دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

“أينما حلوا يدركهم الموت”.. وفاة أم سورية و3 من أطفالها حاولوا تدفئة أنفسهم في لبنان

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – بات الموت والمآسي تدرك السوريين أينما كانوا وحلوا، وذلك داخل البلاد أو خارجها، بعد هروبهم من جحيم الحرب المستمرة منذ أكثر من عقد.. هذه المأساة التي سيتذكرها التاريخ ولن تنساها أذهان العالم لعقود قادمة، لهول ما حدث لهذا الشعب بسبب “الصراع على السلطة” والتدخلات الخارجية التي فاقمت هذا النزاع.

أكثر من 10 ملايين مهجر ونازح من الشعب السوري ينتشرون في أرجاء البلاد أو ما يسمى “بدول الشتات”، والآلاف منهم فقدوا حياتهم على طريق الهجرة إما عبر الغرق “بزوارق الموت” أو خلال حوادث سير أو الموت في الغابات الباردة أو من الجوع والعطش والرصاص عند محاولتهم عبور حدود الدول، بحثاً عن الأمن والأمان بعد أن فقدوا الأمل في أن تنتهي الحرب في بلادهم في ظل كثرة التدخلات الخارجية وعدم التوصل لحلول سياسية تنهي الأزمة.

“بحثوا عن الدفء ففقدوا حياتهم”

مأساة جديدة أضيفت لصفحات “معاناة السوريين” في “دول الشتات”، وذلك بعد فقدان مواطنة سورية وثلاثة من أولادها حياتهم أثناء نومهم بعد استنشاق أدخنة سامة ناتجة عن حرق الفحم لتدفئة غرفتهم البادرة في قرية لبنانية قريبة من البحر المتوسط، وذلك كون لا مازوت لديهم للتدفئة في هذا الشتاء القارس، وفي ظل تجاهل المجتمع الدولي بتقديم المساعدات لهم.

وقال مسؤول في مستشفى “الفقيه” اللبناني، والذي نقلت العائلة السورية له، أن الأم البالغة من العمر 31 عاماً وأطفالها، الذين تتراوح أعمارهم بين 8 و7 و4 أعوام، توفوا بالفعل لدى وصولهم إلى المستشفى وذلك جراء استنشاق كميات كبيرة من الغازات السامة نتيجة احتراق الفحم في غرفتهم.

ويعيش نحو 1.5 مليون لاجئ سوري في لبنان فروا من جحيم الحرب والصراع على السلطة في البلاد، وأغلبهم يعانون من أوضاع معيشية سيئة وصعبة للغاية، كما أن جل اللاجئين في لبنان يعيشون في مخيمات بدائية تفتقر لأبسط مقومات الحياة، أو في منازل متهالكة لا تقيهم برد الشتاء ولا حرارة الصيف.

وفي ظل معاناة لبنان من أزمة اقتصادية غير مسبوقة، تعمق الفقر بين اللبنانيين والسوريين على حد سواء، كما تشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن 90 بالمئة من الأسر السورية اللاجئة تعيش في فقر مدقع.

السوريون في “دول الشتات”.. عنصرية وقسوة وموت

كما يتعرض اللاجئون السوريون في بعض “دول الشتات” لممارسات عنصرية مع تعرضهم للقتل والتعذيب، كما يحصل في تركيا، التي تشهد تصاعداً لحالات العنصرية ضد السوريين تصل لحد القتل، إضالة للترحيل القسري بمجرد القيام بأي مخالفة قانونية مهما كانت صغيرة، وفي بعض الأحيان يتم خلق الأعذار لترحيلهم.

كما توفي العشرات من السوريين على الحدود جراء العطش والبرد والجوع، كما حصل على الحدود البيلاروسية البولندية، حيث أصبحوا هم ضحية اتفاقات سرية بين بعض الأطراف الإقليمية والدولية التي عملت على خلق هذه الأزمة، لأسباب سياسية وخلافات مع دول أخرى.

معاناة السوريون في الداخل.. من ملف إنساني لاستغلال إقليمي ودولي

معاناة السوريين لا تقتصر على دول الخارج فقط، بل في داخل بلادهم أيضاً، حيث هناك الملايين من النازحين من مناطق شهدت على مر سنوات الحرب نزاعات مسلحة بين الحكومة والمعارضة، وكانوا هم الخاسر الأكبر فيها، وتفاقمت معاناة السوريين في ظل تسييس الملف الإنساني وإغلاق المعابر وقلة وصول المساعدات الإنسانية. ووفق تقارير الأمم المتحدة فإن 90 بالمئة من السوريين داخل البلاد يعيشون تحت خط الفقر بعد عقد من الحرب.

“إحسان السوريون لم يقابل بالإحسان”

ولطالما كانت سوريا ملجأ ومأوى للكثير من الشعوب العربية التي عانت من ويلات الحروب والصراعات خلال العقود الماضية، حيث لم يرضى السوري أن يسكن أخيه العربي ضمن بلاده في المخيمات والعراء، بينما عندما حلت محنة السوريين لم تقابل تلك الشعوب والحكومات احسان السوريين بالمثل، بل قوبل السوري بالعنصرية والقسوة والترحيل القسري والقتل.

ولم ترأف الشعوب والدول العربية بحال السوريين، وأغلقت معظم هذه الدول حدودها في وجههم، الأمر الذي دفع بالسوريين للهجرة إلى الدول الأوروبية التي وجدوا فيها الأمن والأمان والإنسانية أكثر من أخوتهم العرب.

إعداد: ربى نجار