دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

أردوغان يتحدى العالم لأجل الحفاظ على طرابلس.. وتحذيرات دولية من التدخل العسكري في ليبيا

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – يتحدى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان معارضيه في الداخل ومنتقدي خططه في ليبيا في الخارج، من خلال إقرار البرلمان التركي لمشروع قرار إرسال جنود اتراك إلى ليبيا، وذلك في مغامرة جديدة يدخل فيها الرئيس التركي ولكن هذه المرة ستكون بعيدة عن بلاده آلاف الكيلومترات.

مخاوف من غرق تركيا في مستنقعات جديدة

وتخشى المعارضة التركية، ان تغرق بلادهم أكثر فأكثر في مستنقع الأزمات نتيجة التدخل العسكري في ليبيا، وأشارت إلى ان حكومة بلادهم لا تعلم كيف تخرج من المستنقع السوري، حتى “نذهب ونغص أرجلنا في مستنقع آخر، قد تحمل أنقرة أعباءً أمنية وإنسانية واقتصادية”، خصوصاً مع تحذيرات الدول الحليفة لأنقرة من التهور والتدخل العسكري في ليبيا.

يشار إلى أن البرلمان التركي أقر مشروع قانون إرسال جنود إلى ليبيا بأغلبية ساحقة، وصوّت 325 نائباً مقابل 184 لصالح مشروع القرار، وشهدت جلسة البرلمان تصويت الأحزاب المعارضة جميعها ضد القرار.

تركيا تدخل إلى ليبيا بغرض “الاحتلال”

ويقول معارضون أتراك للتدخل في ليبيا، ان حكومة بلادهم تقول انها ستتدخل في ليبيا، لتحقيق التوازن على الأرض بين طرفي الصراع، لكن الحقيقة ان هدف “حكومتنا غير ذلك، ويتمثل باحتلال ليبيا، وضرب الجيش الوطني الليبي دعماً لحكومة الوفاق”.

ونوهوا إلى أن تصريحات المسؤولين الأتراك كانت كذلك في سوريا أيضاً، مشيرين إلى أن بلادهم الآن تتواجد في عدة مدن في “هذا البلد الجار”.

أردوغان يسعى للحفاظ على طرابلس لتنفيذ اتفاقه مع السراج

ويسعى أردوغان للحفاظ على العاصمة طرابلس، لأنها القشة التي يمكنها أن يتعلق بها في سبيل تنفيذ اتفاقه مع حكومة السراج الأخير، رغم كل الانتقادات الدولية التي توجهت للحكومة التركية بعقدها هكذا اتفاق.

وكرر نائب الرئيس التركي فؤاد أوقطاي قوله، بعد مصادقة البرلمان على إرسال قوات إلى ليبيا “سنواصل حماية مصالحنا وحقوقنا في المنطقة، وسنفشل الألاعيب التي تدور في منطقتنا”، موضحاً أن كل خطوة تقوم بها الحكومة التركية في شرق المتوسط، مبنية على خطة واستراتيجية، تأتي عقب دراسة عميقة.

المعارضة التركية: مذكرة البرلمان غير دستورية

بينما اعتبر المتحدث باسم حزب الشعب الجمهوري “أونال جويك أوز”، أن المذكرة التي صادق عليها البرلمان “مخالفة للدستور التركي”، وأعلن رفض حزبه لها، بدوره قال رئيس الحزب “قليجدار أوغلو”، في وقت سابق إن نواب حزبه سيقفون ضد تمرير مذكرة إرسال قوات تركية إلى ليبيا.

وكان من المتوقع جداً ان يتم تمرير مشروع القرار في البرلمان التركي، كون حزب العدالة والتنمية له الأكثرية في البرلمان، فضلاً عن تواجد نواب من حزب الحركة القومية الموالية “للعدالة والتنمية” الحاكم، وبذلك فإن اصوات المعارضة (الأقلية) لم تكن لتفعل شيئاً حيال الأكثرية الذين صوتوا على قبول مشروع القرار.

نموذج سوريا أو تجربة اليونان.. ودعوات للعرب بالتحرك

وتقول أوساط سياسية، أن الرئيس التركي يلوح باستنساخ تجربة قبرص التركية الانفصالية في ليبيا، أو تطبيق النموذج السوري (تقاسم السيطرة).

بينما يشدد ليبيون أن التدخل التركي في بلادهم “سيوحد  الجماهير” ويرفعون السلاح في وجهه، مشيرين إلى أن على الدول العربية التحرك لمواجهة الأمر وإلا فإن الحرب لن تتوقف عند حدود ليبيا، فالدول العربية والمجاورة كلها معنية بذلك.

ونددت كل من مصر واليونان والولايات المتحدة وغيرها بإقرار البرلمان التركي على مشروع القانون لإرسال جنود أتراك إلى ليبيا، الأمر الذي اعتبروه خطراً جداً، وقالت مصر أن التدخل التركي في ليبيا يهدد “أمن البحر المتوسط”، بينما حذرت الولايات المتحدة تركيا من تنفيذ الخطوة والتدخل عسكرياً في ليبيا.

وبدوره قال العقيد خالد المحجوب مدير إدارة التوجيه المعنوي في “الوطني الليبي” إن “القوات التركية لن تغير شيئا في المعركة. نحن على أعتاب طرابلس وسنكثّف من غاراتنا على أيّ مطارات تستقبل هذه القوات”.

وتخشى أوساط سياسية من أن يؤدي التدخل التركي في ليبيا إلى فتح الباب على صراعات طويلة الأمد في المنطقة، وأزمات جديدة، واستغلال الجماعات المتطرفة للأوضاع الراهنة والعودة إلى البلدان العربية من جديد وضربها.

 

إعداد: ربى نجار