أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – تعيش سوريا حالة يمكن وصفها “بالنادرة” هذه الأيام، وذلك في ظل ما تعيشه مناطق البلاد من صراعات مختلفة، بدءاً من الصراع المستمر على السلطة والمتواصل منذ 12 عاماً، و النزاع الإسرائيلي الأمريكي الإيراني، ومحاربة التنظيمات الإرهابية، والحرب الدائرة في منطقة “خفض التصعيد”، والهجمات التركية على الشمال الشرقي، وأحدث هذه الصراعات ما نتج عن الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، والهجمات التي تتعرض لها قواعد التحالف الدولي شرق وشمال شرق البلاد.
قواعد التحالف تحت النار.. 13 هجوم خلال أسبوع
ومنذ بداية الحرب بين إسرائيل وحركة حماس، هددت فصائل وجهات مسلحة موالية لإيران وأخرى تابعة لحزب الله اللبناني، باستهداف قواعد التحالف في سوريا، وذلك بسبب أن دول هذا التحالف أعلنت عن دعمها لإسرائيل في الحرب على قطاع غزة، وخلال الأيام الماضية تعرضت قواعد التحالف في شرق وشمال شرق سوريا والعراق لعمليات استهداف عدة نم قبل مجموعات تطلق على نفسها “المقاومة العراقية” و “المقاومة اللبنانية” وغيرها.
وفي بيان لوزارة الدفاع الأمريكية “البنتاغون”، كشفت أن قواتها العاملة في سوريا والعراق تعرضت قواعدهم لأكثر من 13 هجوم خلال الأسبوع الماضي، وذلك عبر الصواريخ والمسيرات.
وفي التفاصيل، أوضح المتحدث باسم “البنتاغون” العميد باتريك رايدر، إن 10 هجمات استهدفت القوات الأميركية في العراق، و3 استهدفتها في سوريا.
“استراتيجية أمريكية” لحماية قواعدها وقواتها
ونقلت رويترز عن مسؤولان أمريكيان، بأن واشنطن تتخذ خطوات جديدة لحماية قواتها وقواعدها ومصالحها في الشرق الأوسط، مع تزايد المخاوف من شن هجمات ضدها من قبل مجموعات مدعومة من إيران، فيما أكدت المصادر أن الباب مفتوح أمام إجلاء عوائل العسكريين المتواجدين في المنطقة.
الولايات المتحدة الأمريكية كشفت عن “استراتيجية” في الرد على عمليات استهداف القواعد والقوات العسكرية في سوريا، وشدد البيت الأبيض في بيان، أن واشنطن مستعدة لشن هجمات جديدة دون أي تردد.
وخلال مؤتمر صحفي، قال المتحدث باسم البيت الأبيض، “إن الولايات المتحدة تقوم بتقييم عواقب الضربات التي تنفذها على أهداف معادية في سوريا”، مضيفا: “وهي مستعدة لشن هجمات جديدة دون تردد”.
بايدن يأمر بتوجيه ضربات ضد أهداف إيرانية في سوريا
وفي وقت سابق من الجمعة، أفادت وزارة الدفاع الأمريكية بأن الرئيس جو بايدن أمر بتوجيه ضربات إلى منشآت تابعة لإيران في سوريا، “ردا على سلسلة من الهجمات” استهدفت القوات المسلحة الأمريكية”.
وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن، إن القوات الأمريكية نفذت ضربات ضد منشآت شرق سوريا ردا على الهجمات الإيرانية ضد أفراد ومنشآت أمريكية في العراق وسوريا، وهدفها تحقيق الردع، وأضاف أن “الثوري الإيراني” نفذ سلسلة من الهجمات ضد أفراد منشآت أمريكية في سوريا والعراق باستخدام أنظمة جوية مسيرة ونيران غير مباشرة.
ويبدو أن التهديدات الأمريكية الجديدة لم تصغي إليها القوات والمجموعات المسلحة الموالية لإيران، حيث أكدت مجموعة تطلق على نفسها “المقاومة الإسلامية”، قصف قاعدة أمريكية بطائرتين مسيرتين في منطقة التنف، وذلك بعد تهديدات الرئيس الأمريكي باتخاذ مزيد من الأفعال الرد الحازمة جراء الهجمات.
من جانبه قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن “الميليشيات الموالية لإيران شنت مساء الجمعة، هجمات جديدة على قواعد التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في شرقى وشمال شرقى سوريا”، وأوضح أن دوي انفجار ضخم سمع في القاعدة الأميركية المعروفة باسم القرية الخضراء في ريف دير الزور الشرقي مبينة أنه لم ترد أي معلومات عن إصابات محتملة.
وقال المرصد أيضا إن دوي انفجارات قوية سمعت في قاعدة التحالف في منطقة خراب الجير بريف المالكية معربا عن اعتقاده بأن المجموعات المسلحة الموالية لإيران كانت وراءه، وكانت الأخيرة أعلنت بالفعل مسؤوليتها عن هجوم بصاروخين في تلك المناطق يوم الأربعاء الماضي.
وفي سياق بيان البيت الأبيض أيضاً، كشف المتحدث جون كيربي، أن الضربات الأميركية التي نفذت الخميس في سوريا استهدفت مخزونات ذخيرة مرتبطة “بالحرس الثوري الإيراني”، معتبراً أن هذه العملية سيكون لها تأثير “كبير” على القدرات الهجومية للمجموعات القريبة من طهران في المنطقة.
وأضاف “الهدف الرئيسي كان تعطيل” القدرات العملياتية للحرس الثوري الإيراني ومجموعات موالية لطهران تابعة له “وكذلك الردع، لتجنب هجمات مستقبلية”.
إيران تنفي علاقتها باستهداف القوات الأمريكية
وفي وقت تتهم فيه واشنطن، طهران، بمساندة ودعم الهجمات التي تشن على قوات التحالف، نفى وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان ذلك، وقال إن “الجماعات التي تهاجم القوات الأمريكية في سوريا والعراق تتصرف بشكل مستقل، ولم تتلق توجيهات من طهران”.
يشار إلى أن الضربات الأمريكية التي نفذت يوم الخميس الماضي، هي الأولى ضد المصالح الإيرانية منذ آذار/مارس الماضي، التي تأتي في إطار حماية القوات والأفراد والقواعد الأمريكية في سوريا، وفقاً لبيان صدر عن وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاغون”.
إعداد: علي إبراهيم