دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

وسط غموض يلف مستقبل إدلب.. مساعي غربية لاحتواء التصعيد العسكري بين روسيا وتركيا في شمال غرب سوريا

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – تسعى الدول الغربية إلى عقد قمة رباعية للأطراف الرئيسية المتدخلة في الأزمة السورية، لوقف التصعيد العسكري غير المسبوق في المحافظة، خاصة بعد تحوله لاشتباك مباشر بين القوات الحكومية السورية والتركية ودخول روسيا على الخط الساخن ودعم الحكومة ضد أنقرة.

تركيا تتفاجئ بالموقف الروسي.. ومبادرة لوقف التصعيد

وتفاجأت أنقرة بالموقف الروسي “غير المتوقع” حسب محللين سياسيين أتراك، الأمر الذي دفع بها للاستنجاد بالناتو والولايات المتحدة، اللتان تفكران أيضاً قبل الإقدام بأي خطوة عسكرية قد تأزم الأوضاع أكثر وتحول الأمور لحرب دول.

وبعد مبادرة من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ومعه المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، تحدث الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن عقد قمة رباعية حول سوريا، ملفها الرئيس “وقف التصعيد في إدلب”، وتم دعوة روسيا إليها، وبحسب ما أعلن عنه الرئيس التركي فإن القمة ستعقد في الـ5 من الشهر القادم.

مساعي دبلوماسية.. ومطالب مختلفة

وكشفت الأوضاع الأخيرة في إدلب، عن شرخ كبير وتناقض أكبر في المصالح والمواقف على الأرض بين تركيا وروسيا، بالتزامن مع حرص الطرفين على عدم تطور الأمور إلى العسكرة وانجبارهما على الدخول في معركة لا يحمد عقباها، والسعي بشكل أكبر إلى اللجوء لمقررات مؤتمر سوتشي لحل المعضلة الإدلبية.

وبالرغم من التوتر الكبير الحاصل بين الطرفين إلا أن المساعي الدبلوماسية لم تتوقف، حيث حاول الطرفان التوصل إلى اتفاق يرضي كلا الطرفين، وذلك من خلال 3 جولات من المباحثات الثنائية على مستوى وفود دبلوماسية وعسكرية رفيعة، انتهت كلها بالفشل في تحقيق أي تقدم يغيّر مواقف الطرفين.

وتطالب روسيا (التي تتهم تركيا بعدم الالتزام بتنفيذ مقررات سوتشي) بإخراج فصائل المعارضة من إدلب وإنشاء منطقة آمنة خالية من السلاح والمسلحين، إضافة إلى حل هيئة تحرير الشام/جبهة النصرة والمجموعات المرتبطة بها، والتي تعتبرها روسيا “إرهابية”.

بينما تشدد تركيا على أن الحكومة السورية بدعم روسي هم من كانوا وراء إفشال مقررات مؤتمر سوتشي من خلال استمرار هجماتهم العسكرية على “خفض التصعيد”، إضافة إلى مطالبة الحكومة السورية بحسب قواتها من كل المناطق التي سيطرت عليها خلال الفترة السابقة، وإلا فإنها ستقوم بعملية عسكرية لإخراجها من المنطقة.

رسائل متبادلة

الموقف الروسي كان واضحاً من خلال الدخول في المعارك ضد القوات التركية والفصائل الموالية لها، حيث أن تحرك موسكو المساند للحكومة السورية أرسل رسالة واضحة لأنقرة مفادها، أن روسيا لن تقبل بأي خرق للإنجازات التي تحققت خلال الفترة الماضية.

بالمقابل فإن الرسائل التركية إلى روسيا من خلال التحشيد العسكري غير المسبوق في إدلب والآلاف من الشاحنات والمعدات العسكرية وأكثر من 7 آلاف جندي، واضحة جداً لموسكو، ويبدو أنها تدل على ان تركيا عازمة على عدم منح دمشق وموسكو فوز سريع لهما في إدلب، وأن كان الثمن نهاية العلاقات الروسية التركية في سوريا.

مخاوف تركية

ويربط مراقبون الخطوات التركية التصعيدية وسعيها للحفاظ على ماتبقى من “خفض التصعيد” لعدم تفكير روسيا بالهجوم على المناطق الأخرى التي تسيطر عليها أنقرة وفصائلها السورية كمناطق “درع الفرات وغصن الزيتون ونبع السلام”، وقطع الطريق أمامها لأي هجوم مستقبلي على تلك المناطق التي ترى فيها تركيا أنها البوابة للمشاركة في الحل السياسي ومستقبل سوريا.

وبين كل هذه التوترات يطرح متابعون للشأن السوري سؤالاً يشغل بال الكثيرين، هل ستتحول الأحداث في إدلب إلى حرب دول، وهل ستتدخل الدول الغربية لمساندة الحليف في الناتو (تركيا) إذا تعرضت لهجوم، حسب البند الخامس من ميثاق حلف شمال الأطلسي، أم الطرفان الرئيسيان سيقومان كالمرات السابقة بتلافي كل المشاكل والتوترات والاتفاق على خطوات وصفقات جديدة تنهي التصعيد العسكري في شمال غرب سوريا.

إعداد: علي إبراهيم