إن حاجة لبنان الماسة إلى المنتجات البترولية والكهرباء تعني أن الولايات المتحدة ستخفف العقوبات المفروضة على سوريا.
أتاحت فرصة مساعدة لبنان المتعطش للطاقة، النظام السوري فرصة نادرة لبدء استعادة شرعيته مع المجتمع الدولي.
التقى وزراء الطاقة في سوريا ولبنان ومصر والاردن في عمان يوم الأربعاء وأعلنوا عن حصول انفراجة، حيث ستسهل المملكة الهاشمية مرور الغاز الطبيعي من مصر إلى لبنان عبر سوريا، وسيتم تصدير الكهرباء الأردنية إلى لبنان عبر الشبكة السورية المتعثرة.
وقال في هذا السياق خالد شنيكات، الرئيس السابق للجمعية الأردنية للعلوم السياسية، لموقع ميديا لاين، إن الزيارة الأخيرة للملك عبد الله إلى البيت الأبيض وفرت نقلة نوعية التي جعلت هذا الاجتماع ممكناً. واضاف” الملك تمكن من إيجاد طرق لتجاوز قانون قيصر الذي يفرض عقوبات كبيرة على أي شخص يتعامل مع حكومة الأسد”.
وأوضح شنيكات أن “جلالة الملك أوضح للرئيس جو بايدن أن الأردن تأثر بشدة بهذا القانون ونتيجة لذلك طلب الملك تنازلاً مشابهًا للتنازل الذي حصل عليه الأردن لتجاوز العقوبات المفروضة على العراق”.
وقال الخبير الأردني في شؤون الطاقة هاشم عقل، إن المملكة سجلت انتصارا مزدوجا بالموافقة على تصدير الكهرباء ونقل الغاز المصري إلى لبنان.
وتناول الاجتماع الوزاري الرباعي البنية التحتية وسلامة الهياكل والحجم والجوانب المالية للمقترحات. كما أخبرت مصادر ميديا لاين أن هناك حديثًا عن قيام البنك الدولي بتمويل صيانة خطوط الأنابيب والشبكة الكهربائية المتهالكة في سوريا، والتي هي بحاجة ماسة إلى الإصلاح.
الآن وقد حصل المشروع على موافقة الولايات المتحدة وإعفاء من قانون قيصر، من المتوقع أن تجتمع اللجان الفنية لإعداد ما هو مطلوب لتنفيذ المشروع.
وقال عامر الشوبكي، الخبير في مجال النفط، للموقع، إن الأردن يمكنه تصدير حوالي 3000 ميغاوات من الكهرباء ويمكن زيادتها أيضًا.
وهذا أكثر من كافٍ لتغطية احتياجات لبنان من الكهرباء. وقال إن ما يتوفر بالفعل من محطات في لبنان اليوم يوفر فقط ما بين 1200 و 1600 ميغاواط، وبالتالي فإن المطلوب على الفور هو 1400 ميغاواط.
وأوضح الشوبكي أن الأردن يمكن أن يزود لبنان بالكهرباء بتكلفة أقل مما يدفعه حاليًا لتوليد الطاقة باستخدام الديزل.
ويستخدم الأردن الغاز الطبيعي وسيعتمد على الزيت الصخري لزيادة قدرته الكهربائية. بالإضافة إلى ذلك، يمكن للأردن تزويد لبنان بجميع احتياجاته من البنزين والديزل باستخدام مصفاة البترول الموجودة في الزرقاء. يحتاج لبنان إلى 100 ألف برميل يومياً من البنزين والديزل.
ويقول الخبراء إن لبنان يمكن أن يوفر الكثير من الأموال التي تذهب حاليًا إلى الوسطاء إذا اشترى مباشرة من المصفاة الأردنية. كما يمكن للبنان أن يشتري مباشرة من الشركتين الكبيرتين اللتين تزودان الأردنيين بالبترول – المناصر للنفط والغاز وتوتال – بأسعار عالمية تنافسية.
وقالت مصادر للموقع إن الأردنيين تلقوا ردود فعل إيجابية من مسؤولي الحكومة اللبنانية وأعضاء البرلمان فيما يتعلق بمصادر الطاقة الجديدة المقترحة.
وقال شنيكات إن اجتماع الأربعاء في عمان الذي سمح بمرور الكهرباء والغاز عبر سوريا لا يعني أن واشنطن علقت قانون قيصر.
إن الولايات المتحدة تريد المساعدة في استقرار لبنان، وهذا لا يمكن أن يحدث بدون مرور الغاز عبر سوريا. من ناحية أخرى، يرى النظام السوري في هذه الخطوة فرصة لإظهار حسن النية تجاه المجتمع الدولي.
المصدر: موقع ميديا لاين الاسرائيلي
ترجمة: أوغاريت بوست