أوغاريت بوست (مركز الاخبار) – أوضحت المعارضة السورية ميس كريدي، “أن الظروف السياسية والعسكرية غير واضحة، للبدء بعملية تشكيل اللجنة الدستورية السورية، وأن هناك أطرافاً دولية تعرقل تشكيل اللجنة لأن من مصلحتها ذلك”، وأشارت إلى أنه يجب “التوصل لأرضية مشتركة مع الحالة الكردية في الشمال”، مؤكدة بأن “العلمانية هي الأساس، لكن بعد مشاورات وتوافقات”.
جاءت تصريحات ميس كريدي الأمين العام للجبهة الوطنية الديمقراطية السورية المعارضة، خلال لقاء خاص مع شبكة أوغاريت بوست، وقالت كريدي “أن الظروف مواتية للتحرك الخاص بالسوريين، وتعتمد على القرارات السورية – السورية، لذلك طالما أن هناك حراك دولي اتجاه تشكيل لجنة دستورية, والمبعوث الأممي تحدث بهذا الأمر، وأنها من مخرجات مؤتمر سوتشي، التي نرى فيه كمعارضة وطنية، بوابة لحل الأزمة في سوريا، فمن الطبيعي أن ندفع باتجاه تشكيل اللجنة الدستورية، ونحاول إنجاز ما تم تأجيله من توافقات سياسية تتبع لآستانا وسوتشي والقرار الأممي 2254”.
أطراف دولية تعرقل تشكيل اللجنة الدستورية
وتحدثت كريدي عن الجهات التي تعرقل تشكيل اللجنة الدستورية السورية، وأضافت “برأيّ الشخصي، أن أطرافاً دولية هي التي تعرقل تشكيل اللجنة الدستورية، هذه الأطراف من جهة لا تريد إنهاء الأزمة في سوريا، أو لا ترى أن مصالحها تم تحقيقها في الواقع السوري، أو في واقع المنطقة. ومن جهة أخرى هناك فرقاء ودول تطمح لإيجاد مناطق نفوذ بشكل أو بآخر، وهذه المناطق من أجل تكريس شرعيتها، لابد أن تكرسها بالدستور بآليات معينة”.
التوصل لأرضية مشتركة مع الحالة الكردية في الشمال
وأشارت كريدي إلى أنه، “هناك لحد الآن نقاشات مؤجلة في الواقع السوري، ولم يتم الاتفاق عليها، ولابد من حوار نصل بنهايته لأرضية مشتركة مع الحالة الكردية في الشمال، وهذا مهم جداً. كما يجب أن ننتهي من الإرهاب، وأن نقوم بحوار سوري – سوري”.
وشددت ميس كريدي على أن “الجهات المعطلة، لها مصالح لم تتحقق بعد، وبالتالي تعطل موضوع الدستور، أما على صعيد الظرف المحلي، فإنه يحتاج لحوارات سياسية معلقة حتى الآن”.
توافقات ومشاورات للوصول إلى العلمانية
ورداً على سؤال بصدد الأسس التي يجب الاستناد عليها لتشكيل اللجنة الدستورية، قالت المعارضة السورية ميس كريدي “هذه الأسس تحتاج إلى توافقات ومشاورات، لكن بالنسبة للأرضية الأساسية، أن تكون العلمانية هي الأساس، لأن سوريا بلد متنوع على أساس أثني ومذهبي وطائفي، وهذا يؤثر كثيراً على جهوزية حالة الاقتتال بأي لحظة، وامكانية خلق الفتن والصراعات”.
وأضافت كريدي “بالتالي نرى بفصل الدين عن الدولة أساساً، وان العلمانية بوابة لإنتاج المواطنة، وبالتالي تنتهي امكانية الاستثمار بالصراعات المذهبية، لأن المنطقة حافلة بكمٍ من الصراعات المذهبية، بالإضافة لأنها مهيأة أصلاً ومفروزة في كثير من الأماكن على أرضية مذهبية”.
وتابعت حديثها بالقول “لا يمكن إنشاء دستور بالوقت الحالي لا يكون عصرياً، والعصرنة تتطلب، أن ننتقل انتقالاً انتقلته أوروبا منذ 200 أو 300 سنة”.
وقيّمت الأمين العام للجبهة الوطنية الديمقراطية السورية المعارضة خلال حديثها لأوغاريت بوست، دور روسيا وتركيا وإيران في الأزمة السورية وقالت “لا شك أن توافقات أو تفاهمات آستانا، كانت أساساً للتوصل إلى إنهاء الواقع العسكري في سوريا، والتوصل إلى التهدئة، وإلى مناطق خفض التصعيد بين الدول الثلاث روسيا – تركيا – إيران، وبالتالي هذه التوافقات لا يمكن إغفالها، ولا يمكن إدخال المزاجات الشخصية للحديث عن توافقات بعد حرب طولها 9 سنوات، بالإضافة للمنتجات التي أفرزتها بالواقع مثل خلايا أو فئات أو قوى عسكرية متطرفة تتبع لتركيا، إضافة لقوى أخرى غريبة تتبع لاستخبارات دولية، وإضافة للقوى الموجودة مع الجيش والدولة في كل أصقاع الأرض، وهذا مشهد مربك”.
تركيا لها أطماع في سوريا
وتابعت ميس كريدي حديثها بالقول “بالتالي تقييم الدور التركي والروسي لا يكون على أرضية عاطفية، أنا كمواطنة سورية قبل كل شيء، أرى أن تركيا دولة لها أطماع في سوريا، وهذه الأطماع أدت إلى ولادة حرب، تركيا كانت طرف رئيسي فيها، ومن أجل تحقيق مصالح تركيا أصبح هناك دم، وخسرنا شباب، أصبح هناك عمق في الجرح، لكن جروحات السياسة تحتاج إلى أن تداويها بالتي كانت هي الداء”.
أما بالنسبة لدور روسيا، قالت كريدي “بالنسبة لروسيا العلاقة مختلفة، فهي دولة حليفة للمعارضة الوطنية، استوعبتها واستمعت لها، وساعدتها، وعلاقتنا بدولة روسيا الاتحادية لا تقارن بتركيا، وروسيا تمارس حكمة منقطعة النظير في حصار الموقف التركي، وقولبته باتجاه أن يكون متلائم مع مستويات المنطقة، فالدور الروسي كبير جداً بهذا الاتجاه ومشكور أيضاً”.
معركة إدلب ستنهي الأزمة السورية
وتعليقاً على معركة إدلب، أكدت ميس كريدي “معركة إدلب ليست فقط ستفتح الطريق أمام الحل السياسي، بل ستنهي الأزمة السورية أصلاً، وأن معركة إدلب لا يمكن إنجازها بعيداً عن شرق الفرات، ومناطق قوات سوريا الديمقراطية”.
وأضافت “أعتقد أن في تلك المنطقة هناك صفقة متكاملة، لأن لا الطرف التركي من الممكن أن يوافق على أن ينهي قضية الإرهاب دون أن يحقق ضمانات جدية، باتجاه حدوده، وادعاءاته بأنه يتعرض للخطر من هذه المناطق، ولهذا الحديث مبكر جداً عن أن معركة إدلب ماذا تؤسس وماذا تنهي”.
وأنهت حديثها بالقول، “شمال شرق سوريا وإدلب سلة متكاملة، والأمريكيين متواجدون هناك، وتواجدهم ممول من الخليج، اعتقد أن التصاعد والتباين التركي السعودي الذي يتبدى في الكثير من الأحيان، أكثر بكثير من التباين الإيراني السعودي، قد يؤدي إلى حسابات جديدة في المنطقة”.
إعداد: فادي حسن – علي ابراهيم