أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – اقترب الجيش السوري من مدينة خان شيخون الاستراتيجية في ريف إدلب الغربي، حيث بسطت القوات الحكومية سيطرتها على 3 قرى جديدة على محور المدينة، وهي “عاس والمنطار وأم زيتونة” إضافة إلى سيطرتها على كفرعين، بعد معارك عنيفة مع المعارضة.
3 كيلومترات وأراضي زراعية تفصل الجيش السوري عن خان شيخون
مصادر إعلامية تابعة للمعارضة كشفت أن أكثر من 200 ضربة جوية وبرميل متفجر طالت القرى الأربعة القريبة من خان شيخون إضافة إلى 1000 قذيفة صاروخية ومدفعية سقطت على نقاط تمركز الفصائل، حيث وصفوها “بالهجمات الهستيرية”.
وبهذا التقدم الجديد باتت القوات الحكومية على بعد 3 كيلومترات فقط من المدينة الاستراتيجية التي تعتبر حلقة وصل بين أغلب المناطق السورية كحلب واللاذقية وحماة، كما سيتمكن الجيش من قطع الطريق على أي تعزيزات عسكرية تركية للفصائل ونقاط المراقبة المنتشرة في المنطقة من ناحية الغربية لإدلب.
خان شيخون تعتبر منطقة استراتيجية بين مناطق سورية عدة.. وتعرضت لهجوم كيماوي
تبعد خان شيخون عن مدينة حماة مسافة 37 كم، وعن حلب 110 كم، أما عن مدينة إدلب 70 كم، كما تعتبر المدينة الموقع الأكثر قرباً من الطريق الدولي حلب دمشق الاستراتيجي، والتي كان من المفترض أن يتم فتحه أمام الحركة التجارية من وإلى المناطق التي تسيطر عليها الحكومة السورية.
وتختلف الآراء حول مصدر الغازات السامة بعد وقوع القصف، حيث تقول المعارضة السورية أنه استخدم غاز السارين السام في القصف والأعراض التي عانا منها المصابين ترجح ذلك حسب منظمات إنسانية. (والتي تتمثل بخروج زبد أصفر من الفم وتشنج كامل)
وقد نفت السلطات السورية استخدام أي سلاح کيميائي معربة أنه ليس لديها أي نوع من هذا السلاح وقد تم تسليم ترسانتها الكيميائية لمنظمة حظر الأسلحة الكيماوية. بينما أكدت وزارة الدفاع الروسية أن طائرات سلاح الجو السوري قد قصفت مستودعا للذخائر يحتوي على أسلحة كيماوية ومعملاً لإنتاج قنابل تحتوي على مواد سامة.
وفي يوم 7 من نيسان/أبريل 2017، قصفت الولايات المتحدة الأمريكية مطار الشعيرات العسكري الذي يعتقد أن الطائرات الحكومية قد أقلعت منه وذلك ردًا على الهجوم الكيميائي.
المدينة أصبحت بين فكي كماشة.. وفرض واقع جديد في المنطقة
وفي السياق أوضح مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن لشبكة أوغاريت بوست، “إن قوات النظام باتت على بعد كيلومترات من خان شيخون من جهة الغرب، ولم تعد تفصلها عن المدينة إلا أراض زراعية”، مشيراً إلى أن المدينة عملياً أصبحت بين فكي كماشة الجيش السوري من الجهتين الشرقية والغربية.
ويقول الباحث في مركز عمران للدراسات ومقره إسطنبول نوار أوليفر، “إن قوات النظام وروسيا لن تتردد في السيطرة على كل ما ستتمكن من قضمه في إدلب.
ويضيف: “تسعى قوات النظام ومن خلال الدعم الروسي الكبير ليس فقط إلى فتح الطريق الدولي، ولكن فرض واقع جديد على المنطقة والفصائل وحليفتها تركيا، واستخدامه كأداة أو سلاح في أي عملية تفاوض حالية أو مستقبلية”.
الهدف السيطرة على خان شيخون قبل لقاء القمة لضامني آستانا
ويقول مراقبون، أن الحكومة السورية وروسيا يسعيان للسيطرة على أهم المناطق المتواجدة في منطقة خفض التصعيد وعلى رأسها خان شيخون، قبل لقاء القمة لضامني اجتماعات آستانا منتصف الشهر المقبل، لفرض ما يريده الطرفان على تركيا والفصائل المقاتلة في إدلب والمناطق المحيطة بها، وذلك بعد تقطيع إدلب إلى 3 أجزاء وإضعاف قوى الفصائل هناك.
فيما أكد آخرون، أن الحكومة السورية وروسيا متفقان بالتواطؤ مع تركيا على القضاء على بعض الفصائل التي ترفض كل ما ينتج عن محادثات آستانا، ومنها هيئة تحرير الشام/جبهة النصرة وما يعرف بجناحها العسكري حراس الدين إضافة إلى جيش العزة الفصيل الوحيد الذي أعلن رسمياً عدم التزامه بأي اتفاق ينتج عن آستانا ومنها وقف إطلاق النار بداية الشهر الجاري.
إعداد: ربى نجار