أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – شهدت سوريا وتركيا خلال شهر شباط/فبراير الماضي آلاف الزلازل والهزات الأرضية والارتدادية، وقعت جميعها بعد زلزالين عنيفين بلغت شدتهما 7.8 و 7.6، وما كان بين هاذين الزلزالين سوى أقل من 12 ساعة، وعلى عمق أقل من 15 كيلومتر، ما تسبب بفقدان عشرات الآلاف لحياتهم وإصابة الآلاف الأخرين مع دمار هائل في المباني.
الزلازل والهزات إلى متى .. وهذه أحد أسباب وقوعها ؟
خبراء الجولوجيا أكدوا أن الزلزال الكبير حدث نتيجة تصادم الصفيحة العربية بصفيحة الأناضول، حيث لاتزال الصفيحة العربية تدفع بالصفيحة التركية نحو الشمال، مؤكدين أن الهزات والزلازل التي دفعت بصفيحة الأناضول أمتاراً نحو الغرب قد تستمر لأسابيع مقبلة وربما لأشهر ويمكن بقاءها لنهاية العام الجاري، حتى تتمكن الصفائح من العودة إلى طبيعتها وتخرج كل الطاقة المخزنة ضمن الطبقات الجيولوجية.
العديد من الخبراء ألقوا اللوم أيضاً على السدود الكبيرة التي أنشأتها تركيا خلال السنوات الماضية، وتخزينها بكميات كبيرة جداً من المياه وصلت لحد الطاقة القصوى، وهو ما أسفر لتسرب المياه إلى الطبقات الجوفية السفلى من الأرض وتحركها، مشددين على ضرورة تحرك حكومات الدول المجاورة لتركيا كسوريا والعراق للضغط على الحكومة في أنقرة لإفراغ بعض السدود وخفض الضغط عليها.
زلزال اسطنبول “القادم”
زلزالي كهرمان مرعش والزلازل الذي أعقبته والتي ضربت إحداها منطقة هاتاي بقوة 6 درجات، ايقظت مخاوف من تعرض مناطق أخرى في تركيا للزلازل الكبيرة ومنها اسطنبول التي يعيش فيها أكثر من 14 مليون إنسان، مشيرين إلى أن زلزالي كهرمان مرعش لن يكون إلا نقطة ببحر هذا الزلزال الكبير المفترض حدوثه خلال السنوات القادمة.
وبالعودة إلى سوريا، أصدر المركز الوطني للزلازل تقريراً وصف “بالمفزع” لعدد الهزات الأرضية التي ضربت البلاد خلال شهر شباط/فبراير الماضي، حيث تحدث المركز عن نحو 4 آلاف هزة. وهو رقم وصفه خبراء ووسائل إعلامية “بالمفزع”.
سوريا.. نحو 4 آلاف هزة خلال شهر
وبحسب حصيلة المركز فإن أكثر من 3867 هزة وقعت على النحو التالي :
– الهزات بقوة 2-3 درجات بلغت 1943
– الهزات بقوة 3-4 درجات بلغت 1502
– الهزات بقوة 4-5 درجات بلغت 378
– الهزات بقوة ما بين 5-6 درجات بلغت 33
– الهزات التي بلغت قوتها أكثر من 6 درجات 4
– زلزال بقوة 7.5 درجة
– الزلزال الرئيسي المدمر بقوة 7.8 درجة
– المتبقي كلها أقل من درجتين على مقياس ريختر
ووفق المركز الوطني للزلزال، فمجموع الأحداث الزلزالية خلال 36 يوما منذ بداية عام 2023 وحتى حدوث الزلزال الكبير، فبلغ فقط 34 هزة، أقصاها بلغت قوته 4.7 درجة، وأشار المركز إلى استمرار الهزات والزلازل منذ وقوع الزلزال الكبير.
وبعد الزلزالين الكبيرين في السادس من شباط/فبراير، فإن أي هزة أرضية مهما كانت ضعيفة فإنها تحدث فزعاً كبيراً لدى عموم الناس، خاصة مع المشاهد القاسية للعالقين تحت الأنقاض وقصصهم ومشاهد انهيار المباني الشاهقة والدمار الذي لحق بـ10 ولايات تركية و4 محافظات سورية واعتبار هذه المناطق “مناطق منكوبة”.
المركز الوطني للزلازل في سوريا كشف أيضاً عن تسجيل عشرات الهزات الارتدادية القوية نسبياً والتي تصل إلى 5 و 6 درجات وما فوق، والتي من الممكن أن تحدث بعض الأضرار وانهيار للمباني المتصدعة جراء الزلزالين القويين الرئيسيين، بينما تطرح هذه الحالة الجيولوجية غير المسبوقة في التاريخ الحديث؛ التساؤلات عن ماهية هذه الهزات ولماذا تستمر بهذه الطريقة وهل سيكون هناك زلازل أكبر في المستقبل القريب. وهو سؤال لا يمكن حتى للخبراء والعلماء الإجابة عليه حيث أن الزلازل لا يمكن التنبؤ بها على الإطلاق.
“أرقام مفزعة”.. هذا ما خلفه الزلزال في تركيا وسوريا
وبعد أن قيّمت الأضرار المادية الناجمة عن الزلازل التي وقعت في تركيا والتي بلغت أكثر من 34.2 مليار دولار، أصدر البنك الدولي تقييمه للأضرار الناجمة عن هذه الكارثة في سوريا، وفي بيان له الجمعة، قال البنك الدولي، إن الزلازل التي ضربت سوريا تسببت بأضرار مباشرة تقدر بنحو 5.1 مليار دولار، وفاقمت الدمار في بلد أنهكته سنوات من الحرب.
وذكر البنك في بيان أن القيمة الحالية للمباني والبنية التحتية التي لحقتها أضرار أو دمار تقدر بنحو 10 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي لسوريا، بعدما نشر ما وصفه بأنه تقدير شامل وسريع في الوقت نفسه للأضرار، وأوضح أن “من بين المباني المتضررة مواقع للتراث الثقافي في مناطق تاريخية من سوريا”.
حلب الأكثر تضرراً
وذكر البنك أن محافظة حلب هي أشد المحافظات تضرراً، إذ سجلت 45 بالمئة من إجمالي الأضرار التقديرية الناجمة عن الزلازل، تلتها إدلب بنسبة 37 بالمئة من الأضرار، ثم محافظة اللاذقية الساحلية بنسبة 11 بالمئة، وأوضح أن التقدير لا يتضمن الآثار والخسائر الاقتصادية التي لحقت بالاقتصاد السوري على النطاق الأوسع.
وبعد كارثة الزلزال تلقى الاقتصاد السوري ضربات جديدة مع مزيد من الانهيار بسعر صرف الليرة السورية التي تقارب الـ7500 ليرة لكل دولار أمريكي واحد لأول مرة في تاريخ البلاد، وهو ما أدى لزيادة مجنونة بالأسعار ومفاقمة معاناة السوريين.
إعداد: ربى نجار