دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

هل أخطأ أردوغان في حربه على شمال سوريا التي كان يمكن أن يعالج المشاكل فيها بالطرق السياسية ؟

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – استبق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اللقاء المرتقب بين نائبه مايك بنس والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بموجة من التهديدات والوعود بفرض عقوبات جديدة إذا لم ينجح اللقاء بين بنس وأردوغان، والذي تسعى الولايات المتحدة من خلاله إجبار أنقرة على وقف إطلاق النار في شمال وشرق سوريا والعودة للحوار.

أردوغان يتراجع عن قراره.. وتهديدات ترامب لتركيا ورقة ضغط

الرئيس التركي بداية أعلن رفضه استقبال أي مسؤول أمريكي، وشدد على انهم لن يتفاوضوا مع الأكراد، ولن يوقفوا إطلاق النار في شمال سوريا، لكن أردوغان تراجع فيما بعد وأعلنت الرئاسة التركية أن الرئيس وافق على استقبال مايك بنس في أنقرة.

ويقول مراقبون، “ان التهديدات الأمريكية لتركيا بعقوبات تشل اقتصادها، هي ورقة ضغط على أنقرة للقبول بالانخراط في الحوار ووقف إطلاق النار، كي لا تذهب كل الانجازات التي تحققت ضد داعش في شمال سوريا على مدى سنوات هباءاً”، خصوصاً وأن قوات سوريا الديمقراطية أعلنت، الأربعاء، أنهم “جمدوا” القتال ضد داعش.

أردوغان يغير مواقفه من منبج بعد دخول القوات الروسية إليها

وبعد أن كان الرئيس التركي متمسكاً بإقامة منطقة آمنة على حدود بلاده الجنوبية بالقوة والدخول إلى مدينة منبج شمال حلب، بدا واضحاً للأوساط السياسية أن أردوغان بات يوكل الأمر للرئيس الروسي فلاديمير بوتين لكي يحسم الملف، وأشار إردوغان في حديثٍ قال مراقبون أنه تغير في موقفه، “أن كل ماتريده تركيا من منبج هو ان تعود إلى أصحابها”، وذلك بعد دخول القوات الروسية إليها.

وعزا مراقبون هذه الاستدارة التركية التامة إلى وجود ضغوط روسية من وراء الستار على الرئيس التركي للتراجع عن خيار التوسع في الأراضي السورية تحت مزاعم “طرد المقاتلين الأكراد وإقامة منطقة آمنة”.

وأشار هؤلاء إلى أن أردوغان لا يستطيع أن يقف بوجه روسيا بالطريقة التي تحدى بها الولايات المتحدة والرئيس دونالد ترامب، وأنه لا يزال يذكر الرد الروسي الحازم على إسقاط أنقرة مقاتلة روسية على الحدود التركية السورية 2015، وما تلاها من عقوبات سريعة وشاملة على أنقرة، ما اضطر الرئيس التركي شخصيا إلى السفر إلى موسكو وتقديم اعتذار علني لنظيره الروسي فلاديمير بوتين.

الكونغرس الأمريكي.. مشروع قرار بحزمة عقوبات مؤثرة على تركيا

وفي الجانب الامريكي، يعتزم الجمهوريون والديمقراطيون في مجلسي الكونغرس والنواب الامريكي، لاصدار حزمة عقوبات جديدة تطال تركيا، يكون لها تأثير حقيقي على الاقتصاد التركي، وقد وافق المجلس على مشروع قرار العقوبات الجديدة التي لم يكشف تفاصيلها إلى الآن، بانتظار ان تكون سارية المفعول، إضافة إلى رفض قرار الرئيس الامريكي بسحب القوات الامريكية من سوريا، ويبدو أنه سوف يتم إلغاءه.

وتقول أوساط سياسية أن أردوغان وضع نفسه في مستنقع جديد، من الصعب عليه الخروج منه بسهولة، فلا هو يستطيع أن يبقى ويجابه هذا الرفض الدولي الهائل الذي طال “غزوه” لشمال وشرق سوريا، ولا يستطيع أن يخرج من الحرب وينهيها، سيما انه لم يحقق أي من أهدافه بعد، سوى السيطرة على بعض البلدات والقرى الحدودية، ما يعني خسارته للحرب وانكسار جيشه أمام العالم الذي يعد ثاني أقوى جيوش الناتو، وانتصاراً تاريخياً لقوات سوريا الديمقراطية الذي لن ينساه التاريخ. وبالتأكيد هذا ما لا يريده أردوغان.

أردوغان قد يلجأ إلى ترامب وبوتين

ولم يستبعد هؤلاء لجوء أردوغان إلى كل من دونالد ترامب وفلاديمير بوتين، لحفظ ماء الوجه، وإيجاد سبل وصيغ مناسبة تجعل تركيا تخرج من “نبع السلام” بمظهر المنتصر إعلامياً فقط.

ولا يرجح المحلل السياسي البريطاني المعني بشؤون الشرق الأوسط ريتشارد سبنسر أثناء حديثه لوسائل إعلامية بريطانية حول المنطقة الآمنة التي يريد أردوغان إنشاءها في شمال سوريا، وقال “إنشاء منطقة آمنة حدودية في شمال شرق سوريا يُنقل إليها نحو مليوني لاجئ سوري، كما يرغب أردوغان أمر مستحيل”، ويشير المحلل إلى أن سيطرة الحكومة السورية على الحدود مع بلاده سيكون باب كبير لأردوغان ليوقف الحرب على شمال سوريا من خلاله والخروج بمظهر المنتصر”.

ويقول أحد المعارضين السوريين، أن تركيا أخطأت كثيراً في بدأ “العدوان” على شمال وشرق سوريا، في الوقت الذي كان يمكن ان تعالج الأمور فيها بالطرق السياسية والدبلوماسية وإظهار نفسها بموقف المنتصر.

إعداد: ربى نجار