دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

“مليارات الدولارات” تدخل “الخزينة السورية” من “أموال المخدرات”.. وجهات إقليمية ومجاورة تساند هذه التجارة

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – في وقت تعمل بعض الدول على إعادة علاقتها مع النظام الحاكم في سوريا والحديث عن عودته لجامعة الدول العربية، تتوالى التقارير الإعلامية التي تتحدث عن “مليارات الدولارات التي تدخل خزينة الدولة السورية عبر المخدرات”، واصفة سوريا “بدولة المخدرات والحشيش”.

وفي ظل انهيار اقتصادي وعدم استطاعة الحكومة السورية من كبح جماحه، مع الأوضاع المعيشية الصعبة والمأساوية التي يعيشها السوريون، الذين بات أكثر من 85 بالمئة منهم يعيشون تحت خط الفقر بحسب تقرير للأمم المتحدة، تواصل الحكومة أو الدائرة المقربة من رأس الحكم ملء خزائنهم “بمليارات الدولارات” بمشاركة ضباط وعناصر من الجيش وجهات إقليمية ومن الدول المجاورة.

تجارة بـ “مليارات الدولارات”

وبحسب تقرير “لفرانس بريس” فإن هذه التجارة تدر عشرات المليارات من الدولارات وسوريا تغرق اليوم بالمخدرات، وتشمل دورة إنتاج وتهريب هذه الحبوب المخدرة لبنان المجاور الذي ينوء أيضاً تحت ثقل انهيار اقتصادي.

وتُعد حبوب الكبتاغون أبرز الصادرات السورية، وتفوق قيمتها كل قيمة صادرات البلاد القانونية، وفق إحصائيات “لفرانس بريس”، كما أن سوريا تحولت لمركزا أساسي لشبكة تمتد إلى لبنان والعراق وتركيا وصولاً إلى دول الخليج مروراً بدول إفريقية وأوروبية، وتُعتبر السعودية السوق الأول للكبتاغون.

التهريب يتم عبر بعض العشائر

وفي تقريرها استندت “فرانس بريس” على شهادات لـ 30 شخص من مهربين ومسؤولين أمنيين يعملون حالياً وسابقين في سوريا والدول المجاورة أيضاً، إضافة إلى ناشطين، وطلب معظمهم عدم الكشف عن أسمائهم. وتتداخل علاقات تجارية وعشائرية وقبلية ومصالح بين خطوط تهريب وتجارة الكبتاغون.

ويقول أن الوسطاء لهذه التجارة، “إنها شبكة واحدة، سورية سعودية لبنانية عراقية أردنية”، مشيراً إلى وجود رابط عشائري غالباً يجمع بين المناطق والبلدان، وأكد الوسيط أن العشيرة الأكثر نفوذاً هي “بني خالد” التي تعدّ الأكبر وتمتد بين سوريا ولبنان والأردن والعراق والسعودية، وتتحدّر منها قبائل متنوعة.

وقد تبقى شحنة الكبتاغون أياماً في يد هذه العشيرة، من مصدرها في سوريا إلى وجهتها في السعودية، ما يمنحها ضمانات أكثر ويُسهّل عملية الدفع ويجعل ملاحقتها أكثر صعوبة.

ويتمّ إجمالا تهريب الكبتاغون في أكياس بلاستيكية صغيرة، ويطلق على كل كيس من مئتي حبة عبارة “الشدّ”، ويوضع أحياناً خمسة من أكياس “الشد” في كيس أكبر.

ضبط بعض الشحنات لتسهيل تهريب الأكبر

ويؤكد التقرير أن ما يتم الحديث عنه من قبل القوات الأمنية السورية حول ضبطها لشحنات المخدرات ما هو جزء قليل من الشحنة الأصلية، لإظهار نفسها أنها تقوم بمكافحة المخدرات، حيث أنه في عام 2021، قالت القوات الأمنية ببيان رسمي أنها صادرت 400 مليون حبة كبتاغون، بينما الشحنة الأصلية كانت أكبر من ذلك.

وتقول جهات مسؤولة أنه مع كل شحنة يتم ضبطها، هناك 9 شحنات أخرى تصل لوجهتها. ولعل ضبط إحدى الشاحنات لتسهيل مرور الشحنات الأخرى التي ربما هي أكبر وفيها كميات أعلى من المخدرات.

سوريا.. مركز تجارة المخدرات في المنطقة

وتقول “فرانس بريس” أن مركز تجارة المخدرات في المنطقة باتت “سوريا”، ويكون الكبتاغون أكبر وأبرز صادراتها، وذلك يعود بأرباح خيالية، كما أن النظام الحاكم يستفيد من شبكة تجار الحرب والكبتاغون.

ونقلت “فرناس بريس” عن “مستشار سابق للحكومة السورية” من خارج سوريا “لا توجد محرّمات في الحروب، والبلاد كانت ولا تزال في حاجة ماسة للنقد الأجنبي من أجل رفد اقتصاد الدولة”.

أبرز الجهات العسكرية الضالعة

وللجهات الأمنية والعسكرية السورية مشاركة بهذه التجارة أيضاً، ومن أبرزها “الفرقة الرابعة” التي يقودها شقيق الرئيس السوري ماهر الأسد، وهو ما أكده أمنيون سابقون سوريون ومهربون وخبراء، حيث لبعت الفرقة دوراً أساسياً في حماية وتسهيل عمليات التهريب ونقل الشحنات للمرافئ في اللاذقية وطرطوس.

كما لحزب الله اللبناني دور مهم في حماية صناعة الكبتاغون وخصوصا في المنطقة الحدودية. ويتهمه سكان في جنوب سوريا بالوقوف خلف انتشارها في مناطقهم. وهو ما حذرت منه المملكة الأردنية في مرات عدة.

الحدود مع لبنان وجنوب سوريا.. خطوط تهريب فعالة

ولطالما شكّلت الحدود اللبنانية السورية مسارا لتهريب البضائع على أنواعها. ولم تعد تقتصر عمليات تهريب الكبتاغون على الحدود الشرقية للبنان فتحوّل كثر إلى الحدود الشمالية، خصوصا بعد حملة أمنية طالت التجار، حيث تعد منطقة وادي خالد المعروفة بالتهريب وخصوصاً السلاح أكثر الأماكن المليئة بمهربي الكتباغون.

ويعد جنوب سوريا، وتحديدا محافظتا السويداء ودرعا، معقل طرق تهريب أساسية لحبوب الكبتاغون نحو الأردن، حيث أن تردي الأوضاع في السويداء، دفع بشبان كثر إلى الانضمام إلى عصابات محلية تعمل في تخزين وتهريب البضائع.

ووصف التقرير “أموال الكبتاغون”، “بالحل السحري” للأموال التي يبحث عنها النظام الحاكم في سوريا لإعادة الإعمار، كما أن هذه التجارة تتخطى مناطق الحكومة السورية وتعبر خطوط التماس لتوحد الخصوم العسكريين أيضاً.

تركيا “مصدر المواد الأساسية”

وتعدّ تركيا مصدراً لمواد أساسية في تصنيع المخدّر، وفق ما نقلت “فرناس بريس” عن “مصدر قضائي لبناني”، مشيراً إلى أن “ديثيل الأثير، أحد أنواع الكلوروفورم، مكوّن أساسي في (صناعة) الكبتاغون، ومعظمه يدخل من تركيا”.

وعن عمليات الضبط في الدول المجاورة، فإن غالبية عمليات المصادرة تحصل بفضل معلومات من مخبرين، كون الأشخاص المسؤولين عن إخفاء البضائع باتوا خبراء في ذلك.

إعداد: علي إبراهيم