أوغاريت بوست (مركز الاخبار) – تستمر القوات الحكومية السورية بقضم المزيد من مناطق ريف إدلب وحلب الجنوبي والجنوبي الغربي، على مراحل عدة تمثلت بأولى الخطوات الناجحة بعد سيطرتها على بلدة سراقب الاستراتيجية وبعدها على منطقة العيس وتلتها، كما يعتبر تأمين الطريق الدولي دمشق حلب (M-5) من أولويات القوات الحكومية، والتي تكاد تنجح فيها أيضاً.
تركيا عاجزة عن إيقاف تقدم “الحكومية” في إدلب
وبالتزامن مع عجز تركي عن إيقاف تقدم القوات الحكومية السورية في إدلب، بالرغم من التعزيزات العسكرية غير المسبوقة التي ترسلها إلى المحافظة، فإن القوات الحكومية قد قطعت شوطاً كبيراً في عملية استعادة المحافظة التي خرجت من سيطرتها قبل أكثر من 9 سنوات.
وأعلنت “القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة السورية” السبت، رسمياً السيطرة على بلدة سراقب الاستراتيجية، بعد تمشيطها بشكل كامل، حيث أن البلدة تشكل نقطة التقاء بين طريقين دوليين يربطان مناطق سورية عدة، وهي البوابة الشرقية الأولى لمركز مدينة إدلب، وعلى طرفها الغربي مدينة أريحا.
وهكذا تكون القوات الحكومية قد سيطرت على أجزاء كبيرة من الطريق الدولي (أحد الأهداف الرئيسية للعملية العسكرية في إدلب).
ضوء أخضر روسي.. ومخاوف تركية
ويقول خبراء عسكريون، ان عملية تقدم القوات الحكومية جاءت بضوء أخضر روسي، خاصة بعد عدم التزام تركيا ببنود اتفاق سوتشي، الذي نص في أحد بنوده نزع سلاح وحل هيئة تحرير الشام/جبهة النصرة، وإجبار تركيا على ذلك، وأشارت تلك الأوساط إلى ان روسيا تهدف من ذلك لإيقاف الهجمات المستمرة على قاعدة حميميم قرب اللاذقية.
وباتت تركيا تدرك جيداً أن العملية العسكرية في إدلب تأتي بموجب ضوء أخضر روسي، وأن موسكو ودمشق لن تفلتان هذه الفرصة من توسيع رقعة سيطرة الحكومة على الأراضي السورية، وفرض الرؤى والمقترحات بخصوص العملية السياسية ولجنة إعداد الدستور كما تريد موسكو ان تكون.
وهذا بحد ذاته يشكل تحدياً جدياً هذه المرة للعلاقات الروسية التركية وتوافقاتهما في سوريا، ولا يعرف بعد إلى أيّ مدى ستأخذ عملية كسر العظام الجارية، ومن الطرف الذي سينتصر، وبالتأكيد فإن العودة إلى خفض تصعيد العمليات العسكرية قبل تحقيق الأهداف المرسومة غير واردة.
تركيا وبعد أن أدركت هذا الخطر، دفعت بتعزيزات عسكرية ضخمة إلى إدلب في محاولة لفرض أمر واقع جديد، وأطلقت تصريحات مهددة برد قاس على أي اعتداء على نقاط مراقبتها وجنودها في إدلب، في محاولة للالتفاف على المساعي الروسية في إحجام دورها والمناطق التي تسيطر عليها بشمال غرب سوريا.
استماتة تركية للحفاظ على تواجدها في سوريا
وتخشى تركيا أن يكون النصر الروسي السوري السريع في إدلب، بداية لامتداد العمليات العسكرية إلى مناطق “درع الفرات وغصن الزيتون وحتى نبع السلام” في شمال غرب وشرق سوريا.
وبحسب محللين أتراك، فإن تركيا سوف تستميت للمحافظة على ما تبقى من مناطق “خفض التصعيد” والمدن الأخرى التي تسيطر عليها بالتعاون مع الفصائل الموالية لها، وعدم إخراجها من المستقبل السوري وعمليتها السياسية، خصوصاً وان أنقرة تشعر بالخوف من المحادثات المستمرة بين الشخصيات الكردية التي تمثل الإدارة الذاتية في شمال سوريا، وإمكانية تثبيت هذا الكيان في شمال وشرق سوريا، بموافقة روسية، وتكون بنداً من الدستور السوري القادم.
ويرى باحثون في الشأن السوري إن تجميد العمليات العسكرية في إدلب وغيرها من مناطق التصعيد يقف على موقف تركيا من مواجهة القوات السورية وجديتها في ذلك، وأشاروا إلى أن تركيا تحسب حساباً بإمكانية رؤية موسكو في مواجهتها في إدلب، وهذا ليس لصالح أنقرة، كون تركيا تبني سياساتها في سوريا عبر روسيا، فضلاً عن أن علاقاتها مع الدول الغربية ليست جيدة، ما قد يضع تركيا في عزلة دولية وقد ترى نفسها مجبرة على تقديم تنازلات كبيرة.
إعداد: ربى نجار