أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – بعد أن أجبرته روسيا على تقديم تنازلات كبيرة في ملف إدلب ووقف عمليته العسكرية في المحافظة ضد القوات الحكومية السورية، يبدو أن الرئيس التركي يعتزم الحصول على مكاسب مالية من خلال تقاسم النفط السوري بينه وبين موسكو، والتي قال انه ستصب في إطار “إعادة الإعمار في سوريا المدمرة”.
ويقصد الرئيس التركي بالنفط السوري، أي تلك الحقول الغنية بالنفط في محافظة دير الزور، التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية، بعد تحريرها من تنظيم داعش الإرهابي، الذي بدوره جنى من بيع النفط إلى تركيا (باعتراف روسيا) مليارات الدولارات، التي كانت أحد أهم أسباب قوة داعش عسكرياً واقتصادياً.
بعد إدلب.. أردوغان يريد النفط
وأدرك الرئيس التركي أنه هزم في إدلب، خصوصاً بعد أن وقع اتفاقاً مع بوتين ينص على دخول القوات الروسية إلى عمق المحافظة وفتح الطريق الدولي إم-4، وتسيير دوريات مشتركة على هذا الطريق بالاشتراك مع القوات التركية.
ولم يخفي أردوغان نواياه اتجاه النفط السوري، حيث قال إنه طلب من بوتين التشارك في إدارة حقول النفط في دير الزور، بدلاً من قسد.
هذا الحديث الذي اعتبره المتابعون للشأن السوري أنه “يكشف حقيقة الدور التركي في سوريا على أنه احتلال، ويبحث وضع يده على النفط ليمول الجزء الأكبر من مخطط إقامة المنطقة الآمنة في شمال وشرق سوريا، في مدينتي رأس العين وتل أبيض التي سيطرت تركيا عليهما العام الماضي”.
النفط في محادثات تركيا مع أوروبا
ويبدو أن هذا الملف سيكون حاضراً أثناء اجتماع المسؤولين الأتراك مع القادة والمسؤولين الأوروبيين، وذلك في سبيل حصول أنقرة على دعم غربي لتنفيذ هذه الخطط في شرق سوريا، بما أن الاتحاد الأوروبي رفض مسبقاً منح تركيا دعماً مالياً لإنشاء منطقة آمنة في شمال سوريا لإعادة السوريين في تركيا إليها.
ولدى أنقرة الكثير من أوراق الضغط التي قد ترضخ أوروبا لها في هذا المطلب، وتوافق على إدارة تركية لحقول النفط في دير الزور، ومن أورواق أنقرة الضاغطة على أوروبا “ملف اللاجئين ومحتجزي داعش الأوروبيين لدى تركيا”.
روسيا لن تقبل
وشكك محللين روس، أن يقبل الرئيس الروسي بهذه الاقتراحات، كون ذلك يعتبر “سرقة لأموال وموارد سورية”، وروسيا ترى لنفسها أفضيلة الاتفاق مع قسد على إدارة حقول النفط ودعم العماد الاقتصادي السوري ضد العقوبات الغربية، من خلال اتفاق سياسي مع الإدارة الذاتية يتم بموجبه تقاسم موارد النفط المالية.
السعي وراء ضوء أخضر أمريكي
كذلك تحدث الرئيس التركي عن إمكانية طرح هذا المشروع على الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، التي تتواجد قوات بلاده في تلك المناطق النفطية، والذي قال سابقاً أن سكان المنطقة وقوات قسد هم الأحق بالحصول على موارد النفط، كونهم دافعوا عنها وحرروها من تنظيم داعش الإرهابي.
وحتى الولايات المتحدة ليس بوارد أن تقبل (بحسب مراقبين)، على الاقتراح التركي، كون ذلك سيعني دخول روسيا إلى هذه المناطق، وتقاسم السيطرة مع الولايات المتحدة، وهذا ما ترفضه واشنطن. خصوصاً وأن انسحابها الأخير من المناطق الشمالية أدى لدخول روسيا والقوات الحكومية إليها، الأمر الذي ندمت عليه إدارة ترامب وإفساحهم الطريق أمام تركيا وروسيا والحكومة السورية للدخول إلى شمال وشرق البلاد.
وسبق أن أبدى ترامب رغبته في استثمار النفط السوري من خلال شركات أمريكية، وقال حينها “ما أعتزم القيام به ربما يكون عقد صفقة مع شركة إكسون موبيل أو إحدى أكبر شركاتنا للذهاب إلى هناك والقيام بذلك بالشكل الملائم”.
يشار إلى أن شركة “أويل براس الأمريكية” قد نشرت تقريراً سابقاً لها عن احتياطي النفط السوري، والذي قالت انه “يشكل نحو ملياري برميل، ويتركز في الجزء الأكبر منه في محافظة دير الزور يليها الحسكة”.
إعداد: علي إبراهيم