ماذا وراء هجمات الطائرات الروسية على طائرات أمريكية في سوريا؟

ظهرت في الأيام الأخيرة تقارير تفيد بأن روسيا تزيد من سلوكها العدواني ضد الطائرات الأمريكية بدون طيار في سوريا.
في الأساس، يعد هذا نتيجة لقرار روسيا زيادة سلوكها العدواني في جميع أنحاء سوريا عندما يتعلق الأمر بمضايقة القوات والطائرات الأمريكية. تعمل الولايات المتحدة بشكل عام في شرق سوريا، ومع ذلك، قررت روسيا الآن اعتراض الطائرات الأمريكية بدون طيار التي تحلق فوق شمال غرب سوريا، وهي منطقة تحتلها تركيا.
من المهم أن تفهم ما يجري هنا، تزيد روسيا من مضايقاتها للطائرات الأمريكية في سوريا في نفس الوقت الذي يستمر فيه الهجوم الأوكراني ضد الغزو الروسي. بالإضافة إلى ذلك، تشهد روسيا تدفق المزيد من الأسلحة الغربية إلى أوكرانيا، بما في ذلك التقارير التي تفيد بأن الولايات المتحدة قد توافق على تسليم الذخائر العنقودية هذا الأسبوع. قد ترى روسيا أن سوريا هي البؤرة الناعمة لسياسة الولايات المتحدة، ومكانًا يمكن أن تختاره ليس “لتفكيك الصراع” مع الولايات المتحدة، ولكن بدلاً من ذلك لزيادة وتيرة التفاعلات.
ناقش الفريق ألكسوس غرينكيويش في سلاح الجو الأمريكي الشهر الماضي العمليات الجوية والتنسيق في الشرق الأوسط وقدم نظرة ثاقبة للعدوان الروسي الأخير ضد القوات الأمريكية في سوريا. وقال في ذلك الوقت إن الولايات المتحدة سترسل طائرات مقاتلة متطورة من طراز F-22 للتفوق الجوي إلى المنطقة. وقال أيضًا: “لقد تعرضنا للحادث مؤخرًا في البحر الأسود، حيث أصابت مقاتلة روسية تحلق بالفعل بمناورات غير احترافية طائرة MQ-9”.
يظهر مقطع فيديو طائرات مقاتلة روسية تضايق طائرات أمريكية بدون طيار في شمال غرب سوريا. عرضت شبكة سي إن إن الفيديو في الخامس من تموز. وفي اليوم السابق، حلقت ثلاث طائرات مقاتلة روسية بالقرب من ثلاث طائرات أمريكية من طراز إم كيو -9 ريبر. أسقط الروس مظلات صغيرة بالقرب من الطائرات بدون طيار وأشعلوا حريقًا بالقرب من طائرة بدون طيار. كما نفذت روسيا أيضًا أنشطة مماثلة ضد الطائرات المقاتلة الفرنسية بالقرب من سوريا، وفقًا لتقرير سي إن إن.
وبحسب الولايات المتحدة، كانت الطائرات المسيرة تقوم بمهمة ضد داعش. تواصل الولايات المتحدة عملياتها ضد داعش في سوريا وهذا هو سبب وجود القوات الأمريكية في سوريا. تعمل الولايات المتحدة بشكل عام في شرق سوريا مع قوات سوريا الديمقراطية.
إدلب أو شمال غرب سوريا أكثر تعقيدًا. وتسيطر على تلك المنطقة مجموعات متطرفة بعضها مرتبط بهيئة تحرير الشام في إدلب. والبعض الآخر مرتبط بوكلاء مدعومين من تركيا. كلا المجموعتين تقمع السكان المدنيين وتضطهد الأكراد والأقليات الأخرى. ومع ذلك، فإن هذه المنطقة من سوريا هي أيضًا حيث انتقل العديد من النازحين السوريين للفرار من النظام السوري.
غزت تركيا أجزاء من هذه المنطقة بداية من عام 2016. لذلك فإن المنطقة عبارة عن خليط من المجموعات والبؤر الاستيطانية التركية. في الماضي، تم العثور على أعضاء داعش والمتطرفين المرتبطين بالقاعدة يعيشون في شمال غرب سوريا، على ما يبدو أنهم مخميون من قبل المتطرفين.
عندما ترسل الولايات المتحدة ثلاث طائرات بدون طيار من طراز ريبر للتحليق حول محافظة إدلب، فقد يكون الهدف هو السعي إلى مراقبة المتطرفين، لكن من المحتمل أن ترى روسيا هذه عمليات اختيار سهلة. الطائرات بدون طيار مثل ريبر لا تطير بسرعة كبيرة مقارنة بالطائرات المقاتلة الحديثة، كما أنها تفتقر إلى صواريخ جو-جو وأنظمة أخرى من شأنها أن تساعدها في تحذير المقاتلات. باختصار، لم يتم تصميم الطائرة بدون طيار للقتال بأسلوب Top Gun. تم تصميمه لمراقبة الإرهابيين في المجال الجوي غير المتنازع عليه، وهو ثمرة أعمال بريداتور في أواخر التسعينيات وأوائل القرن الحادي والعشرين.

المصدر: صحيفة جيوزاليم بوست

ترجمة: أوغاريت بوست