أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – في الوقت الذي تستمر فيه العمليات العسكرية في مناطق خفض التصعيد، وذلك بما يرافقه من قصف جوي (بالبراميل المتفجرة)، طفى على السطح حديث عن هدنة بمبادرة روسية – تركية في إدلب لمدة 6 أشهر، وذلك لإتاحة الفرصة للجهود الدبلوماسية والتفاوضية لحل مسألة إدلب.
هواجس مشتركة.. وعودة تدريجية للنازحين إلى منازلهم جنوب إدلب
ويشعر طرفي الصراع في إدلب، ان الاستمرار في التصعيد الميداني في المنطقة الرابعة لخفض التصعيد، دون الأخذ بعين الاعتبار الهواجس المشتركة، سيؤدي إلى انهيار مسار آستانا المشترك، ودفع كل طرف إلى ترتيبات مع أطراف أخرى للحفاظ على “مكتسباته من الكعكة السورية”.
وبالتزامن مع الحديث عن الهدنة في إدلب، شهدت الأرياف الجنوبية من المدينة عودة نحو 40 ألف مدني إلى قراهم، وذلك لتراجع حدة المعارك في تلك المناطق، بحسب ما أفاد به المرصد السوري لحقوق الإنسان، وذلك وسط مخاوف من استئناف روسيا والحكومة السورية لعملياتهم العسكرية في ظل عدم انسحاب قوات المعارضة من الطرق الدولية، خصوصاً وأن روسيا لا تكف عن التلويح باستئناف العملية العسكرية في أي وقت، إذا لم تنسحب هيئة تحرير الشام/جبهة النصرة من تلك المناطق، او ان تحل نفسها.
المعارضة لم يتم إبلاغنا بأي هدنة.. ولا نثق “بروسيا والنظام”
مصادر عسكرية معارضة كشفت أنه “لم يتم ابلاغهم عن أي هدنة في ادلب ومحيطها”، وقال الرائد يوسف حمود في تصريحات إعلامية، “لم يصلنا اي ابلاغ رسمي بخصوص الهدنة، واذا ما كانت قد ابرمت فعلاً، وتم تداولها على مستوى ضيق”، مشيراً إلى انه من “الممكن لكنه لم يعمم علينا بعد”.
معتبراً أن الاطراف الفاعلة في ادلب، “ليس لها أي مصلحة في ارتفاع حدة الصراع، لان المرحلة القادمة مليئة باجتماعات موسعة ومؤتمرات تخص آستانا، والذي سوف تحضره أطراف دولية عديدة منها الامم المتحدة ومندوبون عن الدول الاوروبية”، وتابع، “أظن ان الاطراف المتواجدة ضمن الملف تحاول الابتعاد عن أي توترات في المنطقة على الأقل في الوقت الراهن”.
بدورها أكدت الجبهة الوطنية للتحرير التابعة للمعارضة، أنها لا تثق بالحكومة السورية ولا روسيا في أي هدنة يمكن أن تبرم ونفت في الوقت نفسه أي معلومات لديهم تخص الهدنة، ونشرت أوغاريت بوست، مساء الثلاثاء، تصريحات للنقيب ناجي مصطفى “المتحدث باسم الجبهة الوطنية”، قال فيها “إن الحديث عن هذه الهدنة عار عن الصحة ومصدرها مواقع التواصل الاجتماعي فقط”.
وأشار إلى أن القوات الحكومية السورية وروسيا ما تزال تقصف المناطق الخارجة عن سيطرتهم، و ”الفصائل العسكرية” ترد على هذه الخروقات بالقصف المدفعي، لافتاً إلى أن الفصائل العسكرية تعمل على تعزيز مواقعها وتدعيم خطوط دفاعية متماسكة إضافة إلى المعسكرات لصد أي محاولة تقدم من قبل القوات الحكومية.
وفي ظل تعكر المشهد، تواصل روسيا بالتلويح بالعمل العسكري كورقة ضغط لتحصيل تنازلات من قبل الجانب التركي ومن المعارضة السورية، قبل أي حراك تفاوضي، فضلاً عن محاولته اختبار مدى استمرار الموقف الأمريكي والأوروبي تجاه إدلب وتقدير حدود التصعيد الروسي الممكن به.
موسكو تعلم ان الحكومة السورية لا يمكنها السير في العملية
وتقول أوساط سياسية، أن التصريحات الروسية حول إدلب هي في سياق ممارسة موسكو ضغوطاً للدفع بمسار آستانا واللجنة الدستورية وفق الرؤية الروسية، وأشاروا إلى أن التصريح الروسي يكشف عن عمق القيود التي تدركها موسكو والتي تعقد حساباتها فيما يتعلق بشن عملية عسكرية كبيرة على إدلب، إذ أن حليفه المحلي (الحكومة السورية) في وضع داخلي صعب لا يمكنه من السير في عملية عسكرية مكلفة.
ويذكر أن عدد من وسائل الإعلام التابعة للمعارضة، ومنها “بلدي نيوز” كانت قد كشفت ان تركيا أبلغت “الفصائل المعارضة” في إدلب، بأنها توصلت مع روسيا لهدنة مدتها 6 أشهر، كمرحلة أولى تتبعها ثلاث مراحل كل مرحلة بالمدة نفسها.
وبحسب تلك المصادر فأن الهدنة بدأت يوم الثلاثاء، الأول من تشرين الأول/أكتوبر الحالي، على ان يعقب وقف اطلاق النار تنفيذ أمور عدة تخدم محافظة ادلب، إضافة إلى تعزيز تركيا للقواعد العسكرية وإنشاء نقاط جديد، بالمقابل سيتم فتح الطرق الدولية أمام الحركة التجارية.
إعداد: فادي حسن