دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

أهمية مدينة سراقب في عقد صفقات روسية تركية جديدة

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – تعد مدينة سراقب بريف إدلب مدينة ذو أهمية استراتيجية خاصة فيما يتعلق بمسألة حسم معارك الشمال السوري بين القوات الحكومية وقوات المعارضة، وفق ما يرى مراقبون، كما قد تفتح الطريق أمام عقد صفقات جديدة بين الروس والأتراك في سوريا.

وتعتبر المدينة الواقعة في الريف الشرقي لمحافظة إدلب عقدة طرق هامة تربط بين دمشق والمركز الاقتصادي حلب، وهي أيضا تربط بين حلب ومدينة اللاذقية التي يوجد فيها أكبر موانئ سوريا.

معركة الطرق الدولية

ويمر عبر سراقب جزء من طريق دمشق حلب الدولي المعروف باسم (إم فايف)، الذي يربط مدن الشمال بالجنوب، وصولا للحدود مع الأردن.

وتشكل سراقب نقطة التقاء بين هذا الطريق الدولي، وطريق استراتيجي ثان يُعرف باسم (إم فور)، يربط محافظتي حلب وإدلب باللاذقية غرباً.

وبحسب محللين فإن السيطرة على هذين الطريقين الدوليين، ستمكن القوات الحكومية السورية من ربط معارك إدلب وريفها، بتلك التي تدور رحاها في ريف حلب الغربي.

قطع طرق إمداد قوات المعارضة

ففي شمال سراقب تقع بلدات تفتناز وبنش وآفس، وعلى جنوبها يوجد تل مريدخ وخان السبل، وأما من جهتها الغربية فتقع بلدات سرمين والنيرب وصولاً إلى مدينة إدلب.

كما وتتصل سراقب مع مدينة أريحا عبر الطريق الدولي حلب – اللاذقية، وبالتالي فإن سيطرة القوات الحكومية على سراقب، ستتيح لها قطع طرق الإمداد والربط بين كل هذه المدن والبلدات.

سيطرة وانسحاب

ويوم أمس الأربعاء تباينت الأنباء بشأن مصير سراقب فقد أكد المرصد السوري لحقوق الانسان أن القوات الحكومية السورية تمكنت من السيطرة على المدينة الاستراتيجية، كما تمكنت من السيطرة على مناطق أخرى عدة، بما فيها قرية تل الطوقان التي توجد فيها نقطة تركية.

لكن المعارضة السورية قالت إن فصائلها شنت هجوما معاكساً، وتمكنت من استعادة السيطرة على المدينة.

تركيا تحركت فوراً

وبسبب أهمية سراقب ودورها الفعال في حسم معارك شمال غرب سوريا تحركت القوات التركية العاملة في المنطقة مباشرة وعرقلت تقدم القوات الحكومية، دون النظر إلى اتفاقات آستانا وسوتشي والتفاهمات الروسية التركية، وهو ما أدى لنشوب مواجهة عسكرية مباشرة بين الجيش التركي والقوات الحكومية.

لكن مراقبون قالوا أن روسيا والقوات الحكومية ستفعلان المستحيل للسيطرة على سراقب دون النظر إلى التحفظات التركية، وقد تفتح سراقب الأبواب أمام صفقات جديدة بين روسيا وتركيا، قد تحصل بموجبها تركيا على امتيازات جديدة في الأراضي السورية مقابل التنازل عن سراقب وبالتالي إدلب وعموم مناطق شمال غرب سوريا.

احتمالات عقد صفقات جديدة

ووفقاً للتقارير فإن تركيا ترغب في الحصول على امتيازات من قبيل تثبيت دور تركيا في المناطق التي تقع تحت سيطرتها في شمال غرب سوريا مثل جرابلس وإعزاز والباب وعفرين، كذلك الحصول على مناطق أخرى في شمال شرق سوريا (شرق الفرات) بالتوافق مع الروس.

ولا يخفي أردوغان رغبته في بناء ما يسميها “منطقة آمنة” على طول الحدود السورية التركية، وإجراء تغيير ديمغرافي وتوطين سكان جدد يقبلون النفوذ التركي على تلك المناطق.

تقرير: ربى نجار