دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

أطراف النزاع تتسبب بأزمات إنسانية حادة بالمناطق الشمالية السورية.. والمجتمع الدولي صامت

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – تعاني المناطق الشمالية السورية من أزمات إنسانية كبيرة، مع التجاهل الدولي شبه التام للواقع المأساوي الذي وصلت إليه تلك المناطق، سواءً التي تقع تحت سيطرة الإدارة الذاتية في الشمال الشرقي أو الشمال الغربي الخاضعة المعارضة.

جفاف وحرب مياه.. وكارثة إنسانية على الأبواب

المناطق الشمالية الشرقية ومع موسم الجفاف الذي خيم على المنطقة بعد قلة الأمطار خلال فصل الشتاء الماضي، تواصل تركيا قطعها مياه نهر الفرات عن السكان في محافظات “الحسكة ودير الزور والرقة” للشهر السادس توالياً، وسط اكتفاء الجهات الدولية والمنظمات المعنية بحقوق الإنسان، بالتحذير من وقوع كارثة إنسانية، التي بدأت بدورها، بتلك المناطق.

ومن المعروف أن المناطق الشمالية الشرقية من سوريا تعتمد على الزراعة بشكل كبير، ومع جفاف نهر الفرات والتصحر الذي ظهر في مساحات واسعة من النهر في المحافظات الثلاث، فإن الواقع الزراعي في خطر كبير، ما يهدد بوقوع تلك المناطق بالمجاعات خصوصاً مع الأزمة الاقتصادية التي تعيشها البلاد.

حالات تسمم بالمياه والخضروات الملوثة

كما بدأت تظهر حالات تسمم بمياه الشرب الملوثة في مدينة الحسكة، وخاصة بين الأطفال والنساء، وسط واقع مأساوي كبير يعيشه أكثر من مليون نسمة في المدينة وضواحيها بعد قطع تركيا لمياه محطة الضخ “علوك” منذ سيطرتها على مدينة رأس العين (المعروفة محلياً بسري كانيه) في تشرين الأول/أكتوبر 2019.

وعلى الرغم من المناشدات الكثيرة التي أطلقتها السلطات المحلية، إلا أن المجتمع الدولي والمؤسسات الأممية من بينها الأمم المتحدة، تتجاهل بشكل تام الواقع المأساوي لأهالي الحسكة، و سكان منطقة الشمال الشرقي جراء “حرب المياه” التي تشنها تركيا على المدنيين.

أرقام مرعبة لحالات التسمم اليومية

وبحسب السلطات المحلية، فإن المشافي في مدينة الحسكة تستقبل أكثر من 100 حالة يومياً مصابة بالتسمم جراء تلوث المياه. كون لا مياه معقمة وصالحة للشرب تأتي للمدينة، بعد تعمد تركيا “إيقاف عمل محطة علوك”.

وتشير السلطات الصحية إلى أن حالات التسمم سببها أيضاً أكل الخضروات المروية بالمياه الملوثة من نهر الفرات و “جغجغ” الذي جف بدوره منذ سنوات بعد قطعه بشكل شبه تام من قبل تركيا.

الفصائل المعارضة تنتهج السياسة التركية

كما تقيم الفصائل السورية الموالية لتركيا، سدوداً ترابية، على مجرى نهر الخابور الذي يمر من مناطق يسيطرون عليها في شمال شرق سوريا، بباقي المدن والقرى والبلدات، وذلك لإيقاف تدفق المياه، من شرق مدينة رأس العين، وتهدف الفصائل إلى تجميع هذه المياه الواردة من تركيا لاستخدامها في المناطق التي تسيطر عليها.

ويعتبر قطع المياه عن التجمعات السكانية خلال الصراعات العسكرية، بحسب القانون الدولي، جريمة حرب، وعلى الرغم من ذلك لا تحرك دولي وأممي حيال هذا الملف، الذي بات يهدد حياة الملايين من السكان في تلك المناطق.

الموقف الروسي يهدد حياة 4 ملايين شخص بالشمال الغربي

أما في مناطق الشمال الغربي، هناك أكثر من 4 ملايين شخص يعيشون على المساعدات الإنسانية المقدمة من قبل الأمم المتحدة، من خلال معبر “باب الهوى” بريف إدلب، و الذي من الممكن أن يغلق هو أيضاً، بعد فترة قصيرة، في حال رفض روسيا تجديد آلية إيصال المساعدات الإنسانية للسوريين.

ويبدو أن الروس حسموا موقفهم، حيث قال وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، إن حكومة بلاده ترفض تمديد تفويض إدخال المساعدات الإنسانية عبر الحدود مع تركيا، وأشار ان موسكو لا تتوافق مع الأمم المتحدة والدول الغربية، حول عدم وجود بديل لإيصال المساعدات الإنسانية لشمال غربي سوريا، إلّا عبر تركيا.

كالعادة.. المنظمات الأممية تكتفي بالتنديد و التحذير

ويهدد إغلاق “شريان الحياة الوحيد” في سوريا (معبر باب الهوى) أمام المساعدات الأممية، حياة الملايين من السوريين، حيث حذرت منظمة “العفو الدولية”، من أن إغلاق “معبر باب الهوى” سيهدد حياة أكثر من مليون شخص في شمال غرب سوريا، الذين يواجهون خطر فقدان الغذاء والماء والدواء.

وكانت الأمم المتحدة قد أعلنت الأربعاء الماضي، أنها حضت مع دول عدة روسيا على عدم الاعتراض على تمديد فترة إبقاء معبر باب الهوى بين تركيا وسوريا مفتوحاً لإتاحة دخول المساعدات الإنسانية إلى إدلب.

إعداد: ربى نجار