دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

أردوغان يعلن عن مخطط لإعادة مليون لاجئ سوري.. ووزير داخليته يصف العودة “بالآمنة والطوعية” !

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – لوحظ بشكل كبير، تكثيف عمليات إعادة اللاجئين السوريين المقيمين في تركيا بعد فوز رجب طيب أردوغان بالجولة الانتخابية الماضية، والثالثة له في عقدين، هذه العودة التي أكدت تقارير لمنظمات دولية أنها “قسرية” وتشوبها “الانتهاكات والتعذيب والإهانات للسوريين”، إلا أن النظام التركي يرفض الاعتراف بذلك، ويدعي أن العودة “طوعية آمنة” وأنهم يخططون لإعادة مليون سوري خلال العام الجاري، بينما السؤال، إلى أين ؟.

العالم يرى “سوريا غير آمنة بعد”.. ودول الشتات لها رأي آخر

وتتفق جميع دول العالم، على أن الأوضاع الراهنة والتي تعيشها سوريا الآن ليست آمنة، وأن الأوضاع غير مهيأة بعد لإعادة اللاجئين السوريين، وخاصة من دول الجوار، التي تعمل على إعادة اللاجئين لديها دون أي اعتبار لمصيرهم بعد الترحيل، وامكانية تعرضهم للاعتقال أو الخطف أو القتل حتى، وهو ما يجعل السوريون في لبنان وتركيا والأردن أيضاً يعيشون في حالة خوف ورعب دائمين.

أردوغان يعلن عن خطة لضمان عودة مليون لاجئ سوري

حديثاً، أعلن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أن تركيا تخطط لضمان عودة حوالي مليون لاجئ على أراضيها إلى سوريا، يأتي ذلك بعد أن قالت السلطات التركية في أوقات سابقة أن هناك أكثر من نصف مليون سوري تمت إعادتهم إلى ما يسمونها “مناطق آمنة” في الشمال.

وأضاف الرئيس التركي، “ستستمر عودة اللاجئين إلى وطنهم مع ارتفاع مستوى الأمن والاستقرار في سوريا. حتى الآن، عاد أكثر من 600 ألف نازح إلى البلاد، ونخطط لضمان عودة مليون لاجئ إلى وطنهم”. أي أن تركيا تخطط حتى نهاية العام الحالي أن يصل عدد المرحلين إلى أكثر من 1 مليون و600 ألف لاجئ سوري.

إلى أين يُرحل السوريون ؟

ولم يذكر الرئيس التركي المكان بشكل واضح وصريح الذي سيتم إعادة اللاجئين السوريين إليهم، إلا أنه قال في وقت سابق، أن بلاده تعمل مع قطر على تنفيذ مشروعاً لبناء نحو مليون منزل في شمال سوريا للاجئين العائدين إلى وطنهم.

وهناك منظمات وجمعيات تابعة لتنظيم الإخوان المسلمين تعمل على بناء قرى سكنية بأموال دول عربية وعلى رأسها دول خليجية كقطر والكويت بالإضافة لفلسطين، وهذه القرى السكنية جرى ويجري بنائها في مناطق العمليات العسكرية التركية التي شنتها خلال الأعوام الماضية، وخاصة في المناطق الكردية، كعفرين ورأس العين وتل أبيض، وذلك بعد تهجير سكانها وجرف منازلهم وقراهم.

الداخلية التركية: عودة السوريين إلى بلادهم هي “عودة طوعية وآمنة”

تصريحات أردوغان جاءت بعد أن أدعى وزير الداخلية التركي علي يرلي كايا، إن عودة اللاجئين السوريين من تركيا لبلادهم هي “عودة طوعية و آمنة”.

وقال كايا، “عودة السوريين الطوعية مستمرة وتتم بشكل آمن وليس بالإهانة والإجبار”، وأضاف إن عودة السوريين مبنية على ثلاث كلمات مناسبة لقيم حضارتنا، “طوعية، آمنة، كريمة” بتعليمات من الرئيس أردوغان، وتابع إن نصف مليون سوري عادوا بشكل طوعي لمناطق الشمال السوري، وأوضح أنهم يمنعون منح إذن الإقامة للأجانب في البلديات التي يتجاوز فيها عدد الأجانب 20 في المئة، في حين أنهم لن يسمحوا بمهاجرين غير شرعيين، خصوصا في إسطنبول.

ترحيل العشرات بشكل قسري عبر معابر تل أبيض وإعزاز

ومع حديث السلطات التركية بأرفع مستوياتها، عن “العودة الطوعية والآمنة” للسوريين، تم ترحيل العشرات من السوريين خلال الساعات الـ48 الماضية، عبر معبر في منطقة تل أبيض شمال محافظة الرقة، إضافة لمعبر باب السلامة بريف إعزاز بريف حلب، و توطينهم في قرى سكنية جرى بناؤها بالتعاون مع تنظيم الإخوان المسلمين.

وسبق أن أكدت عشرات التقارير الإعلامية والدولية لمنظمات إنسانية، بأن السوريون يعاملون معاملة سيئة ويتعرضون للتعذيب والانتهاكات من قبل السلطات التركية خلال عملية الترحيل القسرية التي يتم بموجبها إجبار اللاجئين على توقيع أوراق العودة الطوعية تحت التهديد والسجن، وأن هذه العمليات القسرية اللاإنسانية أدت لتفريق العديد من العوائل السورية.

إيقاف إعطاء السوريين الجنسية التركية

وكان الرئيس التركي أصدر تعليمات تنصّ على وضع قيود جديدة على منح الجنسية التركية بشكل استثنائي للسوريين، وذلك بعد أن كانت الحكومة التركية تمنح الجنسية بشكل استثنائي لشرائح محددة من اللاجئين السوريين.

وقالت تقارير إعلامية أن منح الجنسية كان للتركمان، والموالين لأنقرة، حيث وصل عدد المجنسين إلى 223 ألف، وأشارت تلك التقارير إلى أن إعطاء النظام التركي للجنسية هو للتدخل أكثر في شؤون سوريا بحجة أن هؤلاء اللاجئين السوريين أصبحوا مواطنيها أيضاً، بينما كان ذلك محل استنكار من قبل أحزاب المعارضة والأطراف السياسية القومية.

مباحثات بين الأسد ولافرنتييف حول “اللاجئين” و “التواجد التركي” في سوريا

هذه التطورات جاءت بعد 24 ساعة، من لقاء جمع الرئيس السوري بشار الأسد و المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى سوريا ألكسندر لافرنتييف، حول ملف اللاجئين السوريين، إضافة إلى مسألة “التعنت التركي في الانسحاب من الأراضي السورية، وكذلك المساعدات الإنسانية عبر الحدود للمدنيين السوريين الذين يعيشون في المناطق التي تسيطر عليها التنظيمات الإرهابية، وذلك وفق قواعد السيادة والقانون الدولي الإنساني”. بحسب بيان صدر عن الرئاسة السورية.

وأبرز المبعوث الخاص أن روسيا وسوريا متمسكتان بالبعد الإنساني لملف اللاجئين السوريين وترفضان بشكل قاطع كل محاولات التسييس التي يتعرض لها.

وتقول أوساط متابعة، بأن تجاهل الحكومة السورية وحلفائها “روسيا وإيران” لما يجري في الشمال، وعمليات التتريك الممنهجة التي تقوم بها تركيا والجمعيات والمنظمات التابعة للإخوان المسلمين تهديد حقيقي وخطير لوحدة وسلامة الأراضي السورية.

 

إعداد: رشا إسماعيل