دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

إدلب إلى بؤرة لتفشي كورونا والعالم سيكون أمام موجة ثانية من الوباء

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – بعد أن ألقى الصراع في سوريا بتداعياته على كامل منطقة الشرق الأوسط والعالم، تطرقت تقارير إعلامية جديدة إلى احتمال مواجهة العالم لموجة ثانية من وباء كورونا ولكن هذه المرة من سوريا.

وتحدث تقرير لمجلة فورين بوليسي الأمريكية، عن تخلي العالم عن اللاجئين السوريين في هذه الفترة العصيبة من محنتهم التي فاقمها الخوف من وباء كورونا، والذي “لن يمر دون عقاب وانتقام للعالم”، وبحسب المجلة الأمريكية فإن عقاب اللاجئين السوريين للعالم سيتمثل بـ “موجة ثانية من وباء كورونا”.

موجة وباء ثانية

حيث أوضح مقال للكاتب “ستيفن كوك كبير” وهو من الباحثين في دراسات الشرق الأوسط وأفريقيا بمجلس العلاقات الخارجية الأميركي، “أن وباء كورونا سيفاقم قريبا التهديدات المتقيحة في أطول حرب بالشرق الأوسط”.

ولفت كوك الانتباه إلى المقالات المنشورة الأسبوع الماضي حول تهديد كورونا للاجئين في العالم والنازحين داخلياً، قائلاً إن الحياة لهذه الأرواح المعذبة كانت مرعبة في ظل ظروف أقل تحدياً من الظرف الراهن، وتساءل عن مدى تفاقم هذا العذاب حالياً، حيث يفتقر اللاجئون والنازحون داخلياً حتى إلى الرعاية الطبية الأساسية، كذلك ندرة المعدات اللازمة للتعامل مع كورونا.

وأشار الكاتب إلى أن منظمة الصحة العالمية وحكومات دول العالم تدرك هذه المشكلة، لكن مساعدة الأشخاص الأكثر ضعفا تأتي في أسفل سلم أولوياتها.

إدلب في موقع الخطر

وقال الكاتب، أن الحقيقة هي إذا اجتاح كورونا إدلب، فمن المرجح أن يطيل معاناة السوريين واللبنانيين والأردنيين والأتراك والإيرانيين والروس والأوروبيين مع الوباء.

وأدى التوتر العسكري في محافظة إدلب، لعدم اتخاذ الجهات المعنية، لأي اجراءات ترقى لمستوى مواجهة كورونا، في ظل عشرات المشافي المدمرة، ونقص في المستلزمات الطبية والوقائية والفارين من المعارك الذين يبيتون في العراء مع استمرار حالة الطقس السيئة، واتهامات لتركيا بالتقاعس عن تقديم العون في عدم انتشار المرض.

إضافة إلى تواجد القوات التركية التي تتبدل المناوبات بين عناصرها في إدلب بين الفترة والأخرى، ومن المعلوم أن تركيا تعاني من انتشار الوباء، وهذا يضع احتمالاً كبيراً لنقل الفيروس إلى إدلب عبر الجنود الأتراك. وسط تقارير تتحدث عن إصابة عدد من عناصر فصائل المعارضة في إدلب بعد اختلاطهم بقوات تركية.

ثلاث ملايين إنسان قد يواجهون كورونا

وفي ظل انعدام الرعاية الصحية في المحافظة، فقد يجد أكثر من 3 ملايين سوري في إدلب أنفسهم أمام خطر مواجهة فيروس كورونا، وحذرت منظمات حقوقية وإنسانية من تفشي المرض بين هذا العدد السكاني الهائل ما سيشكل أكبر كارثة في العالم، وقد تتحول إدلب لبؤرة جديدة تفوق الصين وإيران وغيرها من الدول في نقل الفيروس وتفشيه.

وما يزيد احتمال انتقال العدوى إلى المحافظة، وجود عناصر إيرانية ولبنانية وسورية فضلاً عن الأتراك المتواجدين بكثرة في المحافظة.

من الصعب تصديق خلو إدلب من كورونا

ويقول الكاتب في المجلة الأمريكية، “على الرغم من أن سوريا قد أبلغت عن 5 حالات فقط من الإصابات بالفيروس، فمن الصعب تصديق أن الوباء لن يأتي إلى إدلب، وعلى الأرجح أنه قد أتى بالفعل، إذ ليس من الصعب تصور مصادر العدوى، فهي تشمل أفراد الحرس الثوري الإيراني، والقوات التركية، والطيارين الروس، والصحفيين الأوروبيين، وعمال الإغاثة من أي مكان، وعندما يتسارع تفشي الوباء ويصبح واضحا، سيكون الأمر مروعاً في إدلب”.

وأوضح ان زعماء العالم حينها سيقفون جانباً، كما كان الحال عندما انزلقت الأوضاع في سوريا إلى حرب، ليشاهدوا انفجار الوضع في إدلب وتمدده إلى بلدانهم نتيجة تقاعسهم، وسوف يتحملون المسؤولية الأخلاقية عن الوفيات في سوريا والشرق الأوسط وأوروبا التي لم يكن من الضروري أن تقع.

إعداد: ربى نجار