أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – أصدرت الجبهة الوطنية الديمقراطية “جود” البيان الختامي للمؤتمر التأسيسي، الذي عقد في إلكترونياً بتاريخ 18 أيار المنصرم.
وجاء في البيان الختامي الذي حصلت أوغاريت بوست على نسخة منه:
“بعد 10 سنوات من انطلاق ثورة الشعب السوري، حاملة الوعد بالخلاص من الاستبداد والطغيان، يستمر شعبنا في نضاله لنيل الحقوق المشروعة في الحرية والكرامة و العدالة الاجتماعية، وفي ظل مجريات الواقع السوري الناتج عن امتلاك النظام أدوات العنف، واستعصاء بنيته على الإصلاح والتغيير، التي جعلته ينتهج في مواجهة ثورة الشعب السوري، الحل الأمني العسكري، الذي تمثل باستقدام ميليشيات طائفية، وتدخل جيوش أجنبية عمت الأرض السورية، وانتشار التنظيمات الإرهابية المتطرفة. ما أدى إلى الاقتتال والتدمير والاعتقال والتهجير، وحرب الوكالة التي تعيشها سوريا، وجعل وطننا ساحة صراع ومناطق نفوذ لكل المتدخلين، ما زاد معاناة الشعب السوري فقرا ونقصا في الخدمات، و تأمين الحاجات الأساسية من الخبز والدواء والوقود.
وفي ظل هذه الظروف، عقدت الأطراف المشاركة في الجبهة الوطنية الديموقراطية “جود” المؤتمر التأسيسي للجبهة إلكترونيا بتاريخ ١٨/٥/٢٠٢١ ،وقد حاول النظام منعه، كما منع في دمشق ً” عقده أول مرة فيزيائيا بتاريخ٢٧/٣/٢٠٢١ ،عندما قامت عناصر أمنه بمحاصرة مكان انعقاد المؤتمر و أرغمت الحاضرين على الخروج.
بدأت أعمال المؤتمر بانتخاب رئيس له، ونائب للرئيس، ومقرر، وأمين للسر، و تمت مناقشة مشاريع الوثائق )الرؤية السياسية، واللائحة التنظيمية حيث أقَّرت اللائحة التنظيمية وتمت المصادقة عليها، كذلك تمت الموافقة على الرؤية السياسية مرفقة ببعض التحفظات و مقترحات التعديلات، وأحيلت إلى الهيئة المركزية لمناقشتها واتخاذ القرارات بشأنها، و انتخب المؤتمر من بين أعضائه هيئة للرقابة والتقييم.
وشكلت الهيئة المركزية على قاعدة التوافق ديمقراطياً واستنادا إلى اللوائح التنظيمية التي اعتمدها المؤتمر، ، حيث تمثلت فيها كافة مكونات الجبهة، و منتخبو الشخصيات الوطنية المستقلة المشاركة فيه، حسب ما حددته َّ اللائحة التنظيمية. و تم إطلاق الجبهة الوطنية الديموقراطية “جود” التي ستضطلع بالعمل الوطني لبناء جبهة موسعة مفتوحة لكل القوى والشخصيات الوطنية المعارضة داخل سوريا وخارجها، ما يسهم في تحقيق مشروع التغيير الوطني الديمقراطي الجذري والشامل لنظام الاستبداد القائم بكل رموزه ومرتكزاته، والمساهمة بإنجاز الانتقال السياسي، وبناء الدولة الديموقراطية الحديثة، دولة الحق والقانون والمؤسسات المنتخبة، الدولة الحيادية اتجاه الأديان والمذاهب، ، التي تكرس مبدأ المواطنة الحرة دون تمييز أو إقصاء على أساس القومية أو الدين أو المذهب أو الجنس أو الاتجاه السياسي، وإلغاء جميع أشكال التميز ضد المرأة وضمان مشاركتها السياسية الفاعلة غير المنقوصة وفق ما حدده قرار مجلس الأمن 1325 دولة يتمتع مواطنوها بالحقوق القومية الثقافية والاجتماعية، في إطار سيادة سوريا، ووحدتها أرضا وشعبا ووصولاً إلى الحرية والعدالة والمساواة، وتمثل طموح شعبنا منذ نيله الاستقلال.
هذا وطالب المؤتمر المجتمع الدولي والجهات صاحبة القرار وهيئات ومنظمات المجتمع المدني وكذلك القوى والأحزاب السورية بضرورة الضغط السياسي على النظام، والسعي الحثيث ودون إبطاءٍ، للإفراج عن كافة معتقلي الرأي في معتقلات النظام وغيرها من المعتقلات أيضاً وتبيان مصير المغيبين والمختفين قسريا والعمل الجاد للعودة الطوعية للمهجرين، و النازحين داخل البلاد إلى مناطق سكنهم. كذلك ً، دعوة الجميع لوضع الخطط والعمل على إخراج كافة القوى والميليشيات الأجنبية، ووقف العمليات العسكرية على التراب السوري.
إن إطلاق “جود”، يأتي سعيا لاستعادة السيادة الوطنية وتخليص البلاد من جميع الاحتلالات، ومن نظام ينتهج الحل الأمني والعسكري متشبثاً بالسلطة، وأجهزته الأمنية تكمم الأفواه، وتعتقل وتقتل تحت التعذيب وتتحكم بكل مفاصل الدولة والمجتمع، و ما يزال النظام حتى هذا التاريخ، يعطل الحل السياسي الذي نص عليه القرارات الدولية خاصة بيان جنيف1 لعام 2012 ،وقرار مجلس الأمن الدولي 2118 / لعام 2013 و2254 / لعام 2015، والقرارات الأخرى ذات الصلة، مسوقاً تحت ذرائع شتى بغية التنصل من الاستحقاق السياسي والدستوري، وتشكيل هيئة الحكم الانتقالي كاملة الصلاحيات التنفيذية” التي تهيء لمناخ ديموقراطي ، وإجراء انتخابات نزيهة وبيئة آمنة للانتقال السياسي، ووضع دستور يستفتى عليه شعبيا واجراء انتخابات رئاسية بإشراف أممي، مستفيدا من التناقض والاختلاف والصراع الدولي والإقليمي حول الملف السوري.
واختتم المؤتمر فعالياته بتوجيه التحية للشعب السوري، الذي لم يبخل بالعطاء في سبيل الحرية على مر تاريخه، ما تجلى في ثورة الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية، ثورة آذار 2011. الرحمة للشهداء، والشفاء للجرحى والحرية للمعتقلين والمخطوفين والعودة الآمنة للمهجرين، والنصر للثورة.