دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

أحد فصول الرعب انتهى بسيناريو مكرر.. فهل “داعش” إلى زوال أم ذلك بعيد المنال

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – نهاية مسيرة رعب جديدة أغلقت أحد فصولها مع مقتل زعيم تنظيم داعش الارهابي أبو إبراهيم الهاشمي القرشي جراء عملية للقوات الخاصة الأمريكية تشابه إلى حد كبير بالجغرافية والتفاصيل ما حدث منذ أكثر من عامين وتحديدا في 27 تشرين الأول / أكتوبر عام 2019، عندما قتل الزعيم الشهير لداعش أبو بكر البغدادي بالقرب من الحدود التركية شمال محافظة إدلب.

إعلان النصر والتصفيات لم تنتهي

نشوة الفخر والنصر والوعيد كانت أبرز ما تضمنه البيان الصادر عن الرئيس الأميركي، جو بايدن، اليوم الخميس، مع الاعلان عن مقتل زعيم تنظيم داعش أبو ابراهيم الهاشمي القريشي، إثر غارة أمريكية في سوريا، حيث قال: “في الليلة الماضية، وتحت إشرافي، نجحت القوات العسكرية الأميركية في شمال غرب سوريا من تنفيذ عملية لمكافحة الإرهاب لحماية الشعب الأميركي وحلفائنا، وجعل العالم مكانا أكثر أمانا”، مضيفاً: “وبفضل مهارة وشجاعة قواتنا المسلحة، تمكنا من القضاء على زعيم داعش”، كما أكد الرئيس الأميركي أن الولايات المتحدة قادرة على القيام بكافة الإجراءات لتصفية قادة التنظيمات الإرهابية، مشيرا أن زعيم داعش فجر نفسه وقتل عائلته “هربا من مواجهة العدالة”.

بدوره قال الأمين العام للإنتربول، يورغن شتوك، أن مقتل زعيم تنظيم داعش  “لحظة مهمة أخرى” في الحرب ضد الإرهاب، مشددا في تغريدة على أن “الهجمات الأخيرة في إفريقيا تسلط الضوء على التهديد المستمر الذي يمثله داعش”، متعهداً بمواصلة العمل مع التحالف الدولي والدول الأعضاء من أجل محاربة التنظيم والتصدي لجميع التهديدات الإرهابية.

هل انتهى كل شيء مع مقتل “القرشي”

ولكن هل مقتل “القرشي” يعتبر ضربة قاصمة لتنظيم داعش الارهابي قد تؤدي إلى بداية ضعفه وتقهقره في سوريا والعراق وبالتالي نهاية الفكر التكفيري إلى الأبد أم أن هذه التنظيمات الارهابية لا تتأثر بشكل حقيقي بفقدان قياداتها، الأمر الذي بدا بارزا بشكل كبير سابقاً مع مقتل عدد كبير من زعماء وقيادات القاعدة بعدد من دول العالم ولكن دون تأثير يذكر، وهو ما يعني أن مقتل القرشي زعيم تنظيم داعش الارهابي قد لا يؤثر بشكل سلبي على قدرات التنظيم، لاسيما أن أبو ابراهيم القرشي لم يكن شخصية فعالة بشكل حقيقي كما هو الحال مع القيادات السابقة ومنها أبو مصعب الزرقاوي أو أبو بكر البغدادي، كما أن “داعش” يسير وفقًا لما يعرف باستراتيجية مركزية القيادة لا مركزية التنفيذ، ما يحقق قوة الفروع.

وبالحديث عن الأهداف الرئيسية المتوقعة من عملية مقتل “القرشي”، والتي قد تسعى إلى تفريغ المناطق السورية الخاضعة لسيطرة القوات التركية والواقعة تحت سلطة “هيئة تحرير الشام / جبهة النصرة” من الجماعات التكفيرية والإرهابية وقياداتها المعارضة لفكر مع “تحرير الشام” وبالتالي إعادة تأهيل وتمكين أبو محمد الجولاني زعيم “تحرير الشام” بهدف تقديمه كمعارض سياسي معتدل، كما أن عملية مقتل زعيم داعش من المرجح أنها جاءت بسبب الهجوم الأخير على سجن “غويران” بالحسكة التي كشفت عن تخطيط التنظيم وتحركاته الهادفة لاستعادة قوته ونفوذه من جديد، الامر الذي دفع التحالف الدولي للتحرك من أجل القضاء على هذه المساعي عن طريق إقصاء زعيم تنظيم داعش والتهديد بالمزيد.

اغتيال قادة “داعش” ليس كافياً

ويرى مراقبون، أن عمليات الاغتيال التي استهدفت قادة تنظيم داعش وتفككه وانهيار دولته في سوريا والعراق لا يعني نهائيًا سقوط مشروعه وذلك لأن هذه الجماعات والتنظيمات قد تتعرض للانشقاق والتفكك لكن تظل روافدها باقية طالما أن فكرتها متماسكة وقادرة على الاستمرار والاستنساخ والتمدد فكريًا وتنظيميًا، إذا فان  كتابة السطور الأخيرة في الحرب ضد “داعش” تحتاج إلى المزيد من الخطوات والتدابير التنفيذية على أرض الواقع، مع ضرورة إعادة صوغ وبناء المجتمعات المعرضة للتأثير فكريًا وعسكريًا وأمنيًا يهدف لكسر تغلغل التنظيم التكفيري ومحاصرة مخاطره.

وفيما يتعلق بالهيكلية الجديدة التي سيعلن عنها تنظيم داعش بعد مقتل زعيمه “القرشي”، من المرجح أن يتولى قيادة التنظيم  جمعة عواد البدري وهو رئيس مجلس الشورى العام وشقيق أبو بكر البغدادي، الزعيم السابق للتنظيم بعد القاء القبض على سامي جاسم الجبوري من قبل القوات العراقية في تشرين الأول / أكتوبر عام 2021.