أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – دلت كلمات الرئيسين الإيراني والروسي خلال أعمال قمة طهران التي جمعتهما مع الرئيس التركي بأن موسكو وطهران غير موافقتان على أي عملية عسكرية جديدة في الأراضي السورية، حيث هددت أنقرة منذ شهرين بشن عمليات عسكرية جديدة في الشمال، وحددت أهدافاً تقع “غرب الفرات” تعتبر من مناطق النفوذ الإيراني والروسي وتحديداً مدينتي تل رفعت ومنبج.
قبل القمة.. الموقف الإيراني جاء من أعلى مستوى
وكان الرفض الإيراني جلياً حتى قبل بدء أعمال القمة بين الرؤساء الثلاث، حيث قال المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي خلال لقاءه بالرئيس التركي “إن أي عمل عسكري في سوريا سيعود بالضرر على تركيا وسوريا والمنطقة بأكملها”، داعيا إلى الحوار لحل الأزمات بطريقة سياسية، وأضاف أن التصعيد العسكري “يصب في مصلحة الإرهابيين” وستحول دون تحقيق “الدور السياسي المتوقع من الحكومة السورية أيضا”.
حديث المرشد الأعلى لأردوغان بأن الضرر لن يكون على سوريا فقط بل سيصل إلى تركيا، اعتبرته أوساط سياسية بأنه “تهديد إيراني واضح لتركيا ورفضها لأي عمل عسكري يستهدف مناطق نفوذها في سوريا”، وأشارت لحديث أردوغان خلال أعمال القمة عن ضرورة أن تتفهم طهران وموسكو “مخاوفها الأمنية من الشمال السوري”، ورد الرئيس الإيراني عليه بالقول “كل شيء سيحل عبر الحوار”.
موسكو وطهران لأنقرة: يجب دعم الاستقرار والحل السياسي دون تدخل خارجي
وكان واضحاً موقفي روسيا وإيران من أي تصعيد عسكري في سوريا، وذلك خلال قمة الرؤساء والاجتماعات مع المرشد الأعلى، حيث طالبت موسكو وأنقرة أن تبقى الأمور هادئة في سوريا وضرورة دعم الحل السياسي فيها، وأن يكون للسوريين وحدهم القرار في تقرير مصيرهم دون أي تدخل خارجي، إضافة لمواصلة الحرب ضد التنظيمات الإرهابية المصنفة على قوائم الإرهاب الدولي.
كذلك عبرت كل من موسكو وطهران عن قلقهما من أن بعض المناطق في الشمال لاتزال خارج سيطرة الدولة السورية، وأن هذه المناطق ينتشر فيها الجرائم والإرهاب. وكأنها إشارة إلى المناطق التي تسيطر عليها القوات التركية وفصائل المعارضة “بالجيش الوطني” و “تحرير الشام”.
وفي رسالة إيرانية حازمة، قال الرئيس الإيراني أن “انتشار الجيش السوري على الحدود يضمن حماية البلاد واستقرارها”. واعتبر محللون سياسيون أن هذه الرسالة للرئيس التركي مفادها أن المناطق التي كنت تريد استهدافها “كتل رفعت ومنبج وعين عيسى وعين العرب/كوباني و تل تمر أصبحت بعهدة الجيش السوري”، وبالتالي يجب على تركيا أن تترك مخاوفها.
الرئيس التركي: على إيران وروسيا دعم تركيا بالحفاظ على أمنها
الرئيس التركي بدوره أصر على أن بلاده لن تنتظر أي أذن من أي أحد للحفاظ على أمنها القومي وشعبها، وأنها ستقاتل “التنظيمات الإرهابية في سوريا” القريبة من حدود بلاده وأن على إيران وروسيا دعم أنقرة بهذا الخصوص. وكأنه يقول أنه لم يحصل على الموافقة والضوء الأخضر بعد للقيام بعمليته العسكرية المحتملة في الشمال السوري.
إضافة إلى أن تجديد الرئيس التركي من التشكيلات العسكرية الكردية الابتعاد عن الحدود التركية لـ30 كيلومتراً مرة أخرى، يدل بحسب محللين سياسيين أن أنقرة لم تحصل على الموافقة الروسية والتركية في اجتياح مناطق سورية جديدة وعدم السماح لها باستخدام المجال الجوي ضمن مناطق نفوذهما على الأقل.
وعن الوضع في “خفض التصعيد” قال الرئيس التركي أن أنقرة تتفهم القلق من وجود بعض الأطراف في إدلب، ولكنهم يعملون على ايجاد الحلول الجذرية هناك.
سياسيون: تركيا تستطيع تجاهل موافقة روسيا وأمريكا ولكنها لن تستطيع تجاهل إيران
ويؤكد محللون سياسيون أن تركيا بحكم علاقتها القوية مع روسيا والولايات المتحدة، كان يمكن أن تقوم بعمليتها العسكرية في شمال سوريا دون أن تعترض تلك الأطراف طريقها، مشيرين إلى أن تلك الأطراف أصلاً أعلنت عن موقفها برفضها العملية العسكرية وأنها لن تقاتل الأتراك في حال هجومهم.
ولكن هذا الأمر لا ينطبق على إيران، حيث أن تركيا بحاجة للموافقة والضوء الأخضر الإيراني للقيام بهذه العملية، حيث أن أنقرة تدرك جيداً أنه من الممكن أن يتصادم الجيشين التركي والإيراني في حال أي هجوم دون موافقة طهران، لذلك فإن الرئيس التركي سعى جاهداً للحصول على الموافقة ولكن الرد جاءه من أعلى المستويات بالرفض، وأن الحوار سيكون السبيل الوحيد لحل الخلافات والمخاوف الأمنية التركية.
إعداد: ربى نجار