دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

ماذا تحضر روسيا لتركيا في سوريا ؟

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – بعد التطورات الميدانية المتسارعة في إدلب ومناطق خفض التصعيد، يجري الرئيس التركي رجب طيب أردوغان زيارة “مكوكية” حسب مراقبين إلى روسيا الثلاثاء القادم، للتفاوض على ما يبدو حول مستقبل التواجد التركي في مناطق شمال غرب سوريا ومصير نقاط مراقبتها الأثني عشر.

وأوضح بيان صدر عن الرئاسة التركية، الجمعة، أن أردوغان أخبر بوتين، أن ما يحدث في إدلب “تسبب بكارثة إنسانية”، وأشار البيان أن هجمات الحكومة السورية المتواصلة على إدلب ومحيطها “يهدد الأمن القومي التركي”.

أردوغان إلى روسيا بموقف “لا يحسد عليه”

مراقبون قالوا، “ان الرئيس التركي سيذهب إلى موسكو بموقف تفاوضي لا يحسد عليه، وخصوصاً أن أحدى نقاط المراقبة التركية محاصرة في مورك بشمال حماة، والخطر بات يهدد نقاط أخرى كالتي تتواجد في مدينة جسر الشغور بقرية اشتبرق، وسط تقارير تفيد أن الجيش السوري ينوي شن عمل عسكري في تلك المناطق”.

مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن قال في تصريح تلفزيوني، “أن نقطة المراقبة التركية في مورك دورها انتهى الآن، وهي محاصرة بشكل كامل بعكس ما ادعى وزير الخارجية التركي”.

وأوضح عبد الرحمن “أما بالنسبة لبقية النقاط التركية هي لا تزال شاهد على استمرار القصف وتهجير المدنيين من قراهم”.

قصف الرتل التركي له رسائل متعددة الجوانب

خبراء عسكريون استراتيجيون قالوا ” قوات الحكومة تتقدم بقرار ودعم روسي واضح في إدلب، لكن الأخطر هو أن مهاجمة الرتل العسكري التركي في إدلب ومحاصرة القوات التركية في نقاط المراقبة المنتشرة في إطار تفاهمات أستانا وسوتشي هي رسالة روسية متعددة الجوانب والاتجاهات لأنقرة قبل أن تكون خطوة تحد وتصعيد جديدة تطلقها دمشق.

وأضافوا أن روسيا تسعى لـ “تقليص الدور التركي في سوريا، والأتراك فهموا ذلك جيداً لذلك سيذهب أردوغان إلى روسيا ومعه بعض العروض لبوتين، قد تكون فتح الطرق الحيوية وتسليم بعض المناطق والعمل معاً للقضاء على فصائل تقف في وجه التفاهمات الروسية التركية في إدلب.

مشروع جديد

وتقول أوساط سياسية، يبدو أن إصرار موسكو على الإمساك بكثير من خيوط اللعبة في سوريا هدفه الأول والأخير كان إلزام واشنطن بالحوار والتفاوض معها في سوريا، وهذا ما يجري. إضافة لاستئصال “المجموعات الإرهابية” حسب التوصيف الروسي ثم ترتيب طاولة تفاهمات روسية أميركية حول سوريا تفرض على اللاعبين المحليين والإقليميين بمن فيهم تركيا دوره وحصته، ويتم على أساسها سحب جميع القوات الأجنبية من الأراضي السورية، والعمل على مشروع سوري جديد”.

ويستنتج مراقبون، أن موسكو تبحث في سوريا عن قواعد تحرك سياسي وأمني جديد تلزم الجميع بما فيهم أنقرة، وعلاقات تركية روسية بمعايير ومفاهيم جديدة غير تفاهمات آستانا وسوتشي.

هل ستطلق روسيا يد الحكومة للاشتباك مع نقاط المراقبة التركية ؟

وأشاروا إلى أن السيناريو الأخطر الآن هو أن تقرر موسكو إطلاق يد الحكومة السورية للاشتباك مع نقاط المراقبة التركية لتفجير العلاقات التركية الروسية والتحرر من أعباء السياسة التركية في سوريا، وما جاء على لسان وزير الخارجية الروسي أن بلاده ستدعم جهود الجيش السوري بحربه ضد الإرهاب، بعد أن اعتبرت أنقرة أن ما يحدث في إدلب هو “تهديد لأمنها القومي” يدل على ذلك.

وسبق أن حذر المبعوث الأميركي إلى سوريا جيمس جيفري الأتراك أن التراجع التركي في إدلب، أو الدخول في تفاهماتٍ جديدة مع الروس ستكون تبعاته مكلفة، لأنه سيطلق يد روسيا في سياسة القضم التدريجي لآخر جيوب المعارضة، ويسحب منها (تركيا) آخر أوراقها العسكرية والسياسية في سوريا.

إعداد: علي إبراهيم