هل ستستخدم روسيا استراتيجية القصف عينه الذي أعاد سوريا الى العصر الحجري” ؟ بعد القصف الأول لأهداف عسكرية واستراتيجية في أوكرانيا، بدأت القوات الروسية في قصف أهداف ثقافية وتاريخية في جميع أنحاء البلاد حيث ورد أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين “لن يتوقف” حتى “السيطرة الكاملة” على أوكرانيا.
خلال الأيام القليلة الماضية، استهدفت الصواريخ الروسية المركز الثقافي لخاركيف، ثاني أكبر مدينة في أوكرانيا. وشملت الأهداف مكاتب حكومية ودار أوبرا وقاعة للحفلات الموسيقية. أسفرت التفجيرات عن مقتل ما لا يقل عن 10 شخصا و جرح 35 شخص.
وصف وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا الهجوم على ميدان الحرية في خاركيف بأنه “بربري”، ودعا العالم إلى بذل المزيد من الجهد ردًا على العدوان الروسي المتزايد. كما اتهم الرئيس بوتين بارتكاب “المزيد من جرائم الحرب بدافع الغضب، وقتل المدنيين الأبرياء”.
لم تستمر حملة القصف التي شنها بوتين فحسب، بل اشتدت، حيث اتهمت منظمة العفو الدولية ومنظمة حقوق الإنسان الدولية وأوكرانيا روسيا باستخدام القنابل الفراغية في حملتها الحربية.
وصرح السفير الأوكراني لدى الولايات المتحدة للصحفيين بأن روسيا استخدمت القنابل الفراغية، مضيفًا أن “الدمار الذي تحاول روسيا إلحاقه بأوكرانيا كبير”.
القنبلة الفراغية هي سلاح حراري يسحب الأكسجين من الهواء ويحدث انفجارًا بدرجة حرارة أعلى. والنتيجة هي انفجار يستمر لفترة أطول بشكل ملحوظ وقادر على تبخير الأجسام البشرية بشكل فعال داخل منطقة الانفجار.
وقد أثار مخاوف من أن ما يسمى بـ “العملية العسكرية الخاصة” لروسيا قد يكون تكرارًا لنوع جرائم الحرب التي ارتكبها الجيش الروسي في سوريا، حيث استخدمت روسيا أسلحة مماثلة في عام 2016.
في عام 2016، انخرطت روسيا في حملة قصف وحشية مماثلة خلال معركة حلب. شهد الصراع الذي استمر أربع سنوات حملات عسكرية كبيرة من قبل الحكومة السورية، بدعم من حزب الله وروسيا. أسفرت حملة قصف للتحالف الروسي/ السوري استمرت لمدة شهر عن مقتل 440 مدنياً. وشمل ذلك 90 طفلاً، وفقًا لأرقام منظمة هيومن رايتس ووتش، التي زعمت في تقرير نُشر في كانون الأول 2016، أن العمل العسكري الروسي يشكل جرائم حرب.
قال التقرير إن الغارات الجوية كانت في كثير من الأحيان “عشوائية على نحو متهور”، وأن الجيش الروسي استهدف عمدا المنشآت الطبية، كما تم استخدام مجموعة من الذخائر العنقودية والأسلحة الحارقة.
قال أولي سولفانغ، نائب مدير الطوارئ في المنظمة: “إن استخدام هذا القدر من القوة النارية في منطقة حضرية مع عشرات، إن لم يكن مئات، الآلاف من المدنيين قتل بشكل متوقع مئات المدنيين. يجب محاكمة أولئك الذين أمروا بشن هجمات غير قانونية ونفذوها بتهمة ارتكاب جرائم حرب”.
بعد انتهاء محادثات السلام بين روسيا وأوكرانيا يوم الاثنين، يستمر القصف العشوائي لأوكرانيا – ويبدو أنه وصل إلى نفس الشدة الذي كان فيه القصف الروسي في سوريا قبل خمس سنوات.
المصدر: موقع 1945 الأمريكي
ترجمة: أوغاريت بوست