المسؤولين قولهم، أن المخابرات الأمريكية والإسرائيلية لديها معلومات تشير إلى أن إيران “وجهت وزودت ميليشيات موالية لها” بالمعدات لتنفيذ الهجوم. حسب قولهم، وكشفا أن معظم القوات الأمريكية البالغ عددها 200 عنصر والمتمركزة في القاعدة، تم إجلاؤهم قبل ساعات بعد تلقيها بلاغات من المخابرات الإسرائيلية. ولعل إسرائيل تلقت المعلومات من روسيا بنية إيران تنفيذ الهجوم (بحسب محللين و متابعين)، وذلك لمنع وقوع قتلى من القوات العسكرية الأجنبية وانزلاق الأمور لحرب شاملة.

ورغم أن إيران نفت مسؤوليتها عن الهجوم على التنف، وصفت “نيويورك تايمز” الحادث بأنه المرة الأولى التي وجهت فيها طهران ضربة عسكرية ضد الولايات المتحدة رداً على غارات إسرائيلية، ما يوحي بتصعيد لـ”حرب الظل الإيرانية مع إسرائيل” والتي تعني مزيداً من المخاطر على القوات الأمريكية في الشرق الأوسط، حسب الصحيفة.

إعداد: ربى نجار