هل ستزيد سوريا الضغط على القوات الأمريكية؟

لإيران مصلحة في إثارة التوترات مع الولايات المتحدة في سوريا، لتشجيع النظام السوري على مواجهة الأمريكيين.

أفادت وسائل إعلام موالية لإيران أن النظام السوري يزعم أن قواته في شرق سوريا منعت القوات الأمريكية من عبور منطقة حساسة ومهمة في شمال شرق سوريا بالقرب من تل تمر.

الادعاء بأن النظام السوري حاول مضايقة الجنود الأمريكيين أو إقامة نقطة لـ “تفتيش” المركبات هو جزء من محاولة أكبر من قبل النظام السوري للتطبيع مع الدول العربية ومواجهة القوات الأخرى في سوريا.

لإيران مصلحة في إثارة التوترات مع الولايات المتحدة في سوريا، لتشجيع النظام السوري على مواجهة الأمريكيين.

الإجراءات الإيرانية ضد الولايات المتحدة في سوريا

لأكثر من عقد، سوريا كانت منقسمة بسبب الحرب الأهلية. اليوم، تم هزيمة معظم الجماعات المتمردة المستقلة. في شمال غرب سوريا، تسيطر جماعة تحرير الشام المتطرفة على أجزاء من إدلب وعفرين، وبدعم تركي. وتسيطر جماعة أخرى مدعومة من تركيا تسمى الجيش الوطني السوري على أجزاء من عفرين ومناطق حول جرابلس وسري كانيه. كانت بعض هذه المناطق موطنًا للأقلية الكردية قبل الغزو التركي لها في 2018 و 2019.

في شرق سوريا، تسيطر قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة على منطقة كبيرة ذات كثافة سكانية منخفضة بشكل عام. على طول الحدود مع تركيا، هناك عنصر سيطرة مختلطة لقوات سوريا الديمقراطية والنظام السوري وروسيا.

عندما غزت تركيا خريف عام 2019 وأمرت إدارة ترامب القوات الأمريكية بالانسحاب من مناطق مثل كوباني، ملأ الروس والنظام الفراغ الذي تركته القوات الأمريكية. في وقت لاحق، حققت إيران أيضًا نجاحات. نفذت الميليشيات المدعومة من إيران قرابة 80 هجوماً على القوات الأمريكية في سوريا منذ كانون الثاني 2021.

عزز النظام السوري سلطته على معظم البلاد في السنوات العديدة الماضية، بدعم من روسيا وإيران. تعارض روسيا وإيران وتركيا الوجود الأمريكي في سوريا. في الأشهر القليلة الماضية، حققت دمشق أيضًا نجاحات رائعة في العالم العربي من خلال اجتماعات رفيعة المستوى وعودة إلى جامعة الدول العربية. ما يعنيه هذا هو أن هناك ضغوطا على الولايات المتحدة لمغادرة سوريا.

لا يمكن للنظام السوري وداعميه الإيرانيين والروس مواجهة الولايات المتحدة مباشرة. وهذا يعني أنهم يفضلون التكتيكات الأصغر، مثل استخدام وكلاء لإطلاق الصواريخ أو خلق توترات في شرق سوريا. لهذا السبب سلطوا الضوء على حادثة قرب تل تمر. تل تمر هي منطقة أجبرت فيها الأقلية المسيحية إلى حد كبير على الفرار منذ عام 2019. الآن تتبادل قوات سوريا الديمقراطية والجماعات المدعومة من أنقرة إطلاق النار أحيانًا بالقرب من تل تمر. هذا يجعل المنطقة منطقة توتر. أنقرة تستخدم طائرات بدون طيار لمهاجمة قوات سوريا الديمقراطية. تعمل الولايات المتحدة بشكل وثيق مع قوات سوريا الديمقراطية (SDF) ضد تنظيم داعش.

المصدر: صحيفة جيروزاليم بوست

ترجمة: أوغاريت بوست