أوغاريت بوست (مركز الاخبار) – ليس فقط الولايات المتحدة من تعمل مع روسيا لاستثمار الخلافات بين موسكو ودمشق، فقد دخلت أنقرة على خط استغلال توتر العلاقات بين الطرفين بغية تحقيق مكاسب اقتصادية وسياسية، فضلا عن التغييرات الديمغرافية التي أحدثتها على الأرض في الشمال السوري والتمدد بشكل أكبر.
دخول تركي على خط التوتر بين دمشق وموسكو
ويقول محللون سياسيون أتراك، بأن أنقرة بدأت بالعزف على التوتر الروسي السوري، حيث ترى فيها فرصة سانحة لتمرير أجندتها الخاصة في مناطق شمال سوريا بما فيها الشرقية والغربية منها.
وحول ذلك نشرت وكالة الانباء الحكومية التركية “الأناضول”، تقريراً موسعاً تحت عنوان، “إرهاصات سيناريوهات روسية لمرحلة جديدة بسوريا”، حيث قالت فيه، “بدأت الضغوط الروسية على دمشق وبشار الأسد، بعد زيارة خاطفة لوزير الدفاع سيرغي شويغو، نقل خلالها رسالة قاسية من بوتين، تتعلق بضرورة التزام دمشق بالاتفاقات العسكرية الموقعة بينه وبين أردوغان حول إدلب”.
كما تتعلق بضرورة ألا تستجيب دمشق لتشجيع دول عربية على فتح معركة ضد تركيا وفصائل موالية لها في شمال غربي سوريا. وذلك بعد ورود تقارير تفيد بتدخل إماراتي لدعم أي تحرك حكومي في “خفض التصعيد” والعمل على إسقاط الهدنة.
وتحدث التقرير عن “حملة إعلامية قاسية شنتها وسائل الإعلام الروسية ضد النظام السوري”، ويشير تقرير الأناضول، إلى أن تلك الحملة “تتهم الأسد وأركان نظامه بالفساد، تضمنت مقالات واستبيان رأي من طرف مؤسسات تابعة لمجموعة فاغنر التي تملك مقاتلين واستثمارات في سوريا، ومقربة من بوتين، ثم جرى دعم تلك الحملة بمقالات حادة في صحيفة برافدا الرسمية، وتحليلات على مواقع فكرية رصينة”.
الحملة الروسية على دمشق بحسب الأناضول، جاءا وسط انتقادات روسية لعدم التزام دمشق بالتفاهمات الروسية – الإسرائيلية – الأمريكية، ورغبة موسكو بتقييد دور إيران في سوريا.
كما سربت وسائل إعلام روسية معلومات عن صراع اقتصادي يدور بسوريا بين شركات روسية وأخرى تدعمها طهران، واعتراض شركات روسية بسبب عدم توفر عائدات مالية موازية للتدخل العسكري الروسي، خصوصاً في قطاعات حصص النفط والغاز والصفقات الاقتصادية.
سوريا.. البوابة الروسية للمنطقة
وعن أهمية سوريا بالنسبة لروسيا، تقول “الأناضول”، “تعتبر موسكو سوريا مركز نفوذها العسكري الاستراتيجي بالشرق الأوسط، ومنفذها البحري على المياه الدافئة، وأن دورها الاستراتيجي بسوريا منحها بعدا استراتيجيا، وأوراقاً رابحة في علاقاتها مع كل من تركيا وإيران والولايات المتحدة وإسرائيل”.
إضافة إلى ذلك أشارت المصادر إلى “عقود إعادة الإعمار التي تقدر بأكثر من 300 مليار دولار لصالح روسيا”، كل هذه الأسباب تجعل من سوريا منطقة استراتيجية لروسيا، ويجب الحفاظ عليها مهما كان الثمن حتى ولو كان الأسد.
وبحسب الوكالة، أن المتغيرات على الأرض، وتلك التي انتجتها أزمة انتشار وباء كورونا، وعاصفة النفط أيضاً، قلبت جميع الموازين، وجعلت موسكو تعيد حساباتها حول الكلفة الباهظة “لبقاء الأسد على رأس الحكم”، وتشير المصادر إلى أن “موسكو تتجه نحو انتهاج استراتيجية تقتضي بالحفاظ على أجهزة الدولة السورية، مع إعادة ترتيب هيئة الحكم في دمشق”.
ولفتت الوكالة التركية إلى أن موسكو تدرك أن أي تغيير في تركيبة الحكم في سوريا، لا بد أن ينال موافقة الأطراف الضامنة في سوريا. على حد تعبيرها
إعداد: رشا إسماعيل