أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – تتفق الأوساط السياسية في الولايات المتحدة الأمريكية على أن التحركات التي تقوم بها إدارة الرئيس دونالد ترامب من الحديث عن “سحب للقوات العسكرية” من منطقة الشرق الأوسط وأفغانستان، هي “رسائل لمؤيديه بأنه لازال موجوداً”، مشددين على أنه لا يعتقدون بأنه حتى القيادات العسكرية ستقبل بأن تسحب جنودها من المنطقة، حيث سبقوا وأن رفضوا ذلك.
وأدت السياسات الأمريكية في عهد الرئيس دونالد ترامب لاهتزاز كبير في ثقة الحلفاء بالولايات المتحدة، بحسب محللين أمريكيين، حيث سبق أن حذرت تلك الأوساط، من أن حلفاء واشنطن باتوا لايثقون بالسياسات المزاجية لترامب، وقد يحاولون البحث عن اصدقاء وحلفاء جدد.
ومنذ أيام يدور الحديث عن انسحاب جديد للقوات الأمريكية من شمال شرق سوريا، في وقت لا تزال تلك المنطقة يهددها خطر تنظيم داعش الإرهابي، خصوصاً مع ظهور بوادر ومؤشرات تدول على عودته من جديد.
شبكة “أوغاريت بوست” الإخبارية، طرحت جملة أسئلة على المحلل السياسي الأمريكي الدكتور مهدي عفيفي، عن التوقيت الذي تحدثت فيه إدارة الرئيس ترامب عن الانسحاب من منطقة الشرق الأوسط، وهل ستكون هناك أي انسحابات جديدة من شمال سوريا كما حصل قبل عام.
وفيما يلي النص الكامل للحوار الذي أجرته “أوغاريت بوست” مع المحلل من واشنطن الدكتور مهدي عفيفي:
وزير الدفاع الأمريكي يتحدث عن انسحاب لقوات بلاده من أفغانستان والشرق الأوسط؟ برأيكم لماذا تسعى إدارة الرئيس ترامب لسحب القوات الأمريكية في هذا التوقيت ؟
إدارة ترامب تحاول خلق جو من الاختلاط في هذه المرحلة بالذات، لإبعاد نظر المؤيدين عن خسارة ترامب، واعتقد أن موضوع الانسحاب لن يتم بهذا الشكل، لأنه لا بد أن يكون هناك اعداد لخطة كاملة في الانسحاب وليس مجرد هيا بنا ننسحب فننسحب، اعتقد أن ما سمعناه لم يكن من وزير الدفاع، بل من نائب وزير الدفاع الذي تم تعيينه مؤخراً، وكان هذا لمحاولة إرضاء مؤيدي ترامب، لأن ترامب يحاول أن يقول أنه لا زال موجوداً، وأنه سيقوم بالإيفاء بعهوده للمواطن الأمريكي.
لكن كثيرين لا يعتقدوا أن ترامب يستطيع سحب القوات، قد يكون هناك بعض التحركات هنا وهناك، ولكن سحب القوات لابد أن يكون له تنسيق وأن حاول سحبها في الفترة الحالية، ستكون على غير رضا وزارة الدفاع.
مصادر إعلامية تحدثت عن انسحاب للقوات الأمريكية من شمال سوريا، هل يمكن أن نشهد انسحاباً جديداً كالذي حصل في أكتوبر الماضي ؟
يقول الكثيرين أنها مجرد إعادة ترتيب الأوراق، ولن تكون بالانسحاب الكامل كما حدث من قبل، لأن القيادات العسكرية رفضت من قبل الانسحاب بالكامل، فلا اعتقد أن هناك تغيير، حتى مع تغيير القيادات العسكرية في قيادات البنتاغون، واعتقد أن هناك إعادة نظر ولكن مسألة الانسحاب ستكون صعبة الآن.
كيف برأيكم ستتأثر المصالح الأمريكية وثقة الحلفاء بواشنطن إذا انسحبت من المنطقة ؟
للأسف تأثرت العلاقات بين واشنطن والحلفاء، وهناك اختلاف داخل الولايات المتحدة الأمريكية بالطريقة التي تعاطى بها ترامب مع الحلفاء، خاصة الأكراد الذين أبلوا بلاءاً حسناً في الدفاع عن الأراضي وقهر داعش، فلذلك اعتقد أن مسألة انسحاب وثقة هذه الدول بالولايات المتحدة الأمريكية على المحك، لكن اعتقد أن إدارة بايدن ستستطيع إصلاح ما أفسده ترامب.
هل تعتقدون أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يسعى لخلط الأوراق على إدارة جو بايدن، وكيف تتوقعون سياسية واشنطن القادمة في الشرق الأوسط ؟
بالطبع تحاول إدارة ترامب عرقلة الأوراق وخلطها لبايدن، ولكن اعتقد أن بايدن رجل محنك، والذي كان رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ ومن ثم نائب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية لمدة 8 سنوات، وهو رجل محنك ولديه فريق على أعلى مستوى، و مهما حاول ترامب لا اعتقد أنه سيؤثر بشيء، ولكن محاولات ترامب هي محاولات سياسية بحتة لإثبات وجوده.
حوار: ربى نجار