أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – صعدت تركيا من مستوى تهديداتها للشمال الشرقي في سوريا بعد اتهام قوات سوريا الديمقراطية بالوقوف وراء انفجار اسطنبول الذي وقع يوم الأحد الماضي، وتضاربت الروايات التركية حول جنسيات المنفذين من أنها سورية وفيما بعد شككت وسائل إعلامية تركية في الروايات الرسمية، مع تخبطات أخرى حول مكان التخطيط وقدوم المنفذين في البداية مدينة عين العرب/كوباني وبعدها أصبحت منبج.
كوباني ومنبج على الرادار التركي مجدداً
ومنذ أشهر حينما كانت تركيا تريد القيام بعملية عسكرية في شمال سوريا كانت دائماً ما تذكر “منبج و تل رفعت وكوباني” وبعد رفض مساعي أنقرة من قبل القوى الرئيسية المتدخلة في الصراع السوري والانفجار الذي حدث في اسطنبول، عاودت أنقرة الحديث عن أهداف في سوريا وذكرت كوباني ومنبج.
ويبدو أن التحالف الحاكم في تركيا (العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية) مصران على تنفيذ العملية العسكرية في شمال سوريا لاتخاذها كدعاية انتخابية بعد أن أصبحت الذريعة موجودة، وباتت خطوط التماس تتمركز فيها “هيئة تحرير الشام/جبهة النصرة” و “حراس الدين” و “أحرار الشام” هذه الأطراف المصنفة على قوائم الإرهاب، والتي شدد محللون سياسيون سابقاً على أن نقل الشمال السوري لسيطرتهم هو لإشراكهم في أي حرب جديدة ضد قسد.
قسد نفت أي صلة لها بالانفجار.. وأردوغان سعى لموافقة دولية للحرب
وتنفي قوات سوريا الديمقراطية أي صلة لها بانفجار اسطنبول، وقالت أن الروايات التركية عارية عن الصحة تماماً، بينما شبه “الرئيس المشترك لمسد رياض درار” الروايات التركية حول التفجير “بالفيلم الدرامي الفاشل”.
الرئيس التركي حمل ملف انفجار اسطنبول معه إلى اجتماعات قمة اندونيسيا في اليوم ذاته الذي وقع فيه التفجير، وجاءت المعلومات أنه تباحث مع قادة العالم والرئيس الأمريكي جو بايدن شن عملية عسكرية في شمال سوريا كرد على هذا الانفجار الذي اتهم به قسد ومن ضمنها وحدات حماية الشعب الكردية.
واشنطن تطالب رعاياها عدم السفر للشمال السوري.. فهل هو موافقة ؟
ورغم أنه لا معلومات عن مواقف هذه الأطراف الدولية من العملية العسكرية التركية في سوريا، إلا أن وزارة الخارجية الأمريكية دعت مواطنيها لعدم السفر إلى شمال سوريا وشمال العراق، بسبب “عمل عسكري تركي وشيك خلال أيام”. ما اعتبره البعض امكانية نيل أنقرة “للضوء الأخضر الأمريكي لشن هجوم ولكن قد يكون محدوداً وبمناطق محددة دون أن يتمدد ليكون واسع النطاق”.
وأوصت الخارجية الأمريكية مواطنيها بعدم السفر إلى شمال سوريا في ظل عمل عسكري محتمل من جانب تركيا هناك، قد يبدأ في غضون أيام، وجاء في بيان القنصلية في أربيل العراقية، أن واشنطن تراقب تقارير موثوقة ومفتوحة المصدر عن عمل عسكري تركي محتمل في شمال سوريا وشمال العراق في الأيام المقبلة.
وأفادت بأن حكومة الولايات المتحدة تواصل تقديم النصيحة لمواطنيها لتجنب هذه المناطق.
ودعت إلى تجنب المناطق الحدودية، وتوخي الحذر إذا كانت تجمعات أو احتجاجات كبيرة، ومراقبة وسائل الإعلام المحلية للحصول على التحديثات، وأشارت إلى أن إرشادات السفر الصادرة عن وزارة الخارجية بخصوص العراق لم تتغير ولا تزال عند المستوى 4، وتنص الإرشادات على تجنب السفر بسبب الإرهاب، والاختطاف، والصراع المسلح، والاضطرابات المدنية، والقدرة المحدودة لبعثة العراق على تقديم الدعم لمواطني الولايات المتحدة.
يشار إلى أن القوات التركية تنفذ منذ 7 أشهر عمليات عسكرية في إقليم كردستان العراق تستهدف “حزب العمال الكردستاني”.
أنقرة: عملياتنا في سوريا لن تتوقف
وبالعودة للشق السوري، شدد وزير الخارجية التركي مولود تشاويش أوغلو أكد في تصريحات إعلامية استمرار عمليات بلاده في سوريا والعراق، مشيراً إلى أنها لن تتوقف.
وأضاف “ستستمر ضربات قواتنا وعملياتنا الخاصة التي تنفذها القوات المسلحة وأجهزة الاستخبارات ضد قيادات حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب في شرق سوريا وشمال العراق”.
وكانت رويترز نقلت عن “مسؤول تركي كبير” لم تذكر أسمه قبل أيام، أن تركيا عازمة على ملاحقة أهداف في شمال سوريا بعد الانتهاء من العملية العسكرية في شمال العراق.
تصعيد مع قرب جولة جديدة من آستانا
وتتزامن التهديدات التركية وتصعيدها العسكري على الأرض على مناطق حدودية في الشمال الشرقي من سوريا، مع قرب انعقاد جولة جديدة من مسار آستانا في الـ22 و الـ23 من الشهر الجاري، والذي سيناقش بحسب روسيا “الأوضاع على الأرض في سوريا وتثبيت وقف إطلاق النار وتطبيق القرار الأممي 2254 بشأن الحل السياسي”.
فرضية قيام الاستخبارات التركية بانفجار اسطنبول واردة
ولا تستبعد أوساط سياسية بأن انفجار اسطنبول هو انفجار مفتعل من قبل الاستخبارات التركية، وذلك لاتخاذه ذريعة لشن هجوم جديد على الأراضي السورية، إضافة لترجيحات بأن يكون الانفجار نتيجة الخلافات والصراعات السياسية بين الأطراف التركية نفسها وهدفها تعكير الأجواء قبل الانتخابات الرئاسية.
وكان وزير الخارجية في الحكومة السورية، فيصل المقداد، وخلال إدانته لانفجار اسطنبول، دعا أنقرة لعدم القيام بأي عمل عسكري على الأراضي السورية من خلال التذرع بانفجار اسطنبول، وتحدث أن أي إجراء عسكري قد يضر مساعي تطبيع العلاقات بين الطرفين.
إعداد: ربى نجار