دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

لبنان يعلن عن خطوات عملية وفعلية لترحيل اللاجئين السوريين إلى بلدهم بالتعاون مع الحكومة في دمشق

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – تعتزم الحكومة اللبنانية على البدء بالخطوات العملية والفعلية لعودة وترحيل اللاجئين السوريين من لبنان إلى بلادهم، وذلك بالتعاون مع الحكومة السورية، يأتي ذلك بعد الزيارة التي قام بها وزير المهجرين اللبناني عصام شرف الدين لدمشق يومي السبت والأحد الماضيين، بتكليف من رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي.

“تفاؤل بشأن عودة السوريين من لبنان”

وقالت صحيفة “الشرق الأوسط” في تقرير لها، أن الوزير اللبناني أبدى تفاؤله بعد زيارة دمشق بشأن عودة السوريين إلى بلادهم، مع تأكيد شرف الدين أن زيارته لسوريا كانت إيجابية، من المتوقع أن تُطرح قضية عودة النازحين على طاولة الحكومة الأسبوع المقبل، بعد عودة رئيسها من أداء فريضة الحج والاطلاع من شرف الدين على تفاصيل الزيارة ونتائجها.

ونقلت “الشرق الأوسط” عن الوزير اللبناني، أن زيارته إلى دمشق كانت “إيجابية وموفقة”، مشيراً إلى أن “الخطوة التالية ستكون عبر تواصل وزير الخارجية والمغتربين عبد الله بوحبيب، مع الدولة السورية لتشكيل وفد لبناني وزيارة دمشق لاستكمال بحث هذه القضية”، آملاً أن “تسير الأمور بشكل جيد”.

ترحيل العشرات من السوريين قسراً.. واعتقال البعض منهم فور وصولهم

وسبق أن رحلت السلطات اللبنانية العشرات من اللاجئين السوريين قسراً إلى بلادهم، دون الأخذ بعين الاعتبار أوضاعهم الأمنية وما إذا ستحمل عملية الترحيل هذه أي مخاطر على حياتهم أو امكانية أن تعرضهم للاعتقال والاضطهاد أو السوق إلى الخدمة الإلزامية والاحتياطية.

وأكدت مصادر إعلامية محلية عدة، أن القوات الحكومية السورية اعتقلت عدداً من الشبان السوريين بعد ترحيلهم من قبل السلطات اللبنانية ووصولهم إلى الأراضي السورية، كما أشارت إلى أن لاجئين سوريين مهددين بالترحيل إضافة لمن يخشون ترحيلهم ناشدوا الولايات المتحدة الأمريكية والإدارة الذاتية لشمال شرقي سوريا بالعمل على إجلائهم لمناطقها بعد إطلاق الأخيرة مبادرة لاستقبال السوريين من دول الشتات.

السلطات اللبنانية تخطط لترحيل أعداد كبيرة من السوريين كمرحلة أولى

وبالعودة لتقرير “الشرق الأوسط”، نقلت عن وزير المهجَّرين، المحسوب على رئيس الحزب “الديمقراطي اللبناني” طلال أرسلان، عن ثقةٍ بين الطرفين وجهوزيةٍ للبدء باستقبال أعداد كبيرة من النازحين، بحيث قد تصل في المرحلة الأولى إلى 180 ألفاً إذا اعتُمدت منهجية جديدة وفق مبدأ الإعادة الآمنة.

وقال، “نتوجه نحن إلى مخيمات النازحين ونتواصل معهم بشكل مباشر لإطلاعهم على الأوضاع والأجواء الحقيقية في ظل حملة التضليل التي يقوم بها الغرب ومحاولة وضع المزيد من العراقيل لعدم عودتهم”.

مباحثات لتشكيل لجنة ثلاثية بين لبنان وسوريا والأمم المتحدة

ويلفت شرف الدين إلى أنه “جرى بحث تشكيل لجنة ثلاثية بين لبنان وسوريا ومفوضية شؤون اللاجئين، ما من شأنه أن يساعد في إيجاد حلول كثيرة، على أن تنبثق من هذه اللجنة لجان فرعية في قرى العودة تقوم بمتابعة أوضاع النازحين أمنياً واقتصادياً واجتماعياً”.

وفي موازاة ذلك، يشير شرف الدين إلى بحث مستمر مع مفوضية شؤون اللاجئين في إمكانية تقديم المساعدات للاجئين داخل سوريا بدل أن تقدَّم لهم في لبنان، لا سيما أن هناك توجهاً دولياً نحو دعم سوريا وتحريك عودة النازحين بشكل جدي.

قرار إعادة السوريين اتخذ في لبنان.. و1800 سجين قد ينقلون لسوريا

من هنا يؤكد أن “القرار السياسي في لبنان اتُّخذ لعودة النازحين، ويبقى لقاء الوفد الرسمي مع الجهات الرسمية في سوريا، حيث يفترض أن يليه وضع بروتوكول بين البلدين وآلية لعودتهم”.

وأشار شرف الدين إلى أن البحث في دمشق تطرق أيضاً إلى موضوع المساجين السوريين الذين يرغبون في استكمال محاكمتهم في بلدهم، وهو الأمر الذي سيتولاه وزيرا الداخلية بسام مولوي، والعدل هنري الخوري، وذلك بعدما كانت الحكومة قد وضعت خطّة لترحيل السجناء السوريين إلى بلدهم، عبر تكليف وزير العدل هنري الخوري، بحث “إمكانية تسليمهم لبلدهم مع مراعاة القوانين والاتفاقيات ذات الصلة وبعد التنسيق بهذا الخصوص مع الدولة السورية”.

مع العلم أن تنفيذ هذا الأمر لن يكون سهلاً، لا سيما أن القانون اللبناني يمنع ترحيل أي شخص أجنبي ارتكب جريمة على الأراضي اللبنانية إلّا بعد انتهاء محاكمته، وانقضاء مدة العقوبة المحكوم بها، إلّا إذا شكّل هذا الأمر خطراً على حياة الشخص وجعله عُرضة للاعتقال والتصفية الجسدية.

وبحسب تقرير “الشرق الأوسط” فإن 1800 لاجئ سوري يمكثون في السجون اللبنانية ممن ارتكبوا جرائم جنائية، 82 في المائة منهم لم تُستكمل محاكماتهم ولم تصدر أحكام بحقهم حتى الآن، و18 في المائة منهم صدرت أحكام بحقهم ويُمضون مدة عقوبتهم.

وكان شرف الدين قد التقى في دمشق وزير الإدارة المحلية والبيئة المهندس حسين مخلوف، المكلّف ملف النازحين السوريين، ووزير الداخلية اللواء محمد الرحمون، حيث كان قد بحث هذا الملف تحضيراً للزيارة الرسمية المرتقبة للوفد الوزاري إلى سوريا.

“التواصل مع دمشق واجب لإعادة السوريين”

وأكد شرف الدين أنّ الزيارة تأتي استكمالاً للزيارات السابقة وللتطورات الحاصلة، مشدداً على أن «التواصل مع الدولة السورية واجب وضروري للوصول إلى تحقيق خرق جدّي وسريع في هذا الملف، انطلاقاً من الخطّة التي وضعناها وقدمناها لمجلس الوزراء، والتي نعمل على تحديثها وتعديلها بغية تسهيل العودة الآمنة والكريمة للنازحين».

وسبق أن طالب الاتحاد الأوروبي من لبنان عدم ترحيل اللاجئين السوريين إلى بلدهم، مشدداً أن سوريا ليست آمنة بعد وأن الأوضاع فيها لم تتهيأ لاستقبال السوريين، مما أثار حفيظة المسؤولين اللبنانيين وإطلاق تصريحات قاسية لمسؤولي الاتحاد الأوروبي، مع التأكيد على رفض “التغيير الديمغرافي السوري في لبنان”.

ويعاني السوريون في لبنان من عنصرية وكراهية كبيرة، غذتها أطراف حكومية ومنظمات وأحزاب محلية، وسط اتهام السوريين بأنهم السبب وراء ما تعيشه البلاد من أزمات اقتصادية وسياسية واجتماعية وغيرها، متناسين الفساد المتغلغل في المؤسسات والسياسات الاقتصادية السيئة التي أودت بالبلاد لحافة الانهيار.

المصدر: الشرق الأوسط + أوغاريت بوست

إعداد: علي ابراهيم