أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – بدأ العام الجديد 2024، بجولة تصعيد عنيفة دموية على مناطق الشمال السوري، نتيجة لتبادل القصف ما بين قوات الحكومة السورية و “هيئة تحرير الشام/جبهة النصرة”، فيما لا تزال عمليات القصف التركية مستمرة على مناطق شمال شرقي سوريا، والتي بدأت في الأيام العشرة الأخيرة من العام الماضي، والتي طالت بنى تحتية ومنشآت حيوية ومرافق عامة في مدينة القامشلي وريفها وأسفرت عن خسائر مادية وفقدان مواطنين حياتهم.
وفي ظل غياب أي بوادر للحلول السياسية والتهدئة وإنهاء الصراع المسلح الذي يكاد يدخل عامه الـ13 في سوريا، بدأت أطراف الصراع على الأرض العام الجديد 2024، بجولة عمليات قصف متبادلة لم يكن فيه خاسر سوى المواطنون السوريون الذين باتوا بعد كل هذه السنوات ضحية تمسك هذه الأطراف بالصراع والعسكرة للوصول إلى السلطة.
خسائر بشرية بقصف بين قوات الحكومة و “الهيئة”
وفي التفاصيل، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، مساء الاثنين، أن 8 مواطنين على الأقل فقدوا حياتهم بينهم سيدة وطفلتها، وأصيب 19 آخرون بينهم إصابات خطيرة جراء قصف متبادل بين “هيئة تحرير الشام/جبهة النصرة” و قوات الحكومة السورية ضمن الريف الحلبي شمال غرب سوريا.
وأوضح المرصد أن المدنيين الذين فقدوا حياتهم جراء جولة القصف من قبل طرفي الصراع هم: “رجل مسن وسيدة وطفلتها، وأصيب 10 آخرون، نتيجة قصف صاروخي نفذته فصائل الفتح المبين على نبل والزهراء ضمن مناطق سيطرة قوات النظام والمجموعات المسلحة الموالية لها”.
فيما ردت قوات الحكومة السورية بقصف مناطق سكنية في مدينة دارة عزة بريف حلب الشمالي، ما أدى لفقدان 3 مدنيين حياتهم وإصابة 9 آخرين، كما طالت الضربات فرناً للخبز ومسجداً و محطة كهرباء وسوق شعبي.
فيما تعرضت قرية برج حيدر ضمن مناطق “غصن الزيتون” التي تسيطر عليها القوات التركية وفصائل “الجيش الوطني” لقصف مدفعي من قبل قوات الحكومة، ولم ترد أي معلومات عن خسائر بشرية أو إصابات.
وتأتي جولة العنف هذه في شمال غرب البلاد، بعد أسبوع من غارات جوية شنتها طائرات حربية روسية وأخرى تابعة للحكومة السورية استهدفت الأطراف الغربية لمدينة إدلب، عبر صواريخ فراغية، وسط انفجارات هزت المنطقة، كما طالت الغارات محاور منطقة “جبل الزاوية” جنوب إدلب.
وحينها قال مركز “حميميم” ووزارة الدفاع السورية في بيانين منفصلين، بأن سلسلة الغارات الجوية التي طالت إدلب ومحيطها استهدفت “مقرات الإرهابيين” و مستودعات أسلحة تابعة لهم ومناطق كانت تشن منها هجمات على قوات الحكومة السورية والمناطق الآمنة التي تسيطر عليها.
الشمال الشرقي لايزال تحت القصف التركي
وغالباً ما تتصاعد حدة العمليات العسكرية والقصف في مناطق الشمال السوري بشقيه الشمالي الغربي والشمالي الشرقي، وهو ما يشير إلى احتمال وجود خلافات أو ربما اتفاقات سرية بين الأطراف الرئيسية المتدخلة في الأزمة والصراع في سوريا، والتي تتقاسم السيطرة على تلك المناطق، في مشهد اعتاد السوريون عليه خلال سنوات الحرب الـ12.
وفي هذا السياق، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، بأن القوات التركية وفصائل المعارضة الموالية لها قصفت من قواعدها في منطقة ما تعرف “بنبع السلام” قريتي دادا عبدال والمشيرفة بريف أبو راسين (زركان) شمال غرب الحسكة ضمن المناطق الخاضعة لسيطرة مجلس تل تمر العسكري، وهو أحد التشكيلات العسكرية التابعة لقوات سوريا الديمقراطية.
أما في منبج، استهدف طائرة مسيرة من نوع “درون” تابعة للقوات التركية نقطة لمجلس منبج العسكري، في منطقة جبل صياد بريف منبج شرق محافظة حلب.
فيما ردت قوات “مجلس منبج العسكري” بقصف صاروخي طال قاعدة “الياشلي” التي تتمركز فيها القوات التركية بريف حلب، دون معلومات عن خسائر بشرية أو إصابات.
فيما قصفت القوات التركية البرية قرى صياد وأم عدسة وكاوكلي بريف منبج، دون ورود معلومات عن خسائر بشرية حتى الآن.
قسد ترد.. مقتل وإصابة 24 من القوات التركية والفصائل
وجاءت جولة العنف هذه بعد أن شنت القوات التركية في الفترة الممتدة ما بين الـ23 حتى الـ26 من الشهر الماضي، غارات جوية عبر طائرات حربية ومسيرة طالت بنى تحتية ومنشآت ومرافق عامة في مناطق القامشلي والقحطانية والدرباسية وعامودا والمالكية وعين العرب، أدت لدمار كبير وفقدان 8 مواطنين حياتهم، إضافة إلى تطور لافت باستهداف النقاط الأمنية التي تربط ما بين المدن الرئيسية لقوى “الأمن الداخلي” (الأسايش).
وكانت قوات سوريا الديمقراطية أعلنت عن “عمليات رد في إطار الدفاع المشروع” على الهجمات التركية، حيث أشارت في بيان لها عن عمليات قصف طالت قواعد عسكرية تركية في ريف تل تمر بريف الحسكة ومنبج بريف حلب، ولفتت إلى أن هذه الهجمات أسفرت عن مقتل 24 جنود أتراك وعناصر من الفصائل الموالية لأنقرة وإصابة 10 آخرين.
إعداد: رشا إسماعيل